أسواق دبي والبحرين وقطر والكويت والأردن تفتقد اللون الأخضر

التراجعات القوية غير مبررة نتيجة أداء الشركات الجديد والمتوقع استمراره

أسعار غالبية الأسهم مغرية وجاذبة للشراء، وبخاصة تلك التي أصبحت تتداول قريبة من أسعارها الدفترية («الشرق الأوسط»)
TT

لم يبزغ اللون الأخضر على أي من أسواق المنطقة في جلسة يوم أمس، حيث استمرت تتهاوى تحت الضربات الموجعة، نتيجة لسيطرة سلوك البيع الواضحة على التعاملات، وهذه السيطرة لاتجاه البيع لها أسباب عديدة، أبرزها خروج الصناديق والمحافظ الأجنبية والانخفاض المستمر في أسعار النفط وأثره على انخفاض فوائض الميزانية في دول المنطقة المصدرة وعوامل التضخم الآخذة في الارتفاع، بالإضافة للعوامل النفسية والخوف المستفحل والمسيطر على أجواء التعاملات. اضافة لذلك هناك بعض العوامل الخاصة بكل سوق، ومع وجود بعض العوامل السلبية آنفة الذكر فان هذه التراجعات القوية التي تشهدها أسواق المنطقة غير مبررة إلى حد كبير، نتيجة لأداء الشركات الجديد والمتوقع استمراره وسط اقتصاديات واعدة لدول المنطقة، كما أن أسعار غالبية الأسهم مغرية وجاذبة للشراء، وبخاصة تلك التي أصبحت تتداول قريبة من أسعارها الدفترية، ومنها ما يتداول دونه بالفعل.

* أسهم دبي: تلاشت البهجة وعلامات السرور عن وجوه المتعاملين في سوق دبي بعد النصف الساعة الأولى من تداولات جلسة الأمس، حين بدأت بالتراجع مقلصة شيئا فشيئا من مكاسب بلغت بحدود 2.5 في المائة لتدخل بالسلبية، مبددة لآمال بعض المستثمرين الذين توقعوا استمرار السوق بايجابيتها. واقفل مؤشر السوق عند مستوى 4114.74 نقطة فاقدا 144.05 نقطة، أو ما نسبته 3.38 في المائة، حيث بات من الواضح أن الخوف والتردد هو ما يحرك المتعاملين في الفترة الحالية، ويدفع بعمليات سريعة لجني الأرباح ويقوض الاستثمار، رغم قناعة العديد بجدواه مع قناعتهم بتوفر الفرص في السوق، بعد الهبوط الحاد لغالبية الأسهم التي وصلت أسعار بعضها لمستويات متدنية وقريبة جدا من قيمتها الدفترية. ومنها ما هبط فعلا دون القيمة الدفترية كسهم شعاع كابيتال، الذي يتم تداوله عند 0.83 مرة، وتبريد الذي يتداول عند 0.82 مرة، فيما يتم تداول غالبية الأسهم بأسعار تتراوح بين 1.05 مرة و1.3 مرة من قيمتها الدفترية، ومن بينها إعمار 1.21 مرة، ودبي للاستثمار 1.09 مرة.

وشهدت الجلسة حتى الساعة الأخيرة أداء ايجابيا لسهم اعمار، ودخل مستوى 8 دراهم ليعاود تحت ضغوط جني الأرباح السريعة مع انعدام الثقة وخوف المتعاملين من مصير السهم والمؤشر بشكل عام، ليتراجع ويقفل عند سعر 7.34 درهم، بخسارة نسبتها 3.04 في المائة، ويذكر أن السهم تأثر في البداية بالإيجاب من إعلان الشركة أنها ستبدأ في تطبيق برنامج إعادة شراء أسهمها. وسجلت السوق ارتفاعا ملحوظا بالقيم والأحجام المنفذة، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 329.3 مليون سهم بقيمة 1.4 مليار درهم، نفذت من خلال 10563 صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 3 شركات مقابل تراجع لأسعار أسهم 26 شركة. وتراجعت القطاعات بقيادة من المرافق العامة، التي فقدت بنسبة 6.98 في المائة تلاها قطاع العقارات والإنشاءات الهندسية بنسبة 4.66 في المائة.

* الأسهم الكويتية: وواصلت السوق الكويتية في جلسة يوم أمس انحدارها لتفقد مستوى 13 ألفا وتدخل في المستوى الأدنى، نتيجة للبيوع الشرسة لسداد العقود الآجلة، بالإضافة للتسييل للدخول في الاكتتابات المليارية، بالإضافة للبيع النابع من خوف المتعاملين واليأس الذي دفعهم للخروج من السوق، حيث فقد مؤشر السوق العام بواقع 275.4 نقطة أو ما نسبته 2.1 في المائة ليقفل عند مستوى 12848.5 نقطة، وجاء الضغط من التراجع شبه الجماعي لأسهم السوق مع إجماع القياديات حول التراجع، حيث فقد سهم بيتك 100 فلس والوطني 40 فلسا، أما اجيليتي ففقدت 50 فلسا، فيما تراجع زين 40 فلسا. وتراجعت القيم والأحجام المنفذة قليلا، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 199.6 مليون سهم بقيمة 96 مليون دينار، نفذت من خلال 4714 صفقة.

وعلى الصعيد القطاعي، سجل قطاع الخدمات أعلى ارتفاع بواقع 544.2 نقطة، تلاه قطاع الاستثمار بواقع 451.6 نقطة.

* الأسهم القطرية: شهدت السوق القطرية في جلسة يوم أمس حالة من الذهول والاستياء استحكمت في أوساط المتداولين منذ مطلع التداولات نتيجة للبداية السلبية والنزيف القوي والحاد للمؤشر، التي أتت مع استمرار البيوع القوية في ظل إحجام عن الشراء ورغبة لدى كثير من المتعاملين لهجر السوق على الأقل في الفترة الحالية، التي باتت لا تعرف حدوداً وقيوداً في التراجعات، وخلت الجلسة تماما من الرابحين وحتى من الحياديين، حيث هوت جميع الأسهم وبنسب كبيرة، وخاصة على القياديات بقيادة من سهم صناعات الذي فقد بنسبة 8.40 في المائة ليضغط هو والبقية على المؤشر الذي فقد بواقع 580.76 نقطة أو ما نسبته 6.16 في المائة، ليقفل عند مستوى 8840.48 نقطة، وارتفعت بشكل واضح القيم والأحجام المنفذة، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 12.6 مليون سهم بقيمة 627.9 مليون ريال، نفذت من خلال 7201 صفقة، وتراجعت جميع أسهم الشركات المدرجة التي بلغت 38 سهما. وعلى الصعيد القطاعي، سجل قطاع الصناعة أعلى تراجع بواقع 748.45 نقطة، تلاه قطاع البنوك والمؤسسات الأجنبية بواقع 673.94 نقطة.

* الأسهم البحرينية: شهدت السوق البحرينية في جلسة يوم أمس تراجعاً حادا، وعزز حالة الأرباح بشكل شبه يومي بالفترة الأخيرة، حيث خلت الجلسة تقريبا من اللون الأخضر، مع تصدر أسهم ثقيلة جدا في السوق لقائمة التراجع، كسهم الأهلي المتحد الذي خسر بنسبة فاقت الـ6 في المائة، حيث فقد المؤشر العام للسوق عند مستوى 2518.90 نقطة، فاقدا بواقع 59.3336 نقطة، أو ما نسبته 2.30 في المائة، وتزامن تراجع المؤشر مع صعود بحجم السيولة، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 1.74 مليون سهم بقيمة 1.15 مليون دينار. وعلى الصعيد القطاعي، تراجع قطاع البنوك التجارية بواقع 124.81 نقطة، تلاه قطاع الاستثمار بواقع 39.84 نقطة تلاه قطاع الخدمات بواقع 22.62 نقطة، فيما أقفلت بقية القطاعات عند مستويات إغلاق الجلسة السابقة. ومن أخبار الشركات، أعلن مصرف السلام عن حصوله على الموافقة الرسمية النهائية من مجلس القرض والنقد الجزائري لمباشرة أعماله في السوق الجزائرية برأسمال مكتتب ومدفوع قدره 2.7 بليون دينار جزائري، أي ما يعادل (100) مليون دولار أميركي.

* الأسهم العمانية: بقيت السوق العمانية في جلسة يوم أمس محتفظة بنهجها الهابط وسط استمرار تخبط المتعاملين وإحجام الصناديق والمحافظ المؤسسية عن الشراء، في ظل نزعة الأجانب للبيع، حيث استقر مؤشر السوق العام عند مستوى 8194.43 نقطة، فاقدا بواقع 16.1 نقطة أو ما نسبته 0.200 في المائة، وابرز ما ميز جلسة الأمس عن الجلسات القليلة السابقة هو هدوء وتيرة التراجع وتقليصه خلال النصف الثاني من التداولات وسط ارتفاع لعدد من الأسهم، حيث ارتفع قطاع الخدمات والتأمين ولم يكن تراجع الأسهم بشكل جماعي مع صعود لبعض الأسهم القيادية كسهم العمانية للاتصالات وبنك عمان الدولي واونك القابضة، وقام المستثمرون بتناقل ملكية 13.8 مليون سهم بقيمة 10.1 مليون ريال نفذت من خلال 3811 صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 18 شركة مقابل تراجع لأسعار أسهم 19 شركة واستقرار لأسعار أسهم 10 شركات. وعلى الصعيد القطاعي، ارتفع قطاع الخدمات والتأمين بنسبة 0.820 في المائة، في المقابل تراجع قطاع الصناعة بنسبة 1.090 في المائة، تلاه قطاع البنوك والاستثمار بنسبة 0.460 في المائة.

* الأسهم الأردنية: وواصلت السوق الأردنية تراجعها خلال جلسة يوم أمس التي شهدت فيها أدنى مستوى لقيم وأحجام التداولات منذ ما يزيد عن مطلع العام الجاري، حيث ضغطت كافة القياديات والقطاعات على مؤشر السوق، الذي فقد بنسبة 1.99 في المائة ليقفل عند مستوى 3927.95 نقطة، وقام المستثمرون بتناقل ملكية 10 ملايين سهم بقيمة 28.5 مليون دينار نفذت من خلال 8209 نقاط، وارتفعت أسعار أسهم 45 شركة مقابل تراجع لأسعار أسهم 112 شركة واستقرار لأسعار أسهم 12 شركة. وعلى الصعيد القطاعي، سجل قطاع الصناعة أعلى نسبة تراجع بواقع 2.90 في المائة، تلاه قطاع الخدمات بنسبة 2.78 في المائة، تلاه القطاع المالي بنسبة 1.27 في المائة.