النفط دون 102 دولار.. متأثرا بأزمة المال وإمكانية التراجع في الطلب

رئيس وكالة الطاقة الدولية: عصر الأسعار المنخفضة ولى

TT

قال محللون ان تنامي الادلة على حدوث تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان سيواصل التأثير سلبا على أسعار النفط، وقال دويتشه بنك في مذكرة أبحاث «فيما يتعلق بالسلع الاولية فان شاغلنا الاول الان هو الى أي مدى سينتشر الفيروس الاميركي عالميا وتحديدا في الصين». وقد ساهم تراجع الطلب على البترول في الولايات المتحدة واقتصادات متقدمة أخرى في تراجع السوق عن مستوياتها القياسية فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو (تموز) الماضي.

المخاوف من تراجع الطلب على هذه السلعة عكسه اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط في فيينا في بداية الشهر الحالي عندما قررت الدول الأعضاء التقيد بنظام الحصص المقررة لها من اجل الحفاظ على الأسعار واستمرارها فوق حاجز المائة دولار للبرميل. وقالت الدول خلال اجتماعها انها لا تريد تكرار تجربة 1998 عندما وصل السعر دون العشرة دولارات. وهبط سعر النفط أكثر من خمسة دولارات للبرميل أمس الاثنين متأثرا بعوامل من بينها ارتفاع الدولار الاميركي فضلا عن مؤشرات على اتساع نطاق الازمة المالية خارج الولايات المتحدة وصولا الى أوروبا.

وتدخلت حكومات دول البنيلوكس، بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج، لانقاذ مجموعة فورتيس المصرفية وأممت بريطانيا بنك برادفورد اند بينجلي للرهن العقاري. وفي واشنطن يستعد الكونغرس للتصويت على خطة حكومية بقيمة 700 مليار دولار لانقاذ القطاع المالي.

وفي وسط اليوم هبط الخام الاميركي الخفيف خمسة دولارات الى 101.89 دولار للبرميل مواصلا خسائر الجمعة التي بلغت 1.13 دولار. وبلغ أدنى مستوى للخام الاميركي خلال الجلسة 100.81 دولار. وانخفض سعر مزيج برنت 4.55 دولار الى 98.99 دولار للبرميل.

وارتفع الدولار الاميركي أمام اليورو وسط آمال بشأن خطة الانقاذ الاميركية والمخاوف التي أثارها امتداد الازمة المالية الى بنوك أوروبا.

وهناك شكوك بشأن قدرة الخطة الاميركية على اعادة الثقة في الاسواق المهتزة والحيلولة دون حدوث كساد عميق.

وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية امس الاثنين ان من المنتظر أن تنخفض أسعار النفط في الاشهر المقبلة لكن ظروف تطرف الطقس والنزاعات العمالية بصناعة النفط قد تخلق اختناقات جديدة في الامدادات.

الا أن نوبو تاناكا الرئيس التنفيذي للوكالة قال في لقاء عن مصادر الطاقة المتجددة في برلين، كما ذكرت وكالة رويترز في تقريرها من هناك، انه ليس من المتوقع حدوث اختناقات في الفترة من الان وحتى عام 2010 لان الامدادات تفوق الطلب نسبيا.

وأضاف أنه بعد عام 2010 وخاصة بعد 2013 سيزداد الوضع صعوبة لانه لا توجد أي احتمالات الان لبدء الانتاج من احتياطيات جديدة وأن هذا سيؤثر على الاسعار.

وقال «عصر الاسعار المنخفضة ولى».

وفي الوقت نفسه تراجع سعر برميل مزيج برنت تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بمقدار 1.04 دولار ليسجل 102.50 دولار.

وقالت منظمة أوبك أمس ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع يوم الجمعة الى 97.90 دولار للبرميل من 97.68 دولار يوم الخميس الماضي.

وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانجولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الاكوادور.

وقال مصدر في صناعة النفط أمس الاثنين ان شركة ارامكو السعودية حددت سعر البروبان في عقود اكتوبر (تشرين الاول) المقبل عند 790 دولارا للطن بانخفاض عشرة دولارات عن مستواه في سبتمبر (ايلول). واضاف المصدر أن الشركة خفضت ايضا سعر البوتان في اكتوبر بواقع 30 دولارا عن سبتمبر ليصل الى 810 دولارات للطن. وتمثل الاسعار مستوى القياس الذي تتحدد على أساسه أسعار مبيعات الشرق الاوسط من غاز البترول المسال لآسيا.

ومن جانب آخر اعلن خلدون قطيشات وزير الطاقة والثرورة المعدنية الاردني ان بلاده تسلمت اكثر من 33 الف برميل من النفط العراقي خلال الايام الخمسة الماضية وفقا لاتفاق مبرم بين البلدين منذ 2006.

وقال قطيشات لوكالة الصحافة الفرنسية ان «المملكة تسلمت من العراق حتى يوم أول من أمس نحو 5.33 الف برميل نفط». وأوضح ان «معدل تحميل النفط العراقي وصل الى 7400 برميل في اليوم» مشيرا الى انه «تم فعليا تحميل 5.74 الف برميل (من العراق) في 287 صهريجا».

واضاف قطيشات «هناك بعض العقبات البسيطة من حيث ساعات التحميل خلال شهر رمضان في الجانب العراقي الا اننا سنتغلب عليها بعد عيد الفطر لنزيد قدرة التحميل لتصل الى 10 آلاف برميل يوميا».