الأسهم السعودية تخسر 23.7 مليار دولار من قيمتها السوقية

37% من شركات السوق على النسبة الدنيا.. و4 شركات تعود لخانة الأرقام الفردية

استهل المؤشر تعاملاته أمس بتراجع كبير لم يشهده منذ أكثر من 8 اشهر («الشرق الأوسط»)
TT

لم تكن سوق الأسهم السعودية أفضل حالا من أسواق مالية أخرى في المنطقة بل وعلى مستوى العالم في ظل التراجعات الحادة التي طالت الأسواق أمس، لا سيما بعد أن أعلن أمس عن إفلاس البنك الاستثماري الأميركي ليمان براذرز.

وخسرت السوق أمس 89 مليار ريال (23.7 مليار دولار) من قيمتها السوقية بعد أن خسر مؤشرها العام 503.9 نقطة متراجعا 6.5 في المائة. وكان المؤشر قد استهل تعاملاته أمس بتراجع كبير لم يشهده منذ أكثر من 8 اشهر، في 22 من يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث شهد اكبر انخفاض للسوق بنسبة 99.9 في المائة من الأسهم المتداولة، عندما هبطت جميع الأسهم على النسب الدنيا المسموح بها في نظام «تداول». وفي تداولات الأمس جاء التأثير من قبل جميع القطاعات بلا استثناء كان أبرزها قطاع الاستثمار المتعدد المتراجع بأكثر من 9 في المائة وقطاع الصناعات والبتروكيماوية الذي فقد أكثر من 7.9 في المائة. وأغلق مؤشر الأسهم السعودية «تاسي» والتي تعتبر أكبر سوق في منطقة الشرق الأوسط عند مستوى 7255 نقطة خاسرا 503.92 نقطة بنسبة 6.49 في المائة بحجم سيولة بلغ 4.4 مليار ريال (1.1 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 148 مليون سهم. وسجلت جميع الأسهم السعودية انخفاضا بلا استثناء حيث انخفضت قيمة اسهم الشركات المدرجة بالسوق والبالغ عددها 124 شركة، من بينها 46 شركة (أي 37 في المائة من مجموع الأسهم المتداولة) سجلت على النسب الدنيا المسموح بها في نظام تداول. وأدى هذا التراجع إلى أن تسجل 4 شركات أسعارا فردية (أقل من 10 ريالات) من ضمنها شركات حديثة الإدراج. وقال محمد الغباري المحلل الفني إن الهبوط الذي حدث بالسوق السعودي لم يكن لوحده فقط بل طال الانخفاض جميع الأسواق الخليجية والعربية، مشيرا إلى أن هناك مستثمرين كبارا بدأوا بسحب استثماراتهم الداخلية لتغطية استثماراتهم الخارجية والتي تأثرت بعد إعلان الإفلاس لأحد اكبر البنوك الاستثمارية بأميركا. وأشار الغباري إلى أن السوق خرج عن إطار التحليل الفني والمالي لانه يسير وفق أخبار وتفاعلات اقتصادية وليست فنية.

من جانبه قال عبد القدير صديقي محلل فني إن التسارع في عمليات البيع دون وجود طلبات شراء أدت بالهبوط السريع لأكثر الأسهم المدرجة مما ساهم في زعزعة الثقة لدى كثير من المتعاملين والتي لعبت دورا كبيرا في وصول كسر مناطق دعم مهمة على المدى المتوسط والطويل.

وأفاد صديقي أن السوق وصل إلى مرحلة أكثر إغراء منذ قبل وان مكرر الربحية وصل الي مستويات 12.9 مرة وهذا الأمر يعطي المؤسسات المالية والصناديق الاستثمارية فرص الدخول التدريجي.