الأسواق تترقب مباحثات حول إمكانية بيع بنك «ليمان براذرز»

توقعات بشرائه من تحالف يقوده «بنك أوف أميركا»

احد الموظفين أمام مدخل بنك «ليمان براذرز» في نيويورك أمس (ا.ف.ب)
TT

تواردت الأنباء أمس عن احتمال قيام «بنك اوف امريكا» و المؤسسة الاستثمارية «جي سي فلاوورز اند كو»، وشركة الصين للاستثمار، صندوق الثروة السيادية الصيني، التقدم بعرض مشترك لشراء بنك «ليمان براذرز» المتعثر.

وطبقا لمصادر مطلعة، فان بنك باركليز مهتم هو الآخر بالموضوع طبقا لما ذكرت صحيفة «الفايننشال تايمز». وكانت مصادر قد قالت أمس ان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) والخزانة الاميركية يشاركان في محادثات مع أطراف يحتمل أن تشتري ليمان براذرز، وأن الصفقة قد تتم في مطلع الأسبوع.

وشهدت السوق اضطرابا قبل عطلة تستمر ثلاثة أيام؛ فانخفضت لفترة وجيزة مع إقبال المستثمرين على البيع لجني الأرباح وسط الغموض الذي يكتنف القطاع المالي الاميركي والتوقعات الاقتصادية العالمية.

لكن الأنباء حول خطط أنباء رابع أكبر بنك في أميركا أنعشت الأسواق اليابانية فيما ارتفعت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات أمس؛ فقد صعد المؤشر الرئيس للأسهم اليابانية بنسبة 0.9 في المائة في نهاية جلسة التعاملات أمس مدعومة بمكاسب حادة لأسهم الشركات المالية مثل مجموعة ميتسوبيشي يو.اف.جيه المالية في أعقاب أنباء أفادت بأن بنك الاستثمار الاميركي المتعثر ليمان براذرز يجري مباحثات حول إمكانية بيعه.

وارتفع مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 112.26 نقطة أي بنسبة 0.9 في المائة الى 12214.76 نقطة لينهي الأسبوع من دون تغير يذكر عن مستواه في نهاية الأسبوع الماضي. وصعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 1.3 في المائة الى 1177.20 نقطة.

من جهتها، ارتفعت الاسهم الأوروبية في أوائل المعاملات أمس بعد انخفاضها في الجلسة السابقة مع ارتفاع أسهم شركات التعدين اقتداء بأسعار المعادن وارتفاع البنوك.

وانخفض سهم ليمان براذرز أكثر من 40 في المائة يوم الخميس، مما أثار تساؤلات حول إمكانية بقائه. وفقدت الاسهم ثلاثة أرباع قيمتها منذ يوم الاثنين الماضي وأكثر من 90 في المائة منذ نوفمبر (تشرين الثاني).

وارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيس لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 0.9 في المائة الى 1151.17 نقطة. وكان المؤشر قد انخفض 0.65 في المائة يوم الخميس وبلغت خسائره منذ بداية العام الحالي 24 في المائة.

وكانت البنوك من أبرز الاسهم الصاعدة على المؤشر؛ إذ ارتفع سهم بنك بي.ان.بي باريبا 1.7 في المائة وسهم دكسيا 0.4 في المائة وسهم كريدي اجريكول 2.8 في المائة.

إلى ذلك، انخفضت الاسهم الاميركية نحو واحد في المائة في بداية التعاملات أمس مع تزايد المخاوف في وول ستريت بشأن مصير بنك الاستثمار ليمان براذرز وبيانات التجزئة المخيبة للآمال.

وهبطت أسهم ليمان 15 في المائة الى 3.58 دولار، كما سجلت أسهم أخرى في القطاع المالي مثل ميريل لينش وواشنطن ميوتيوال وشركة امريكان انترناشيونال غروب (ايه.اي.جي) انخفاضات حادة.

وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الاميركية الكبرى 92.41 نقطة أي بنسبة 0.81 في المائة الى 11341.30 نقطة.

وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 9.59 نقطة أي 0.77 في المائة مسجلا 1239.46 نقطة.

وانخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 18.57 نقطة أي 0.82 في المائة الى 2239.65 نقطة.

وفي المقابل انخفض الدولار الاميركي والين الياباني بصفة عامة، أمس، إذ دفع الأمل في إنقاذ بنك الاستثمار الاميركي ليمان براذرز المتعثر المتعاملين في العملات الى جني أرباح الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها أسواق العملات في الفترة الأخيرة.

ورغم ذلك احتفظت العملتان بنسبة كبيرة من المكاسب الضخمة التي حققتاها هذا الأسبوع بفضل تراجع عام في الإقبال على المخاطرة وانخفاض أسعار السلع الأولية.

وكانت تصفية الكثير من المراكز طويلة الأجل التي تكونت بالمراهنة على العملات خلال الشهرين الأخيرين أدت لارتفاع الدولار الى أعلى مستوى منذ عام مقابل سلة من العملات يوم الخميس وانخفاض اليورو دون 1.40 دولار مسجلا أدنى مستوى منذ عام وارتفاع الين الى أعلى مستوى منذ عامين مقابل العملة الأوروبية.

وكان مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الاميركية مقابلة سلة من ست عملات رئيسة منخفضا نحو 0.30 في المائة عن اليوم السابق الى 79.56 بعد ارتفاعه الى 80.375 يوم الخميس ليسجل أعلى مستوى منذ عام.

وارتفع اليورو الأوروبي بنسبة 0.5 في المائة مقابل العملة الاميركية الى 1.4105 دولار بعد انخفاضه يوم الخميس الى 1.3879 دولار، وهو أدنى مستوى له في عام. كما ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة نحو 0.75 في المائة أمام العملة اليابانية الى 151.50 ين بعد تراجعها الى أدنى مستوى منذ عامين عند 147.47 ين يوم الخميس. وارتفع الدولار 0.3 في المائة الى 107.50 ين. وارتفع الجنيه الاسترليني أمس مرتدا عن أدنى مستوى له منذ عامين ونصف العام مقابل الدولار الاميركي بعد أن توقفت موجة الصعود التي شهدتها العملة الاميركية بينما قلص المستثمرون مراهناتهم على أن خفض أسعار الفائدة البريطانية وشيك.

ولم يبد محافظ بنك انجلترا المركزي ميرفن كينغ يوم الخميس أي تعجل لخفض الفائدة عندما أبلغ لجنة الخزانة بالبرلمان أن ارتفاع التضخم قد يؤدي الى ارتفاع الأجور في العام المقبل.

ودفع تدهور اقتصادي سريع الأسواق الى توقع تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، لكن محللين قالوا ان بيان كينغ أسفر عن تقليص بعض التوقعات.

مع ذلك، مازال المستثمرون متشائمين في نظرتهم الى الجنيه الاسترليني في ضوء اقتراب الاقتصاد البريطاني من حافة الكساد، وهو ما سلط ديفيد بلانشفلاور عضو مجلس السياسة النقدية بالبنك المركزي الضوء عليه يوم الخميس عندما قال ان البطالة سترتفع بشدة.

وبداية التعاملات ارتفع الإسترليني 0.6 في المائة الى 1.7709 دولار بعد انخفاضه يوم الخميس مسجلا أدنى مستوى منذ ابريل (نيسان) عام 2006. ولم يطرأ تغير يذكر على الإسترليني مقابل العملة الأوروبية الموحدة، فبلغ سعر اليورو 76.70 بنس.