الأسهم السعودية تخضع لسلطة «العامل النفسي» مع عودة التداولات اليوم

شركات مالية ترى إمكانية ارتداد السوق استجابة لمحفز «النتائج المالية»

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

تخضع سوق الأسهم السعودية انطلاقة من بدء تداولاتها اليوم الاثنين بعد العودة من إجازة عيد الفطر، لسلطة العوامل النفسية ومدى استغلال قوى السوق المختلفة للظروف والمؤثرات المحلية والخارجية في تحريك عجلة المؤشر العام وسط بقاء «التفاؤل» خيارا واردا مقابل «التشاؤم».

وتعود سوق الأسهم السعودية اليوم وسط غيوم الاضطرابات وتوتر أوضاع الأسواق المالية العالمية لاسيما في الولايات المتحدة الأميركية التي تعرضت بورصاتها لأعنف هزات خلال هذا العام بل وصفت أزمتها المالية الحالية كأصعب أزمة مالية تتعرض لها الولايات المتحدة منذ العام 1929 مما اضطر تدخل الدولة في شراء المؤسسات المالية ودعمها ماليا والموافقة على مشروع دعم الأسواق المالية بقيمة 700 مليار دولار.

وكان سوق الأسهم السعودية انتعش في آخر يوم تداولات لها قبل إجازة عيد الفطر المبارك حيث سجلت أعلى قيمة صعود لها في العام الجاري بأكثر من 6 في المائة خلال جلسة تعاملات واحدة، مما يضع المحللين الفنيين أمام صعوبة التكهّن بتواصل انطلاقة السوق لاسيما أن القراءات الفنية كانت توحي بقدرة المؤشر العام الافتتاح على نسبة عليا ومحاولة الإقفال بمؤشرات خضراء حتى نهاية تعاملات اليوم.

وأغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي تعاملاته لآخر جلسة تداول في شهر رمضان المبارك بارتفاع كبير فاق 6.6 في المائة في جلسة واحدة وبحجم سيولة 4.8 مليار ريال (1.2 مليار دولار) توزعت على ما يزيد على 173 مليون سهم، في وقت سجل فيه المؤشر العام خسارة ضخمة منذ بداية العام قوامها 464 مليار ريال (124 مليار دولار) بعد أن فقد 32 في المائة من قيمته منذ مطلع العام. وكانت سوق الأسهم السعودية أغلقت مؤشراتها في إجازة عيد الفطر المبارك حيث انتهت التداولات في 28 من سبتمبر (أيلول) المنصرم وامتدت حتى الخامس من أكتوبر (تشرين الأول).

أمام ذلك، لا تزال شركات الاستثمار المالي تضفي بملامح إيجابية حول مستقبل السوق على المدى القصير مستندة إلى عوامل منها وصول الأسعار إلى مناطق متدنية جدا إضافة إلى أن النتائج المالية المتوقعة للربع الثالث ستكون إيجابية.

وتفيد مجموعة بخيت الاستثمارية بأن سوق الأسهم السعودية مرتبطة بشكل تام بالعوامل النفسية الخارجة عن إطار المؤشرات المالية والاقتصادية، متوقعة أن السوق ستميل للاستجابة للمؤثرات الخارجية في الفترة القليلة المقبلة. ولكن مجموعة بخيت الاستثمارية تؤكد بقاء الفرص متاحة لارتداد السوق من خلال تجاوبه مع أي محفزات جديدة أهمها النتائج المالية للربع الثالث 2008 للشركات السعودية.

من ناحيتها، تفاءلت مجموعة كسب المالية ـ مرخصة من هيئة السوق المالية ـ بمستقبل نتائج الشركات القيادية والكبرى المدرجة في سوق الأسهم السعودية متوقعة أن تسجل نتائج إيجابية خلال الربع الثالث من العام الجاري، مفصحة عن توقعات إيجابية صدرت على موقعها على الإنترنت حول نتائج أعمال معظم الشركات الكبرى والقيادية في سوق الأسهم.

وتتوقع «كسب المالية» أن ترتفع أرباح «سابك» خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري إلى 21.1 مليار ريال مقابل 20.1 مليارا لذات الفترة من العام الماضي، و«الراجحي» من 4.8 مليار ريال في الأشهر التسعة الأولى من عام 2007 إلى 5.1 مليارا لذات الفترة من العام الجاري، و«الاتصالات السعودية» إلى 10.8 مليار ريال مقابل 8.9 مليار. وترى كسب المالية أن السوق في الوقت الحالي بات أكثر خضوعا لسلوكيات المتعاملين الذين انخفضت لديهم مستويات الثقة في السوق بشكل أكثر حدة من انخفاض المؤشر العام، مشيرة إلى أنه لم يبق أمام سوق الأسهم السعودية سوى جولة أخيرة فاصلة تتمثل في النتائج المالية للشركات المدرجة خلال الربع الثالث لعام 2008.