نومورا تشتري وحدات ليمان في الهند

تحدي دمج ثقافة المخاطرة مع أسلوبها المحافظ

هل تنجح نومورا في دمج عملياتها (أ.ب)
TT

منح حصول دار الوساطة المالية اليابانية نومورا على عمليات ليمان بروذرز في اوروبا وآسيا والشرق الاوسط اكبر وسيط مالي ياباني نقطة الانطلاق التي يحتاجها لكي يصبح مصرفا استثماريا عالميا.

الا ان عليه ان يواجه الان الجزء الصعب في العملية.

فقد بدأت نومورا، الذي حصلت على اصول ليمان في الشهر الماضي، مهمة دمج مجموعة متنوعة من العمليات، وثقافة المخاطرة المنتشرة في وول ستريت مع منطلقاتها الاكثر محافظة.

والمكافأة، اذا ما نجحت نومورا في ادارة عملية التحول بطريقة جيدة هي صعود سلم قائمة رابطة بنوك الاستثمار والتوسع خارج السوق الداخلي الناضج.

الا ان ذلك يعني التوسع في قاعدة التكلفة في وقت عندما يمر قطاع المال بأزمة، وستجد من الصعب الاحتفاظ بأفضل مجموعة من العاملين من بين 5500 موظف كانوا يعملون في وحدات ليمان بروزر، الذين يمكن ان ينتقلوا لمصارف منافسة.

واوضح ازوما اونو المحلل في فرع مصرف كريديه سويس في اليابان «من الصعب في الوقت الراهن القول بما اذا كان هذا العقد ايجابيا لنومورا ام لا. نقطة الخطر هي احتمال ترك العملاء والعاملين الاساسيين البنك.

وكانت نومورا قد وافقت في الاسبوع الماضي على دفع 525 مليون دولار لعمليات ليمان في آسيا والمحيط الهادي ودولارين لوحدة الاستثمار والاوراق المالية في اوروبا والشرق الاوسط.

ويمكن لهذا الاستحواذ تعبئة عدة فراغات في استراتيجية نومورا.

فسيسمح لنومورا بدخول قطاع خدمات الوساطة بطريقة قوية، ودعم برنامج عمليات التجارة، والحصول على مزيد من العقود المربحة لتقديم الاستشارات في العمليات الخارجية.

وتجدر الاشارة الى ان نومورا هي اكبر ضامن للسندات والاوراق المالية في اليابان ومستشار لعمليات الاندماج والاستحواذ. الا انها تقع خارج قائمة اكبر 20 مؤسسة في آسيا واوروبا تعمل في مجال الاستشارات بينما كان ليمان يحتل المرتبة التاسعة والسابعة هذا العام طبقا لمعلومات رويترز.

الا ان احتلال مرتبة اكبر ضمن القائمة هو مجرد جزء من العملية.

ونومورا مثل العديد من المؤسسات المالية اليابانية، ليست لديها خبرة كبيرة في عمليات الاستحواذ الكبيرة خارج اليابان، وربما تجد من الصعب دمج ثقافتي عمل مختلفة وفي الوقت نفسه السيطرة على التكلفة مع زيادة حجم العمليات.

واوضح المحلل في مؤسسة «سي ال اس ايه» يون ليم «ليس لديهم تاريخ طويل او ناجح خارج اليابان،» في اشارة الى المؤسسات المالية اليابانية عامة. واضاف «ليس لديهم المجموعة الضرورية من المواهب او المديرين التي يمكن الاعتماد عليه في الخارج».

والجدير بالذكر ان نومورا هي اول شركة وساطة مالية يابانية تؤسس مكتبا في الخارج قبل 81 سنة. وقبل استحواذها على ليمان كان عدد العاملين فيها 18 الف شخص في 30 دولة، الا ان 90 في المائة من دخلها يأتي من اليابان.

وكانت نومورا تسعى لتخفيض اعتمادها على السوق المحلي. فقد اشترت شركة الوساطية الالكترونية انستينت مقابل 1.2 مليار دولار في العام الماضي، كما درست الحصول على حصة في شركة الخدمات المالية الهندية ينام قبل انهيار المحادثات.

الا ان عقد ليمان مختلف تمام الاختلاف. فعدد العاملين التي يمكنها استيعابه يمكن ان يصل الى 8 الاف شخص. وفي الوقت نفسه توصلت نومورا إلى اتفاق أساسي لشراء وحدات بنك الاستثمار الأميركي ليمان براذرز في الهند بعد إشهار إفلاسه منتصف الشهر الماضي.

وذكرت صحيفة «نيكي» الاقتصادية اليابانية أن نومورا وهي ستستحوذ على شركات خدمات تكنولوجيا المعلومات والإدارة الداخلية التابعة لليمان براذرز في الهند بالإضافة إلى ضم حوالي 2000 موظف من الفروع الهندية للبنك الأميركي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة اليابانية ضمت بالفعل حوالي 3000 من موظفي فروع ليمان براذرز في منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى جانب 2500 موظف في أوروبا والشرق الأوسط.

وتجدر الاشارة الى ان فروع ليمان براذرز في الهند تعمل في مجال تطوير أنظمة تكنولوجيا المعلومات وإدارة إجراءات طرح وتنظيم صفقات الأوراق المالية.

وتأتي مغامرة ليمان في الوقت الذي بدأ نموذج بنك الاستثمار ينهار.

فقد ادت الازمة المالية في الولايات المتحدة الى انهيار ليمان، واجبرت بيع بير سترنز وأدت الى تخلي كل من غولدمان ساكس ومورغان ستانيل عن وضعهما كمصارف استثمارية والتحول الى شركات قابضة.

ومن ناحية اخرى أكدت مصادر مصرفية في اليابان أن مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه فاينانشال غروب أكبر مجموعة مصرفية في اليابان تدرس حاليا دمج شركة الوساطة المالية التابعة لها المعروفة باسم ميتسوبيشي يو.أف.جيه سيكيورتيز كومباني مع فرع الوساطة المالية التابع لبنك الاستثمار الأميركي مورغان ستانلي في اليابان المعروف باسم مورغان ستانلي جابان سيكيوريتز.

وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أنه في حالة تنفيذ الاندماج بين ميتسوبيشي يو.أف.جيه سيكيورتيز كومباني ومورغان ستانلي جابان سيكيوريتز ستقام واحدة من أكبر شركات الوساطة المالية في اليابان.

وستعمل الشركة الجديدة في مجال إدارة صفقات الاندماج والاستحواذ إلى جانب إدارة عمليات طرح السندات والأسهم في أسواق المال اليابانية.

كانت مجموعة «ميتسوبيشي يو.إف.جيه فاينانشال غروب» قد أعلنت يوم الاثنين الماضي شراء 21 في المائة من أسهم مجموعة مورغان ستانلي التي تحولت الأسبوع الماضي إلى شركة قابضة.

وستدفع المجموعة المصرفية اليابانية تسعة مليارات دولار لتصبح أكبر مساهم في مورغان ستانلي. ويأتي ضخ هذه السيولة إلى المجموعة الأميركية في الوقت الذي يواجه فيه القطاع المالي الأميركي أزمة سيولة خانقة وينتظر إقرار خطة إنقاذ مالي حكومية بقيمة 700 مليار دولار.

وستحصل ميتسوبيشي على 9.9 في المائة من أسهم مورغان ستانلي العادية بسعر 25.25 دولار للسهم الواحد وباقي الحصة ستكون من الأسهم المميزة بسعر 31.25 دولار للسهم. وجاء الإعلان عن الصفقة بعد إعلان ميتسوبيشي الأسبوع الماضي التزامها بالاستحواذ على حوالي 20 في المائة من أسهم مورغان ستانلي.