طبيبة نفسانية للمتداولين: ابتعدوا عن شاشات الأسهم

ربطت بين هبوط السوق والتعاملات «الانفعالية» ونصحتهم بعدم اتخاذ قرارات «مصيرية»

TT

مع الهبوط الدراماتيكي الذي شهدته سوق الأسهم السعودية في أول أسبوع لتعاملاتها بعد إجازة عيد الفطر، ورغم التأكيدات الرسمية من عدم وجود مبرر معقول لهذا التراجع، فإن معنويات الكثير من متعاملي السوق اتحدت مع المؤشر قلباً وقالباً واتجهت ليس للنزول فقط بل إلى الانهيار أحيانا، إلا أن اللافت هو ربط عدد من الخبراء النفسيين بين هبوط السوق والقرارات الانفعالية غير المبررة للمتعاملين الخائفين من تأثيرات أزمة الاقتصاد العالمية.

من جانبها أكدت الدكتورة نادية التميمي، كبيرة الأخصائيين النفسيين في مدينة الملك فهد الطبية في جدة، أن ما حدث للكثير من المتعاملين في سوق الأسهم السعودية «هو اضطراب معروف وشائع في علم النفس، ويطلق عليه عادة نوبات الهلع، وهو يحدث عندما يستجيب الشخص لظروف معينة ومبررات غير حقيقية وغير منطقية بالخوف الشديد، وكأنها تهديد حقيقي يستدعي الذعر والهلع».

وأضافت التميمي «قد يتساءل القارئ عن جدية التهديد في تراجع سوق الأسهم كونه حدث قد تترتب عليه أمور أخرى كثيرة قد تقود الإنسان إلى الإفلاس فعلياً، وبالتالي فإن مبرر الخوف يكون واقعيا في مثل هذه الحالة، إلا أن النظرة لمعنى التعامل مع هذه المشكلة هو مربط الفرس، فقد يبالغ الشخص الذي يعاني من هذه الحالة في شعوره وانفعاله وتعامله مع الوضع، وبالتالي يفاقم من حدته عن طريق قيامه بسلسلة من القرارات والإجراءات غير المدروسة والخاطئة تماماً مدفوعاً بحالة الخوف».

وقالت «ما يحدث أن معظم الاضطرابات تحدث لدى المتضررين وبالتالي تصبح لديهم مبالغة في ردود الفعل وهذا يتطلب تدريب وتمرين ليستطيع الشخصي أن يكون تعامله مع ما تأتي به السوق أفضل بمراحل من التعامل الحالي والتعامل مع الوضع بواقعية وليس بانفعالية مدمرة كما يحدث أحياناً».

وأشارت إلى أن المبالغة في تفسير معنى هبوط المؤشر وربطه بنتائج سلبية أخرى كتفسير هذه الخسارة بمعاني من قبيل: «سأخسر المزيد، سأخسر سيارتي، سأتعرض لضائقة مادية، لن أحقق حلماً معيناً»، هو سلوك خاطئ يلقي المتعامل في السوق في براثن حالة الهلع المدمرة مباشرة. وتلفت التميمي إلى أن أفضل طريقة للتعامل مع هذه الخسارة هي إما بتقبلها أو التفكير بطريقة ملائمة لمحاولة استرجاعها أو التعامل بواقعية مع آثار الخسارة.

وتختتم كبير الأخصائيين النفسيين في مدينة الملك فهد الطبية، حديثها بنصيحة لمتعاملي سوق الأسهم وغيرهم ممن يمرون بخيبات أمل كبيرة، بأنه من «الخطأ أن يقوم أي شخص في حالة عاطفية غير متزنة، باتخاذ قرارات مصيرية تحت وطأة شعوره بالألم أو الخسارة، وعليه أن يؤجل تنفيذ قراراته إلى حين استجماع نفسه ليكون قراره صائباً».