ركود في الأسواق السورية بسبب ارتفاع الأسعار

برغم الحركة الكبيرة مع اقتراب عيد الفطر

TT

تشهد الأسواق السورية هذه الأيام حركة كبيرة مع اقتراب عيد الفطر الذي يصادف يوم الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين، إلا أن هذه الحركة لا ترتبط بالضرورة مع حركة شراء كبيرة مع ما تشهده الأوضاع الاقتصادية للسوريين من تدهور.

ففي سوق «الحمرا» الذي يقصده كثير من الدمشقيين لشراء الثياب تبدو أعداد الزبائن كبيرة في الشارع وأمام واجهات المحال، إلا أن أصحاب هذه المحال يشكون من ركود حركة البيع. ويقول أنس محمود، الذي يعمل في محل للأزياء النسائية في شارع الحمرا، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «تنخفض حركة البيع عاما بعد عام منذ بدأت حركة الأسعار بالصعود قبل ثلاث أو أربع سنوات».

من جهته يقول وليد سكر وهو صاحب أحد محال الأزياء في الشارع نفسه: «خير دليل على ضعف حركة البيع وسوء أحوال الناس هو أن المحال تعلن عن عروض وتخفيضات في غير موسمها رغم أن الفترة التي تسبق العيد يفترض أنها من أفضل مواسم البيع والإقبال على الشراء».

في سوق البزورية التاريخي حيث يشتري الدمشقيون ضيافة العيد من شوكولا وراحة وملبس ومكسرات تبدو حركة البيع أنشط قليلا، إلا أنها تبقى اقل من العام الماضي حسب عدد من أصحاب المحال الذين أشاروا إلى الغلاء المتزايد في مختلف أنواع السلع.

وتساءل أبو مالك الذي يبيع المكسرات والملبس: «كيف سيتمكن موظف يتقاضى ثمانية آلاف ليرة سورية (157 دولار تقريبا) من شراء ضيافة لا يمكن أن يقل ثمنها عن ألف ليرة سورية (20 دولار تقريبا) ناهيك عن ثمن الثياب والحلويات، خاصة وأن هذا العام لم تعط الحكومة للموظفين منحة قبل العيد كما جرت العادة.

ويرى تحسين وهو عطار في سوق البزورية أن ضعف حركة البيع والشراء تعود إلى تخوف الناس من المستقبل حيث يحاول معظم الناس توفير بعض الأموال خشية مزيد من تدهور الأوضاع وخاصة في ظل ما يقال عن احتمال رفع الحكومة الدعم عن الخبز.

وفي سوق الجزماتية الشعبي العريق ارتفعت أسعار الحلويات الشامية التقليدية بشكل كبير وأصبح سعر كيلو جرام من الحلويات الجيدة يتراوح بين 850 ليرة (17 دولارا تقريبا) وألف ليرة (20 دولار تقريبا). وتقول الحكومة السورية إنها تمارس دورا رقابيا على الأسواق وتحاول التدخل فيها لتخفيض الأسعار عبر زيادة العرض، إلا أن كثيرا من الأشخاص الذين قابلتهم (د.ب.أ) قالوا إنهم لم يشعروا بهذا الدور وسط استمرار الأسعار في الصعود.