دبي تنافس نفسها بإطلاق أطول برج في العالم وتأسيس عاصمة لها

الإمارة ترد على تقارير تتوقع انتهاء الطفرة العقارية

TT

تسمر العالم طويلا بانتظار انتهاء المشروع العملاق وهو برج دبي، باعتباره أطول برج في العالم، غير أن حكومة دبي لم تنتظر حتى لانتهاء المشروع الذي بلغ مراحله الأخيرة، فأعلنت أمس شركة نخيل، التابعة للحكومة، أنها ستنشئ أطول برج في العالم وهو نخيل تاور.

التنافس الذي تشعله دبي بين شركاتها، لم يتوقف على إنشاء أطول برج في العالم، بل إنشاء عاصمة للإمارة، لذلك تكون هي المرة الأولى في العالم التي تقوم مدينة بإنشاء عاصمة لها.

ومن الواضح أن دبي أرادت أن يكون ردها عمليا على من شكك بقوة اقتصادها، بل من توقع قرب انتهاء أسطورة الطفرة العقارية الخليجية إنطلاقا من دبي. وفيما كانت الفعاليات الاقتصادية تنتظر تطمينا حكوميا عبر تصريحات من المسؤولين الحكوميين، اختارت الحكومة أن يكون ردها بإطلاق المزيد من المشاريع العقارية الضخمة، وكأن الأزمة المالية في واد.. ودبي في واد آخر.

وقال مسؤول كبير في أحد المصارف الأجنبية العاملة في دبي «بالفعل هناك مؤشرات للضغوط التضخمية وتأثيرها على قطاع العقارات تحديدا، غير أنه في الوقت نفسه، حكومة دبي دائما ما تفاجئنا بخطوات تدعم اقتصاد الإمارة.. المشاريع تسير بوتيرتها السريعة ولا يبدو أن هناك تأثيرات على الاستراتيجية الحكومية في هذا الشأن».

ويترقب المستثمرون ما سيسفر عنه معرض سيتي سكيب العقاري الذي سينطلق اليوم الاثنين، إلا أنه من الواضح أن إطلاق المشاريع لن يتوقف عن نفس السمة التي عرف عنها المعرض في سنواته السابقة.

وفي الوقت الذي يعاني العالم من أزمة سيولة في أعقاب أزمة الرهون العقارية وما تبعها من انهيارات في كبرى البنوك العقارية، لا يبدو أن القطاع العقاري ـ تحديدا ـ يعاني من أزمة، فالمشاريع المعلنة، والمتوقع إعلانها خلال الأسبوع الجاري، لا تظهر أن هناك أي مشكلة في تمويلها، سواء من المستثمرين أنفسهم أو من البنك الكبرى في المنطقة.

وقالت شركة نخيل العقارية أمس، إنها ستطلق مشروع «نخيل هاربر أند تاور في دبي» على نمط الطراز الهندسي الإسلامي ليكون عاصمة دبي. وفي قلب هذا المشروع الضخم سيتم إنشاء برج نخيل تاور ـ الذي يرتفع لمسافة تزيد على الكيلومترـ بالإضافة إلى احتوائه على اول مدينة مرافئ داخلية من نوعها في العالم، وسيغطي «نخيل هاربر اند تاور» مساحة تقدر بأكثر من 270 هكتاراً.

والبرج المتوقع أن يكون الأطول في العالم، سيرتفع لأكثر من 200 طابق، فيما يبلغ البرج من الارتفاع لدرجة انه يتعرض لخمس حالات تغير في الطقس، ولكل حالة تصميم خاص بها، وستكون درجة الحرارة في أعلاه، أقل بـ10 درجات من أسفل البرج.

ووفقا لسلطان احمد بن سليّم، رئيس نخيل، فإن مشروع عاصمة دبي الجديدة «لا يوجد ما يضاهيه في الإمارة، فهو مجتمع جديد يقع في قلب «دبي الجديدة»، ويوفر مكانا للعيش، والعمل، والاسترخاء، والفن، والترفيه، والثقافة، في آن ومكان واحد». ويحتوي نخيل تاور على اربعة مراكز محورية منفردة، بحيث يكون إنجازا هندسيا فريدا يتميّز به عن باقي المباني الطويلة التي تحتوي على مركزٍ محوري واحد، كما تمت إضافة منصة هلالية الشكل ليَتمّ بها ارتفاع البرج. وسيضم المشروع ـ الذي تُقدّر كلفته بمليارات الدولارات ـ 250 ألف متر مربع من الفنادق ومساحات الضيافة، و100 ألف متر مربع من المساحات المخصصة لتجارة التجزئة، إضافة إلى المساحات الخضراء الواسعة التي تضم مماش ومتنزهات ومناظر خلابة.