إدوارد زور: أحوالنا ما زالت هادئة في وسط العاصفة

حوار مع مدير «نورثويسترن ميوتوال» أكبر شركة للتأمين المباشر على الحياة في الولايات المتحدة

TT

وسط أزمة أسواق الائتمان والعقارات، كان هناك إغفال لوضع التأمين في مجمل الوضع المالي حتى وقت قريب. ولكن هذا الأمر تغير بعد أن ساندت الحكومة شركة «أميركان إنترناشونال غروب»، أكبر شركة تأمين في البلاد، بمنحها قرضا طارئا قيمته 85 مليار دولار منذ أسبوعين. يدير إدوارد زور «شبكة نورثويسترن ميوتوال»، وهي أكبر شركة تقدم التأمين المباشر على الحياة في البلاد، ويحمل بوليصة التأمين الخاصة بها نحو 3.3 مليون مشترك، ولها رصيد تأمين يفوق تريليون دولار. وقد ناقش زور في الآونة الأخيرة التغيرات التي ربما تجري في قطاع التأمين، ومنهج شركته التقليدي وسبب مقاومته لتحويل الشركة إلى ملكية عامة. وفي ما يلي نص الحوار

* كيف تتعامل صناعة التأمين بعد الإعلان عن الإنقاذ الفيدرالي لشركة أميركان إنترناشونال غروب (إيه أي جي)؟

ـ إن صناعة التأمين متماسكة جيدا. وشركتنا كان بها أقل من نصف في المائة من الأصول المعرضة للأسواق عالية المخاطرة في نهاية العام. وفي الوقت الذي كانت فيه صناديق التأرجح تصفي رهونها العقارية عالية الخطورة وكانت البنوك تحاول جمع رؤوس أموال، كانت شركتنا في موقف إيجابي يتدفق فيه النقد وكانت مستعدة لتقديم الدعم للسوق في شهر مارس (آذار).

* هل كانت هناك أية آثار جانبية واقعة على شركتك أو أي من منافسيك؟

ـ لم تكن هناك أية آثار جانبية على شركتنا، وأعتقد أننا نبدو في حالة أفضل في السوق عندما ينظر الناس إلى خيارات صناعة التأمين على الحياة، إما كمجال للتوظيف أو لوضع أموالهم من أجل شراء أحد المنتجات.

ولا أعتقد أنه سيكون هناك أي انعكاس سلبي بسبب ما حدث لـ«إيه أي جي». فقد جذبت الشركة انتباه الحكومة الفيدرالية والجهات التنظيمية إلى صناعة التأمين، وهي الصناعة التي كانت تضغط من أجل وجود جهة تنظيم فيدرالية. والآن فإننا نعمل بشكل قانوني ومنظم في 50 ولاية. وأعتقد أن الذي سيحدث بعد أن استحوذت الحكومة على «إيه أي جي» هو إجبارها على التركيز على هذه الصناعة، وأن يدركوا أننا جزء من النسيج المالي ونحتاج أن يكون لنا صوت في واشنطن. وسوف نكون جزءا من النظام التنظيمي الجديد.

* ستعرض «إيه أي جي» بعضا من ممتلكاتها للبيع. فهل ستشترون شيئا؟

ـ دائما ما نهتم بالمقايضات، ولكني لا أعتقد أن «إيه أي جي» بها أعمال تتفق مع نورثويسترن ميوتشوال. فنحن لن ندخل في هذا الأمر.

* مع ضعف سوق الائتمان وهبوط معدلات الفائدة، فإلى أي مدى ترى الفائدة المتجددة في بوليصة التأمين الكامل على الحياة كادخار إجباري؟

ـ لقد وصلت مبيعات التأمين الكامل على الحياة إلى حوالي 5 في المائة في أول ثمانية أشهر من العام. ويصل معدل الربح على القيمة النقدية غير المُقرضة حاليا إلى 7.5 في المائة، وهو أمر جيد في البيئة الحالية.

* مع تقدم السكان في العمر، يبيع كبار السن بوليصة التأمين على الحياة من أجل الحصول على أموال نقدية. وتقدر جمعية «لايف إنشورنس سيتلمنت» أنه تم تداول ما بين 12 مليار دولار و15 مليار دولار في معاشات الوفاة عام 2007. وقد وردت أنباء عن أن شركات مثل «غولدمان ساكس»، و«جي بي مورغان» استثمرت في هذه المنتجات. فلماذا كل هذا الاهتمام الآن؟ وما هو تقييمك لهذا الاتجاه؟

ـ تتضمن صفقات تسوية التأمين على الحياة بيع بوليصة قائمة للتأمين على الحياة إلى أطراف غير ذات صلة بقيمة أكبر من قيمتها النقدية، أو إذا لم تكن لها قيمة نقدية، بقيمة ما، وغالبا ما تكون هذه البوليصة بقيمة تتعدى 250 ألف دولار يملكها أشخاص في عمر 65 عاما أو يتوقعون الحياة لمدة تتراوح ما بين 2 و12 أو 15 عاما. إنها سوق تنمو باستمرار.

ولكنه عمل سيئ إذا كان هناك أحد يملك بوليصة التأمين على حياتك ويرغب في وفاتك، ثم يحصل على مكافأة عندما تتوفى. وبسبب التوزيع الديموغرافي، تزدهر سوق تسوية البوليصة هنا. وأعتقد أنه يجب تنظيمها حتى لا يستغل المضاربون التأمين على الحياة.

* على مدى قرن من الزمان، كانت لديك لجنة فحص مالكي البوليصة وأنت تطلق لهم العنان في كل عام لفحص العمليات الخاصة بك وكتابة التقارير. فكيف تختار اللجنة؟ وما هي الأفكار التي يقدمها حاملو البوليصة والتي ربما لا يفكر بها المستشارون أو أنت شخصيا؟

ـ إننا نجد هؤلاء الأشخاص من مصادر مختلفة عبر ممثلينا في السوق، أو قد نجدهم بأنفسنا. فربما يكون بينهم رئيس تنفيذي لإحدى الشركات، أو أحد المحامين، أو أحد الاستشاريين، أو أحد أصحاب الأعمال. ونحن نحضر مثل هؤلاء لمدة أسبوع ونعطيهم حرية تامة في معرفة المزيد عن شركتنا، وتقييم بعض ما نفعله ونطلب منهم إعطاءنا بعض الأفكار.

* لقد قاومت الانتقال من شركة تعاونية يملكها أصحاب البوليصة إلى شركة مساهمة يملكها حملة الأسهم. لماذا تهتم بهذا الأمر؟

ـ إننا شركة ذات تصنيف متميز. وليس عليّ أن أشعر بالقلق تجاه الالتزام بمعايير أحد المحللين في «وول ستريت» أو أحد مديري صناديق التحوط ممن يعملون في نطاق 60 يوما. كما أنه ليس عليّ أن أشعر بالقلق تجاه عمليات البيع قصيرة الأجل. فمحافظ استثماراتنا متوازنة ومتنوعة جدا. ولا يمكن أن تكون لدي مثل هذه المحافظ إذا كنت أعمل كشركة مساهمة. إن تأثير الأرباح على ما لدينا سيكون من الصعب توقعه، مقارنة مع ما يطلبه حملة السهم. لذا، فإننا لم نكن لنستطيع أن نفعل ما نفعله. وليس لدينا نية في أن نصبح شركة مساهمة.

* خدمة «نيويورك تايمز»