الأسواق العربية.. كابوس حقيقي يقلق منام المستثمرين

خسائر فادحة في جميع البورصات والمصرية تتـألم

TT

كابوس حقيقي بات يقلق مضاجع القاصي والداني من مستثمرين ومتعاملين جراء الانهيار الحاد الذي تتعرض له أسواق المنطقة، والهبوط المتسلسل للأسعار الذي استنزف جيوب المتعاملين في الأسواق، وباتت نتائجه تنعكس على الحالة المالية للأفراد وتؤثر سلباً على المجتمع، حيث لا تزال تتهاوى مؤشراتها بحدة رغم رسائل الطمأنة والإجراءات التي اتخذتها بعض الحكومات والتصريحات التي أدلت بها الكثير من المؤسسات المحلية حول عدم تأثرها بالأزمة العالمية وما برهنته نتائج غالبية الشركات التي أفصحت عن أعمالها. أعين تدمع وقلوب تحزن وعقول مشتتة.. خلفها سوق دبي في جلسة يوم أمس، حيث اقفل على تراجع بلغ بواقع 284.13 نقطة أو ما نسبته 8.43 % ليقفل عند مستوى 3085.02 نقطة. كما فقدت الأسهم القيادية نسبا قوية جدا تجاوزت 12% لغالبيتها وسط ارتفاع لثلاثة فقط من الأسهم الإماراتية وبصدارة سهم شعاع كابيتال الذي كسب بنسبة 6.80%. وارتفعت القيم والأحجام المنفذة في السوق، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 469.5 مليون سهم بقيمة 1.2 مليار درهم نفذت من خلال 12950 صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 4 شركات مقابل تراجع لأسعار أسهم 28 شركة. > الأسهم الكويتية: تمكنت السوق الكويتية في جلسة يوم أمس من تقليص نسبة الخسارة مقارنة مع الجلسات السابقة مع تحسن الطلبات على أسهم البنوك وسط إجراءات قامت بها الحكومة للحد من التراجع والتي تمثلت في إعلان المركزي الكويتي تخفيض الفائدة بمعدل 125 نقطة أساس. فيما استمرت أسهم الاتصالات (زين الاتصالات) بالهبوط والضغط على مؤشر السوق الذي أنهى تعاملاته وبفضل من المشتريات في الدقائق الأخيرة عند مستوى 11472 نقطة فاقدا بواقع 163.9 نقطة أو ما نسبته 1.41 في المائة، وارتفعت السيولة والأحجام المنفذة في السوق بشكل كبير جدا، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 409 ملايين سهم بقيمة 207 ملايين دينار نفذت من خلال 573 صفقة. > الأسهم القطرية: بعد بوادر التعافي من الخسائر الحادة التي أظهرتها السوق القطرية في الجلسة السابقة ليوم أمس التي شهدت بوادر مشتريات حذرة، عادت السوق في جلسة أمس للتراجع الحاد والخطير مبددة آمال المتعاملين ودفعت بغالبيتهم للبيع العشوائي مع وصولهم لحالة من اليأس والإحباط رغم قرب إعلان الشركات عن أرباحها والتي يتوقع أن تكون قوية وتضمد بعض الجراح المؤلمة، حيث تدافعت الأسهم وعلى رأسها أسهم البنوك على الانحدار الشديد لتجر مؤشرها العام لمستوى 7434.54 نقطة فاقدا بواقع 712.92 نقطة أو ما نسبته 8.75%. وارتفعت الأحجام والقيم المنفذة في السوق بقوة، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 22.5 مليون سهم بقيمة 983.3 مليون ريال نفذت من خلال 9270 صفقة، وخلت الشاشة من الرابحين وسط استقرار لسعر سهم شركة واحة وتراجع لأسعار أسهم 40 شركة. > الأسهم البحرينية: منيت السوق البحرينية في جلسة يوم أمس بخسائر يومية هي الأكبر على الإطلاق منذ فترة طويلة، حيث فقدت بواقع 64.35 نقطة أو ما نسبته 2.70% ليقفل مؤشرها عند مستوى 2319.98 نقطة، وجاء التراجع الحاد بضغط أساسي من الهبوط القوي لقطاع البنوك الذي تأثر من تراجع سهم البنك الأهلي المتحد بنسبة 7.07%، وشهدت الجلسة ارتفاعا قويا جدا بالقيم والأحجام المنفذة في السوق، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 3.7 مليون سهم بقيمة 2.3 مليون دينار. وعلى الصعيد القطاعي تراجع قطاع البنوك بواقع 137.26 نقطة تلاه قطاع الخدمات بواقع 86.26 نقطة فقطاع الاستثمار بواقع 19.97 نقطة، فيما استقرت بقية لقطاعات دون تغير يذكر. > الأسهم العمانية: لم تذعن السوق العمانية لأي من الأساسيات التي يجب أن يعتمد عليها المتعاملون في قراراتهم، فهوت في جلسة يوم أمس إلى مستوى 6626.940 نقطة فاقدة بواقع 514.66 نقطة أو ما نسبته 7.21 في المائة، حيث تراجعت جميع أسهمها وحتى سهم بنك مسقط «الذي أعلن عن تحقيقه لأرباح صافية بلغت 90.1 مليون ريال عماني خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي وبزيادة نسبتها 43.9 في المائة عن أرباح الفترة المقابلة من العام الماضي» فقد بنسبة 3.85%، ليبرهن ذلك على حالة الذعر التي تسود السوق وتضع غشاوة على أعين المتعاملين عن أي أنباء جيدة وتدفع بهم إلى البيع العشوائي مبتعدين عن أي جوهر ومنطق. ورافق التراجع الكبير ارتفاع كبير في القيم والأحجام المنفذة، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 26.3 مليون سهم بقيمة مليون 22.2 ريال نفذت من خلال 4002 صفقة، وارتفع سعر سهم شركة واحدة مع استقرار لأسعار أسهم 3 شركات وتراجع للبقية التي بلغ عددها 42 شركة. > الأسهم الأردنية : تتغير صورة التداولات في السوق الأردنية بجلسة يوم أمس عن الجلسات السابقة، فالتدافع على البيع لم يزل قائما فيها لتدمى الغالبية العظمى من أسهمها وبخاصة الأسهم القيادية منها كأسهم شركات التعدين وسهم البنك العربي، حيث فقد المؤشر العام للسوق بنسبة 3.91% ليقفل عند مستوى 3493.19 نقطة، فيما تراجعت القيم والأحجام المنفذة في السوق، حيث قام المستثمرون بتناقل ملكية 10.6 مليون سهم بقيمة 32.7 مليون دينار نفذت من خلال 7862 صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 11 شركة مقابل تراجع لأسعار أسهم 157 شركة واستقرار لأسعار أسهم 4 شركات. وعلى الصعيد القطاعي، سجل قطاع الصناعة أعلى نسبة تراجع بواقع 4.61% تلاه قطاع الخدمات بنسبة 3.70% تلاه قطاع المالي بنسبة 3.40%. > الأسهم المصرية: أنهى مؤشر البورصة المصرية الرئيسي (كاس 30) الذي يقيس أداء أنشط 30 شركة متداولة تعاملات أمس على تراجع نسبته 7.09% بما يعادل 418.25 نقطة ليصل إلى 5478.5 نقطة بعد تداولات نشطة تجاوزت 1.2 مليار جنيه، وعقب تراجعه يوم أول من أمس بنسبة وصلت لنحو 14% اعتبرت مصادر مسؤولة بالبورصة تقليص نسبة الانخفاض أمس مقارنة بيوم أول من أمس نجاحا مدعوما بأنباء إيجابية حسنت من أداء السوق المصري وشجعت المستثمرين على التحول نحو الشراء الملحوظ. وجاء ذلك في وقت قالت فيه مصادر مطلعة أمس إن الحكومة المصرية تخشى من تأثير الأزمة المالية العالمية على اقتصادها، وأن هناك مخاوف من لجوء بعض الدول الغربية لمساندة منتجيها واتخاذها إجراءات حمائية بسبب الأزمة المالية العالمية. وردا على مطالبة متعاملين بالبورصة المصرية تعليق التعاملات بها حتى تهدأ حالة الاضطرابات في أسواق العالم، شدّد رئيس البورصة المصرية، ماجد شوقي، على ان هذا الأمر غير وارد. وقال «على المستثمرين التريث في قراراتهم واليقين بأن هذه الأزمة هي أزمة وقتية.

وأرجع السبب وراء زيادة المشكلة في السوق المصرية إلى وجود شرائح من مستثمرين قليلي الخبرة بطبيعة التعامل في البورصات، وأن هذا سيتلاشى مع الوقت مع زيادة خبرة هؤلاء المستثمرين».