إسرائيل تنافس روسيا وإيران في إنتاج الكافيار

يجري إنتاجه في مزرعة على بعد خطوات قليلة من مواقع حزب الله

TT

بعيدا عن نهر الفولغا او ضفاف بحر قزوين، يتحدى الاسرائيليون روسيا وايران في السوق العالمية للكافيار. وبحسب تحقيق أعده تشارلي فيغمان من وكالة الصحافة الفرنسية، فانه في شمال اسرائيل وعلى مسافة خطوات قليلة من مواقع حزب الله في جنوب لبنان تجري تربية نحو سبعة الاف من سمك الحفش، الانثى من نوع «اوسيترا»، في احواض مغطاة لإنتاج ثلاثة اطنان من الكافيار العالي الجودة. وفي الموقع الذي اقيم في كيبوتز (مزرعة جماعية) دان، يحمل تقنيون يضعون قفازات أسماك الحفش النائمة بفعل منوم للتحقق من حجمها ونوعية بيضها الثمين. وقال ييغال بن تسيفي مدير مؤسسة «كافيار الجليل» ان الفكرة راودتنا قبل 15 عاما.. كنا نبحث اولا عن سمك اعتاد المهاجرون الروس الجدد على استهلاكه». ويستورد الكيبوتز بيضا مخصبا لهذا النوع من السمك الذي يوجد بشكل حصري تقريبا في مياه بحر قزوين التي تحتوي على نسبة ضئيلة من الملوحة، لتربيته. واضاف «عندما بدأت اسعار الكافيار ترتفع بشكل كبير في 2003 قررنا الانطلاق» في المشروع. وقبل عمليات جمع البيض الاولى يجري فصل الاناث عن الذكور للتحقق من نوعيتها ولونها وحجمها وخصوصا درجة نضجها. ثم تتواصل الدورة مع عمليات تخصيب صناعية «لأجمل الاناث» على ما يوضح المدير مشيرا باعتزاز الى الاسماك التي تتحرك في الاحواض. والـ«اوسيترا» هي احد انواع سمك الحفش الـ27 وتزن 20 كلغ عند نضوجها.

وعادة لا بد من نحو 15 عاما لتصل هذه الاسماك الى سن البلوغ وتنتج بيضا من نوعية رفيعة. لكن ابراهام هورفيتس وهو عالم بيولوجي في الكيبوتز نجح في تقصير مدة هذه العملية الى ثماني او تسع سنوات. وتقوم «اسرار صناعته»، خصوصا على الشروط النموذجية في هذه المزرعة لتربية الاسماك. فهذه الاسماك التي تتم تغذيتها بأطعمة تعد خصيصا في مصنع في طبرية شمال اسرائيل، توزع في 15 حوضا تمد بصورة دائمة بمياه نهر دان الذي يغذى بذوبان ثلوج جبل حرمون. وعلى هدير مستمر تعمل دواليب ذات شفرات لادخال الاوكسجين الى المياه التي تبقى على حرارة 17 درجة بصورة دائمة، لتنساب بعد ذلك على طول مجرى منحدر الى نهر الاردن.

و«ها هي النتيجة» كما يقول ييغال بن تسيفي وهو يدل بفخر الى علبة معدنية زرقاء اللون تحتوي على كيلو من الكافيار «مولوسول» المملح قليلا، والذي يحمل عبارة «صنع باسرائيل». ويؤكد بن تسيفي «انه من النوعية العالية الجودة» بشهادة «احد كبار الطهاة الفرنسيين» كما قال، مضيفا «ان سعره بالجملة 2000 يورو الكيلو».

إلا ان الالاف من اسماك الحفش قضت عام 2008 في كيبوتز دان لتعطي كل منها ما متوسطه كيلويين من «اللؤلؤ» الرمادي الفاتح، اي ثلاثة اطنان ما يمثل 5.5 مليون يورو وحوالى 5% من الانتاج العالمي للكافيار المنتج في مزارع لتربية الاسماك بحسب المستثمرين الاسرائيليين. في المقابل، فان السوق الداخلية الاسرائيلية لسمك الحفش محدودة.