3 شركات تنتشل مؤشر الأسهم السعودية من «الانزلاق» للهاوية

تستحوذ على 46% من قيمة التداولات وتخفف خسائره خلال آخر 30 دقيقة

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

قلصت سوق الأسهم السعودية في يوم متذبذب الخسائر التي منيت بها في جلسة أمس بعد أن كسر المؤشر العام حاجز 7000 لأول مرة له منذ يوليو (تموز) 2007 حيث وصل إلى مستويات 6932.41 نقطة كأدنى مستوى له خلال جلسة الأمس، خاسرا 4.4 في المائة. لكن المؤشر عاد للارتفاع بعد عملية شراء قوية طالت العديد من الأسهم القيادية والمتوسطة خففت من انزلاقه إلى مستويات متدنية.

إذ ساهم قطاع الاتصالات وتحديدا شركتان منه إضافة إلى شركة سابك بدعم المؤشر وإيقاف نزيفه بعد أن ربح قطاع الاتصالات 2.5 في المائة وساهم بشكل واضح في تقليل الخسائر التي تكبدها المؤشر العام بدعم من سهمي «اتحاد الاتصالات» الصاعد 5.17 في المائة و«زين السعودية» المرتفع بنسبة 2.7 في المائة.

ويبدو أن السوق خففت من تراجعها وقلصت خسائرها بعد رواج تصريحات لمسؤولين سعوديين وخليجيين قللت من تأثير انهيار بنك ليمان براذرز الأميركي على القطاع المالي في الخليج بعد أن أكد أكثر من مسؤول عدم وجود علاقة مباشرة بين المصارف الخليجية والبنك الاستثمار الأميركي. فيما قال الدكتور عبد الرحمن التويجري، محافظ هيئة السوق المالية السعودية، أمس ان الانخفاض الحاد في سوق الأسهم السعودية ناجم عن الأزمة المالية العالمية وليس نتيجة عوامل محلية.

وأشار التويجري إلى أن السيولة في أكبر اقتصاد عربي لا تزال بحالة جيدة رغم أزمة الائتمان العالمية، مضيفا أنه ليس ثمة قلق بشأن نقص السيولة في السوق.

وجاء الأداء العام السوق في تعاملات الأمس بشكل متوتر في بداية تداولاته بعد أن شهد المؤشر العام مستوى 6932 والتي لم تشاهد منذ أكثر من 14 شهر مضت نتيجة التأثر الحاد الذي أصاب الأسواق العالمية بشكل عام والخليجية بشكل خاص.

وشهد قطاع الصناعة والبتروكيماوية ضيفا جديدا ضمن قائمة الأسهم المدرجة بالقطاع حيث أدرج سهم «كيمانول» والتي تقوم بإنتاج مادة الفورمالدهايد ومشتقاتها ومحسنات الخرسانة. وسجل «سهم» في أولى تعاملاته انخفاضا بأكثر من 4 في المائة ليفتتح عند مستوى 11.50 ريال وكانت الشركة قد طرحت منتصف أغسطس (آب) الماضي السهم للاكتتاب العام بقيمة 12 ريال. واستحوذ السهم على 679 مليون ريال (181 مليون دولار) كقيمة سوقية توزعت على ما يزيد عن 50 مليون سهم.

وضمن تعاملات السوق السعودية أمس فقد استحوذت 3 شركات على 54 في المائة من حجم الأسهم المتداولة وهي: شركة كيمانول ومصرف الإنماء وشركة معادن، فيما سيطرت 4 شركات على 46 في المائة من قيمة التداولات وهي: سابك، الإنماء، كيمانول، وشركة معادن.

وذكر محللون أن أدارج سهم «كيمانول» جاء في وقت شهدت فيه السوق السعودي موجة هبوط حادة أدت إلى تراجع شركات كثيرة مدرجة حديثا دون سعر الاكتتاب مما لعب دورا كبيرا في عملية الحد من الصعود الكبير الذي تشهده الأسهم المدرجة حديثا في أول أيامها. وأغلق المؤشر العام عند مستوى 7216.7 خاسرا 38.44 نقطة وبنسبة 0.53 في المائة بحجم سيولة 5.5 مليار ريال (1.4 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 226 مليون سهم.

أمام ذلك، قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور علي التواتي، أستاذ التمويل بجامعة الملك عبد العزيز، أن الأسواق الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص أصبحت مخبأ للثروات، فبعد شراء الحكومة الأميركية جزءا من أسهم بنكين كبيرين يعتبران من أعمدة الاقتصاد الأميركي، ساهم في تهدئة التوترات والتداعيات حول إفلاس الكثير من الشركات الكبرى، مما شجع أصحاب رؤوس الأموال المهاجرة على سحب أموالها إلى أميركا.

وأشار التواتي إلى أن الأوضاع السياسية في المنطقة تلعب دورا كبيرا في خلق الذعر والبلبلة لقرارات كثير من المتعاملين، مبينا أن الغموض السائد في دول الخليج على صعيد الاقتصاد وعلى صعيد توزيع الثروات له تأثير على مستقبل الأسواق بشكل عام وعلى المستثمرين بشكل خاص.