«المؤشر العام» يغلق دون 7000 نقطة لأول مرة منذ أكثر من 14 شهرا

الأسهم الجديدة تسجل مستويات دون سعر الاكتتاب

TT

استهل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي التعاملات الأسبوعية بانخفاض كبير فاق 248 نقطة وبنسبة 3.4 في المائة متجاوزا حاجز 7000 نقطة بسيولة ضعيفة نسبيا جراء العزوف من قبل المتعاملين والمستثمرين الذين يترقبون النتائج المالية للشركات المدرجة بالسوق خلال الفترة المقبلة.

وجاء الضغط من قبل الشركات القيادية التي شكلت عبئا ثقيلا على المؤشر العام حيث شهدت أسهم القطاع المصرفي انخفاضا كبيرا من قبل أسهم مصرف «الراجحي» الذي خسر 3 في المائة و«العربي الوطني» 4.2 في المائة، و«بنك الجزيرة» بنسبة 6 في المائة.

كما أضاف قطاع الصناعات والبتروكيماويات نفسه ضمن القطاعات الأكثر تأثيرا على أداء المؤشر العام حيث خسر بأكثر من 2.6 في المائة بدعم من سهمي «ينساب» و«بترورابغ» اللذان يواصلا هبوطها منذ أكثر من 5 جلسات متتالية.

وأغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي عند 6993 نقطة لأول مرة له منذ أكثر من 14 شهرا إذ لم يشهد السوق السعودي هذا الرقم منذ الصعود القوي الذي حدث في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي 2007. وبرز من أهم التطورات الجديدة على صعيد السوق خلال تعاملات الأمس، تسجيل بعض الأسهم الجديدة مستويات دون سعر الاكتتاب حيث جاء سهم شركة «بدجت» من ضمن أسهم الشركات التي انخفضت تحت سعر الاكتتاب حيث وصل سعر السهم إلى مستويات 48 ريالا، وكان الاكتتاب على السهم بسعر 52 ريالا، كما سجل سهم شركة «الخليج للتدريب» بين الأسهم التي سجلت أدني من سعر الاكتتاب، إضافة إلى أسهم مثل «الحكير» و«الطباعة» و«العثيم» و«دار الأركان» و«المملكة القابضة» و«استرا».

من ناحيته، أفاد في حديث لـ«الشرق الأوسط» ماجد العمري المحلل الفني المعتمد دوليا أن إغلاق المؤشر العام تحت المستوى النفسي الهام 7000 نقطة يعني مواجهة حاسمة مع مستوى الدعم التاريخي 6767 نقطة وذلك بسبب استمرار الاتجاه الهابط على المدى القصير والمتوسط، إذ بمجرد المحافظة على هذا المستوى خلال الفترة الحالية يعتبر مكسبا كبيرا بالنظر إلى الخارطة الفنية على المدى الطويل، في حين أن الإغلاق تحت مستوى 6767 نقطة يعني بداية الدخول في اتجاه هابط طويل المدى.

وأشار العمري الى أن السوق يتحرك في مناطق إفراط في البيع، مشيرا إلى أن مثل هذه المراحل من الإفراط في البيع عادةً تشير إلى احتمالية توقف الهبوط الحالي ولو بشكل مؤقت، لكنها لا تعني بالضرورة انتهاء هذه الموجة الهابطة.

وأضاف العمري أن أمام المؤشر العام تحديات هامة خلال الفترة المقبلة، وذلك حتى يستعيد توازنه من جديد ويخرج من هذه المرحلة السلبية، مفيدا أن أهم هذه التحديات هي الإغلاق فوق مستوى 7750 نقطة إذ في حالة حدوث ذلك يعتبر تغيّر فعلي للصورة الفنية متوقعا مشاهدة مثل هذا الإغلاق الإيجابي بعد إجازة عيد الفطر.

من جهة أخرى، ذكر لـ«الشرق الأوسط» محمد الغباري المحلل الفني أن المؤشر العام صحح ما يقارب 100 في المائة من القاع التاريخي عند 6767 نقطة إلى القمة 11964 نقطة وهذا الأمر يعطي إشارة سلبية إذا ما تم كسر القاع السابق عند مستويات 6767 حيث سيشهد السوق تسارع غير عادي في الهبوط، مبينا أن مستويات 6932 نقطة تمثل المقياس الحقيقي لمعرفة كسر القاع التاريخي السابق. وبين الغباري أن السوق يفتقد للثقة وعدم الوضوح والشفافية والمتزامنة مع الازمات الاقتصادية التي تمر بها دول العالم العظمى وخاصة بعد الإعلان عن الإفلاس لأكبر البنوك العالمية واندماج أكبر المؤسسات المالية، موضحا أن التحكم الرئيسي في وضع السوق في الفترة الراهنة ليس التحليل الفني أو التحليل المالي للشركات بل الأخبار الاقتصادية العالمية والتي تؤثر بشكل مباشر على أسواق المنطقة مع العلم أن الأسواق العربية ترتبط ارتباطا غير مباشر بالأسواق العالمية مبينا أن صلة الربط تكمن في صناع السوق الذين لهم اليد في عمليات البيع المكثفة ولسحب سيولتهم لتغطية مراكزهم بالأسواق العالمية.