حمى شراء قوية جداً استهدفت الغالبية العظمى من الأسهم المدرجة في أسواق المال العربية، خلال تداولات جلسة يوم أمس، أعادت اللون الأخضر إلى المؤشرات العامة للأسواق في أول يوم عمل في سوق المال بعد ان ضخت الولايات المتحدة مليارات الدولارات لمعالجة الازمة التي عصفت بالنظام المالي الدولي.
وجاء هذا التوجه الشرائي نتيجة لانقشاع الغمة المحيطة في الأسواق بعد تقلص دور المحافظ الأجنبية، نتيجة لمغادرة غالبيتها أسواق المنطقة، ليتدافع المتعاملون على الشراء المحموم للحاق بالأسعار الحالية للأسهم، التي من الممكن ألا تتكرر في الأسواق. حيث تدافع المتعاملون في سوق دبي منذ اللحظة الأولى من افتتاح الجلسة على الشراء وبطريقة سخية جداً، وذلك للنيل من الأسهم عند الأسعار الحالية التي من الممكن ألا تتكرر في السوق وسط عودة التفاؤل وانحسار جانب الحذر عند المتعاملين لتضخ الأموال وترتفع أحجام التداولات وقيمها بشكل كبير لم تشهدها السوق منذ فترة طويلة قاربت الثلاثة أشهر، حيث ارتفع المؤشر العام للسوق بنسبة 9.87 في المائة، ليقفل عند مستوى 4309.90 نقطة.
واستكملت السوق الكويتية رحلة الارتفاع لتعويض الخسائر بجلسة امتازت بقوة وحدية الارتفاع، حيث كسبت بنسبة 3.9 في المائة، لتقفل عند مستوى 13148.4 نقطة، كما تميزت بالعودة المفرطة للتفاؤل والتسابق المحموم على حيازة الأسهم بأسعارها الجاذبة الحالية، وسط عودة جزئية للمضاربين ليبرز نشاطهم على أسهم منتقاة ورخيصة الثمن. وبزوال التخوف وقناعة المستثمرين من أفراد ومحافظ بعدالة المستويات الحالية للأسعار والثقة بأداء الشركات المدرجة وبقدرتها على تنمية الأرباح، تدافع مستثمرو ومتعاملو السوق القطرية للشراء على أسهم السوق لترتفع بشكل شبه جماعي وليرتفع المؤشر العام بدوره بنسبة 7.89% ليقفل عند مستوى 9230.70 نقطة. وتمكن مؤشر السوق البحرينية من الارتداد محققا مكاسب قوية بدعم من قطاع الاستثمار، حيث ارتفع مؤشر السوق بنسبة 1.13 في المائة ليقفل عند مستوى 2538.45 نقطة. كما هبت أسهم السوق العمانية بشكل شبه جماعي وكان على رأسها سهم بنك مسقط لتحمل مؤشر السوق لمستوى 8542.060 نقطة كاسبا بنسبة 4.320 في المائة. أغلقت الاسهم المصرية على ارتفاع حاد أمس الاحد مدعومة بارتفاعات كبيرة في اسهم ذات ثقل. وقال محمد عبيد من سمسرة الاوراق المالية في المجموعة المالية هيرميس، «هذا انعكاس لما حدث يوم الجمعة بعد الانباء الطيبة الاتية من الولايات المتحدة».
وقال البنك المركزي المصري يوم الجمعة انه رفع اسعار الفائدة الاساسية بمقدار نصف نقطة مئوية وهي سادس زيادة على التوالي في محاولة لاحتواء توقعات التضخم. واظهرت بيانات البورصة ان مشتريات المستثمرين الاجانب من الاسهم المصرية فاقت مبيعاتهم بمقدار 18 مليون جنيه مصري (3.3 مليون دولار) في حين فاقت مبيعات المستثمرين المحليين والعرب مشترياتهم.
وفي جانب آخر اعلن سوق دبي المالي وهو البورصة الرئيسية في دبي امس الاحد ان البيع على المكشوف يخالف اللوائح التنظيمية وحث كل الاطراف المعنية بالاستثمار في السوق على الالتزام بتلك اللوائح.
وقال السوق في بيان، كما ذكرت وكالة رويترز في تقريرها من دبي، «يشير السوق الى ان ما يتردد عن تنفيذ مؤسسات مالية عالمية لعمليات بيع على المكشوف فانه لا يتماشى مع القواعد التنظيمية».
وفرضت الجهات التنظيمية في مختلف انحاء العالم قيودا وسط مخاوف من ان عمليات البيع على المكشوف تؤدي الى انهيار اسهم اسماء مالية كبيرة وتدفع اسواق الاسهم العالمية الى الانخفاض.
وحث سوق دبي المالي كافة الاطراف على «الالتزام بالقواعد التنظيمية والابتعاد عن اية ممارسات غير مقننة الى الان في الاسواق المحلية».