«إمباير ستيت» لم يعد أعلى مبنى في العالم لكنه مازال يجذب الأنظار

وصل عدد زواره إلى 150 مليون زائر

مبنى الإمباير ستيت مازال الأكثر إعجابا لزوار مدينة نيويورك (أ ب)
TT

لأكثر من ستين عاما، كان مبنى «إمباير ستيت» في نيويورك اعلى ناطحة سحاب في العالم. حتى سنة 1972، عندما حل محله مركز التجارة العالمي.

لكن، لم يعد هذا أعلى ناطحة سحاب في العالم بعد أن دمره هجوم 11 سبتمبر عام 2001، بالاضافة إلى منافسة ناطحات سحاب أخرى.

ويمتد طول «إمباير ستيت» 450 مترا، لكن طول «بترونانس» في كوالا لامبور 452 مترا. وطول «101» في تايوان 508 أمتار، ومركز التجارة العالمي في شنغهاي في الصين 510 أمتار، و«سيرز» في شيكاغو 527 مترا.

في الوقت الحاضر، يبنى برج «سباير» في شيكاغو ليكون طوله 600 متر، وبرج «روسيا» في موسكو ليكون طوله 610 أمتار.

غير ان قصب السبق من نصيب برج دبي الذي سيكون طوله 800 متر.

ولكن كيف حال «امباير ستيت» اليوم، عندما لم يعد الاطول في العالم. سارعت الجمعية الاميركية للهندسة المدنية، وسمته واحدا من «عجائب الدنيا السبعة الجديدة».

غير ان هذا وصف غامض. لأكثر من مائتي سنة كانت عجائب الدنيا السبعة هي هرم الجيزة بالقرب من القاهرة، وحدائق بابل المعلقة، وتمثال الإله زيوس في اليونان، وتاج محل في الهند، ومبنى الكولزيوم في روما، وحائط الصين العظيم، ومنارة الإسكندرية.

في وقت لاحق، ظهرت عجائب الدنيا السبعة الجديدة. وفيها كوبري سان فرانسيسكو، وسد نهر بارانا بين البرازيل ويورغواي. لكن، اختلف الناس حول بقية العجائب الجديدة. واضاف يهود حائط المبكى في القدس، واضاف بريطانيون مبنى التخلص من القاذورات في لندن. وها هم اميركيون يضيفون مبنى «امباير ستيت»، رغم انه لم يعد اعلى مبنى في العالم.

لكنه، بعد هجوم 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي، صار، مرة اخرى، اعلى مبنى في الولايات المتحدة. شيء واحد لايزال المبنى يتصدر المركز الأول فيه، وهو عدد السواح الذين يزورنه كل عام. خاصة الذين يصعدون الى الطابق 86، ليشاهدوا كل مدينة نيويورك، وما وراءها، تحتهم، وامامهم. وحسب احصائيات المبنى، حتى الآن، زاره اكثر من 150 مليون شخص.

ولأنه أعلى مبنى في نيويورك، تستعمله شبكات التلفزيون والإذاعة في نقل ارسالها من على قمته. ودخل المبنى التاريخ لان منه انطلقت، في سنة 1931، اول اشارة تلفزيونية لاسلكية، لأن نيويورك كانت اول مدينة يشاهد فيها الناس التلفزيون بهوائيات.

وحتى لا ينسى الناس «امباير ستيت» مع ظهور مبان أعلى، تنظم إدارة المبنى مسابقات سنوية داخل او حول المبنى. مثل سباق صعود سلالم المبنى (320 مترا، جملة 1600 سلما). سجل أسترالي رقما قياسيا قبل أربع سنوات، وقطع المسافة في تسع دقائق وثلاث وثلاثين ثانية.

في الوقت الحاضر، من اشهر الذين يستأجرون المبنى: جمعية «هيومان رايتس ووتش»، الخطوط الجوية الايطالية، الخطوط الجوية الاندونيسية، مركز الثقافة البولندية، مركز سياحة السنغال، وآخرون.

وفي داخل المبنى، يوجد متحف المبنى: وضع الحجر الاساسي، واول طابق، والافتتاح، واهم الزوار (كان هيلا سلاسي، امبراطور اثيوبيا، اول رئيس افريقي يزوره).

واذا كانت زيارة المبنى ظاهرة سياحية، صارت صفوف السواح الذين يريدون دخول المبنى ظاهرة سياحية ايضا. وذلك لان الصفوف تتلوى وسط شوارع نيويورك. ومؤخرا، ظهرت شركات تؤجر مكانا للسائح في بداية الصف، او تنقله الى اول الصف اذا دفع مبلغا إضافيا. وأيضا، اذا دفع السائح مبلغا إضافيا، يقدر على الصعود الى الطابق رقم 102 لمشاهدة مدينة نيويورك، بدلا من الطابق رقم 86 الذي تصعد اليه أغلبية السواح.

لم يعد المبنى الاعلى في العالم، لكنه لايزال، وربما سيظل الاشهر، وذلك بسبب الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية التي تصور المبنى، مباشرة أو غير مباشرة.

اولها، واشهرها، فيلم «كينغ كونغ» سنة 1933، عندما هجم على مدينة نيويورك غوريلا عملاق، وأثار الهلع والفزع، ثم صعد الى أعلى المبنى، ولم يستسلم، لكن طائرة قصفته وقضت عليه، ووقع جثة هامدة على طرف الشارع.

بعد الفيلم الاول بأربعين سنة، صدر فيلم ثان عن نفس القصة، وكان ملونا، واستخدمت فيه تكنولوجيا حديثة زادت من إثارته. لكن، في الفيلم الثاني، صعد القرد العملاق الى أعلى مركز التجارة العالمي، وليس اعلى مبنى «امباير ستيت».

في سنة 1964، في فيلم «الرجل الذي شاهد الغد»، دمر المبنى هجوم نووي. وفي سنة 1999، في فيلم «انديبندانس داي» (يوم الاستقلال)، دمر المبنى هجوم من مخلوقات غريبة من الفضاء الخارجي.

واخيرا، مادامت الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية الاميركية هي الاولى في العالم، لن ينسى الناس «امباير ستيت»، رغم انه لم يعد أطول مبنى في العالم.