دبي: توقعات بإعادة رسم خارطة العقار العالمية في معرض «سيتي سكيب 2008»

ينطلق اليوم وسط أزمة مالية عالمية متفاعلة قلبت الكثير من المعادلات

تكشف عدد من الشركات عن مشاريع جديدة في معرض سيتي سكيب الذي ينطلق في مدينة دبي اليوم («الشرق الأوسط»)
TT

تزحف مشاريع العالم العقارية اليوم الى مدينة دبي، لعرض الفرص التي تحتويها تلك المشاريع للمستثمرين، الذين يتوافدون من جميع انحاء المعمورة لاقتناص جواهر الاستثمار العقاري التي ستنكشف اليوم مع بداية معرض سيتي سكيب العقاري، اكبر المعارض العقارية في العالم، وذلك من خلال إقامته في مدينة دبي بمركز المعارض العالمية في الفترة التي تتراوح ما بين 6 و9 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

ويتوقّع خبراء عقاريون ان يستقطب المعرض ألف عارض و60 ألف مشارك من جميع أنحاء العالم هذا العام وسط أزمة مالية عالمية قلبت الكثير من المعادلات، بالإضافة الى توقعات بإبرام صفقات والإعلان عن مشاريع جديدة، في ظل ازدياد الثقة في العقارات الخليجية التي أصبحت ملاذا آمنا لرؤوس الأموال العالمية، وهي التي بدأت في التقاطر على مشاريع الخليج بشكل مستمر.

من جانبه، أكد عايض القحطاني، رئيس شركة سمو العقارية، ان الفرصة مواتية للاستفادة من الازمات الاقتصادية التي تحدث حالياً في الغرب، وذلك من خلال ازدياد الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد في دول الخليج العربي. وقال القحطاني إن فرص الاستثمار بشكل عام، والفرص العقارية بشكل خاص، في الخليج العربي واعدة من خلال الفرص التي تزخر بها المنطقة، والتي تنمو بشكل غير مسبوق، مما يعطي مؤشرات ايجابية على ازدياد الثقة في استثمار طويل المدى مقرون بأصول ثابتة تعطي الاستثمار أمانا أكثر، كونها استثمارات واقعية وملموسة.

وأضاف أن الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط لا تزال في بداياتها، والصناعة العقارية تعتبر قلب تلك الاستثمارات، في ظل سوق يتجاوز 1.4 تريليون ريال (373 مليار دولار)، مشيراً الى أن مكة المكرمة والمدينة المنورة تعتبران من المناطق ذات القيمة الإضافية في الأسواق العقارية، من خلال ما تتميز به المدينتان المقدستان. وبين رئيس شركة سمو العقارية أن الوقت حان لتغيير خارطة الاستثمار العقاري من خلال التحول الى الأسواق العقارية الناشئة، والتي تعتبر منطقة الخليج العربي واحدة من اهم تلك الأسواق، والابتعاد عن الأسواق التقليدية التي لا يزال يلف مستقبلها الغموض، في ظل الشفافية والوضوح في مستقبل العقارات في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً الى أن دورة الصناعة العقارية مكتملة في الخليج من خلال وجود عناصر الصناعة كالصناع وهم المطورون، والمسوقون، بالاضافة الى المستهلكين الذين يزداد طلبهم بشكل كبير.

ولفت القحطاني إلى أن السوق السعودي يتميز بزيادة الطلب فيه، وضرب بسوق مكة المكرمة العقاري مثالاً على قوة السوق العقاري في المملكة، حيث يصل حجم الاستثمار في المشاريع المعلنة في العاصمة المقدسة الى200 مليار ريال (53.3 مليار دولار) قابلة للزيادة.

إلا أن آخرين، وعلى هامش معرض سيتي سكيب، حذروا من المشاريع الوهمية، والتي تعرض سنوياً بدون ان يكون على ارض الواقع مشروع ملموس، مطالبين الحكومات الخليجية بالرقابة على المشاريع الوهمية، والتي تعرض في المعارض من اجل جمع أموال والمضاربة بها في أسواق أخرى. وقال محمد الدوسري، خبير عقاري في السعودية، إنه من الجميل مشاهدة مشاريع تنموية ستثري المنطقة عقارياً، الا أنه من الصعب ايضاً مشاهدة عمليات جمع اموال للاحتيال وعدم تطبيق مشاريع ملموسة، لافتاً الى أنه لاحظ كثيرا من المشاريع لا تزال مجرد مشاريع على ورق، وهذا يضعف الثقة في الشركات الجديدة.