طارق طلعت مصطفى: سنتوسع عربيا بعد دراسة تجربة الاستثمار في السعودية

رئيس المجموعة الجديد أكد لـ «الشرق الأوسط» الاستمرار في استراتيجيتهم الخارجية نافيا تأثر المجموعة باستقالة هشام.. وكشف عن مشاريع جديدة في جدة ومصر

TT

قال طارق طلعت مصطفى، رئيس مجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى، إن المجموعة ماضية في استثماراتها المعلنة في السعودية.

وكشف طارق الذي تولى رئاسة مجلس إدارة المجموعة بعد القبض على شقيقه هشام بتهمة المشاركة في اغتيال المطربة اللبنانية سوزان تميم، عن مشروع عقاري جديد تعتزم المجموعة إنشاءه في مدينة جدة (غرب السعودية)، بعد الإعلان في وقت سابق عن مشروع عقاري ضخم في الرياض.

وشدد طارق طلعت مصطفى في حوار خص به «الشرق الأوسط»، أثناء زيارته للسعودية الأسبوع الجاري والاجتماع مع عدد من رجال الأعمال والمسؤولين السعوديين في العاصمة الرياض، أن المجموعة لم تتأثر باستقالة أخيه هشام رئيس مجلس الإدارة السابق، بعد الاتهامات التي وجهت للأخير.

وذكر طارق أن مجموعته ملتزمة بجميع العقود التي وقعت إبان فترة رئاسة أخيه هشام، ولن يتم إيقاف أي من التعهدات الماضية وفي ما يلي نص الحوار > هل لنا أن نعرف وضع مجموعة طلعت مصطفى القابضة بعد تنحي رئيس مجلس الإدارة السابقة هشام طلعت مصطفى وتوليكم رئاستها؟

ـ وضع المجموعة الحالي، مثل أي مجموعة أو شركة لا يتأثر بالأشخاص، حيث أنها كيان يعمل من خلال مجلس الإدارة الذي يتخذ القرارات في المجموعة، ورئيس مجلس الإدارة ينفذ تلك القرارات بناء على خطط مستقبلية، وبناء على أهداف معينة في تطوير المجموعة، سواء داخل مصر أو خارجها.

> ما سبب زيارتكم للسعودية في هذا الوقت بالتحديد؟

ـ زيارتنا كانت من ضمن الزيارات المجدولة لإتمام الإجراءات الخاصة بمشروع الشركة الأول في شمال الرياض، حيث زرنا الدكتور عبد العزيز بن محمد العياف آل مقرن أمين مدينة الرياض في مكتبه بالأمانة لشرح التفاصيل عن مشروع الشركة في العاصمة السعودية، بالإضافة إلى حضور اجتماع مجلس إدارة الشركة الجديدة مع شركائنا السعوديين.

> هل انتهت إجراءات تسجيل شركتكم في السعودية؟

ـ الإجراءات قاربت على الانتهاء وأتوقع إن يتم التنفيذ خلال شهرين أو ثلاثة اشهر على الأكثر. وجميع متطلبات بدء العمل في المشروع جاهزة، حيث تم وضع المخططات، ورسم الحملة والخطة التسويقية للمشروع في السعودية. وتم التوقيع مع شركة المقاولات وهي شركة بن لادن التي ستتولى التنفيذ. وتم الاتفاق معهم على كل شي. وسيبدأ تنفيذ مشروع الرياض في اقرب فرصة. كما أحب أن أوضح أن شركتنا الجديدة ستعمل على تنفيذ مشروع آخر في مدينة جدة غرب السعودية. تم عقد اجتماع لمجلس الإدارة، وتم الاتفاق على قطعة ارض في جدة، سيتم في المرحلة التالية تكليف مكتب أو مكتبين من مكاتب التقييم لتقييم الأرض، وفور الانتهاء أو الاتفاق على سعر محدد، سيتم شراء الأرض، والبدء في المشروع. وبذلك نكون قد انجزنا المخطط الذي كان في ذهن المجموعة بالنسبة للتوسعات الخارجية وبالتحديد في السعودية، من خلال مشروعين سيدخلان حيز التنفيذ في اقرب وقت. وفي ما يخص المجموعة في القاهرة فإن التأثيرات السلبية التي توقعناها تأثيرها نتيجة الإحداث الأخيرة فإن سعر السهم في البورصة لم يتأثر ذلك التأثر الملاحظ، وإنما تأثر بطبيعة التأثيرات الأخيرة من خلال الارتفاع والانخفاض في البورصة، كما يحدث في المنطقة كلها. بالنسبة لحجم المبيعات في مشروع مدينتي، فإن المجموعة حققت المستهدف الذي كان من المفترض أن يتحقق في أواخر عام 2008، حيث تحقق بالكامل في شهر سبتمبر (أيلول) الجاري، ولم تحدث أي حالة استرجاع من العملاء الذين حجزوا وحدات سكنية في المشروع، وذلك لثقة المتعاملين في المجموعة، وقدرتها على التنفيذ، والتسليم في المواعيد المحددة، حيث لا تزال المجموعة تعمل في مواقع المشروع وفق الخطة الزمنية المقررة. وبإذن الله نلتزم بالتسليم في المواعيد المحددة طبقاً للعقود المبرمة مع العملاء الحاجزين في مشروع مدينتي أو مشروع الرحاب.

> هل وجدتم اعتراضات أو إيقاف التعامل من شركاء أو متعاملين مع مجموعتكم بعد تنحى المهندس هشام؟

ـ ما حصل الحمد الله بالعكس لم تكن هناك اعتراضات أو وقف تعاملات. حيث سارت الأمور بشكلها الطبيعي. مجلس الإدارة اجمع على قبول استقالة هشام، ومن ثم قرر مجلس الإدارة بالإجماع انتخابي رئيسا للمجموعة. ووجد القرار تفاهما ودعما واضحا من كافة المستثمرين الذين يتعاملون مع المجموعة.

> هل لنا أن نعرف حجم الاستثمارات التي تستثمرها المجموعة في السعودية، وهل سيكون هناك زيادة؟

ـ حجم الاستثمارات في السعودية سيكون في حدود 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار) قابل للزيادة، متى رأت المجموعة فرص استثمارية تتوافق مع تطلعاتها في البلاد.

> هل تنوون تطبيق تجربتكم في مصر من خلال مشاريعكم في السعودية؟

ـ تجربتنا في مصر حققت نجاحا كبيرا. وتصميم المشروع الذي تم عرضه على أمانة مدينة الرياض لاقى إعجاب المسؤولين في الأمانة، وحصلنا على الموافقة. وأعتقد انه سيلاقى إقبالا من الجميع. وأحب أن أوضح أن التسهيلات التي حصلنا عليها في السعودية، على عكس ما كنا نتصور. حيث عملنا على الانتهاء من كافة متطلبات الاستثمار في البلاد، التي اختصرت منتصف المدة، خلال 4 اشهر، وكنا نتوقع الانتهاء منها في حدود 8 اشهر، وهو ما يعد أنجازا لنا.

> هل تنون الاستثمار في دول عربية أو أجنبية بعد مصر أو السعودية؟

ـ المجموعة تعتزم الاستثمار في دول أجنبية، وبالتحديد في مجال الفنادق. وسيجري الإعلان عنها في الفترة المقبلة.

> المتابع لطبيعة المشروعات العمرانية التي تقوم بها مجموعتكم يجد أنها تركز على نوعية واحدة من البناء وهو الفاخر الذي لا يقبل عليه إلا الطبقة العليا والمتوسطة في المجتمع. أين شريحة الدخل المحدود في مشاريعكم؟

ـ سعينا في مشروع مدينتي لتصميم بعض الوحدات السكنية التي تتماشى مع قدرات ذوي الدخل المحدود، ووصلنا بمساحات 70 مترا مربعا و65 مترا مربعا، وهذه الوحدات هي التي رفعت نسبة المبيعات في الفترة الماضية، وحجم الطلب المرتفع على ذلك النوع الوحدات العقارية أدى لإقبال غير متوقع فور طرحها.

> كيف ترون وضع السوق العقاري في الدول العربية خلال الفترة الحالية؟

ـ اعتقد أن حجم الاستثمار العقاري في مصر والسعودية ولفترة طويلة، سيكون كبيرا. لأن الطلب يزيد على العرض. وربما يستمر لفترات تتجاوز عشرات السنين. واعتقد أن الاستثمار في هذا المجال، ذو عائد قيم، وفرصة الاستثمار قائمة ومغرية.

> هل هناك عقود وقعت إبان فترة رئاسة المهندس هشام تم إيقافها خلال هذه الأيام؟

ـ لا توجد أي تصرفات أو إي اتفاقيات كانت تتم عن طريق هشام كرئيس مجلس إدارة المجموعة إلا بعد عرضها على مجلس إدارة الشركة والاتفاق عليها، ولا توجد أي تصرفات فردية في الشركات الكبيرة، وإذا كان هناك أي شي تم التعاقد مع هشام كرئيس مجلس إدارة الشركة فنلتزم بإتمامه وإنهائه مثلما تم التعاقد عليها لأن ذلك هو مخطط المجموعة في العمل وهو التزام على المجموعة لا نستطيع أن نتخلى عنه.

> بالنسبة للوضع المالي في الشركة، هل تتوقعون تحقيق أرباح خلال النصف الثاني من العام الجاري، خاصة بعد تنحى هشام؟

ـ أعلنا عن أرباح في الربعين الأول والثاني، وأتوقع تحقيق أرباح خلال الفترة المتبقية من السنة، ولن يكون هناك أي تأثيرات ـ نتيجة استقالة هشام ـ على الوضع المالي للشركة التي تتمتع بقوة وملائمة مالية.

> ما هي مشاريع الشركة المقبلة في مصر؟

نسعى إلى إنشاء فندق في مدينة الأقصر. ونعمل على إنشاء فندق آخر بجانب فندق شرم الشيخ الذي تملكه المجموعة، حيث اشترت الشركة قطعة ارض ستكون بمثابة توسيع الفندق الأساسي وتنفيذ فندق أضافي. ويوجد مشروع في مرسى علم يتم التحضير له حاليا. وكل هذا من المخططات السابقة لمجلس الإدارة التي اتخذت فيها قرارات، ونحن نعمل على إتمام العمل على نفس الخطة.

> هناك انتعاش عقاري في دول الخليج وبالتحديد في دبي والدوحة، هل تسعون إلى الاستثمار فيها؟

ـ لدينا تجربة حديثة في السعودية وهي أول تجربة خارج مصر. ولدينا مخططات للتوسع في العالم العربي، ولكن تلك التوسعات ستكون بعد الانتهاء من المشاريع السعودية ودراسة نتائجها.

> هل تأثرت علاقتكم بشركائكم السعوديين «الشركة الأولى للتطوير» بعد استقالة هشام؟

ـ العاملون في الشركة الأولى للتطوير متفاهمون، وتربطنا بهم علاقات أخوية أكثر من كونها علاقات عمل. والتفاهم بيننا كان واضحا، وكان اتفاقنا معهم من البداية يسير في الاتجاه الصحيح، ونحن ماضون معهم على تنفيذ استراتيجيتنا معهم في ما يتعلق بالمشاريع في السعودية.

> هل تنوون طرح الشركة الجديدة في السعودية للاكتتاب؟

ـ في الوقت الحالي لا نفكر في طرح الاكتتاب، نحن نعمل على تنفيذ المشاريع، والفكرة واردة متى تطلبت المرحلة طرح الشركة من عدمها.

> هل تحب أن تضيف شيئا للحوار؟

ـ أحب أن أوضح أن المجموعة الكبرى لها نظام في العمل ولا تتأثر بالقرارات الفردية ولا تتأثر بالإفراد، وهذه الشركات لها استراتيجية واضحة كما هو معمول به في الشركات العالمية. وأطالب دائما المستثمرين بشكل عام، والمستثمرين المتعاملين في البورصة بعدم التأثر بما يتداول حول الشركة في وسائل الأعلام، بالإضافة إلى التمهل وعدم الإسراع في التصرف، سواء ببيع أسهم أو بنقل إشاعات لأن تلك الأمور قد يكون لها تأثير سلبي على تلك الشركات، حتى تتضح الصورة والحقيقة.

> ما هو الوضع الذي عليه هشام في الوقت الحالي؟

ـ من المعروف أن الموضوع لا يزال تحت يد القضاء، ومن الأفضل عدم الحديث عن شي إلا عند الانتهاء من التحقيقات.

> كيف هي حالة هشام الصحية والنفسية ؟

ـ الحمد الله هو بخير وهو رجل مؤمن وهذا ابتلاء من الله يجب أن يتقبله بإيمان وصبر، وأي إنسان مؤمن يجب أن يرضى بقدر الله وحكمته.

> هل تزورنه بشكل يومي؟ وهل تتحدثون معه عن الشركة؟

ـ بالطبع نحن نزوره بشكل يومي، وفي ما يتعلق بالحديث معه عن الشركة، فإن هشام متفرغ أكثر مع المحامين لترتيب الأوضاع القانونية.