مخاوف المستثمرين من كساد عالمي تسيطر على البورصات العالمية

الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض متأثرة بـ«وول ستريت»

TT

فقدت الأسواق العالمية اتزانها في أواخر تعاملات جلسة أمس لتغلق منخفضة، وتمحو مكاسبها السابقة بفعل قلق المستثمرين المتزايد من أن الأزمة المالية قد تؤدي إلى كساد عالمي. ورجعت البورصات لاستئناف مسلسل انخفاضها حيث أغلق مؤشر يوروفيرست 300 ، منخفضا 2.3 في المائة عند 918.85 ، بحسب رويترز، بعد أن سجلت معاملاته 966.7 نقطة، متبعا خطى وول ستريت الأميركية بعد الافتتاح. وكانت البورصات قد استجمعت قواها أمس متأثرة بأنباء من البنوك المركزية لخفض أسعار الفائدة على الإقراض، ما ساعد العديد منها في استعادة تفاؤل نسبي وتحقيق أرباح في بعض منها، لتعوض القليل من الخسائر الفادحة التي منيت بها في الجلسات السابقة. وكانت الأسواق الأوروبية الأكثر تأثرا بالأنباء الجديدة، وخاصة القطاع البنكي البريطاني الذي دعم ارتفاع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 الرئيسي بأكثر من 1.4 في المائة في بورصة لندن مع بداية التعاملات، مستعيدا الثقة لبعض الوقت بعد إعلان خطة إنقاذ القطاع البنكي، والذي أغلق على 4313.80 خاسرا 52.89 نقطة. وكان بنك «إتش بي أو إس» الأكثر ربحا مسجلا 32 في المائة، فيما ارتفع بنك «رويال بنك أوف سكوتلاند» 13 في المائة. وفقد بنك باركليز 13 في المائة، إثر بيانات صادرة عن البنك بأن يبقي خطة الإنقاذ الحكومية، كخطة دعم بديلة. وخسر مؤشر كاك الفرنسي 54.19 نقطة ليغلق على 3442.70 عند الإغلاق، بينما أضاف داكس الألماني بقوة خاسرا 126.62 نقطة، بإجمالي نقاط قدرها 4887.00. وافتتحت البورصة الاميركية التداولات أمس مرتفعة 1 في المائة، مدعومة بمكاسب غير متوقعة من «آي بي إم» عملاق التكنولوجيا، الذي رجح أن الأزمة المالية لم تطل مبيعات كل الجهات المالية. وكان معدل مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعا 133.25 نقطة بمعدل 1.44 في المائة عند إجمالي 9391.35 نقطة. أما الأسهم اليابانية فواصلت تراجعها في تعاملات أمس في بورصة طوكيو للأوراق المالية في ستة انخفاضات متتالية، ليصل مؤشر نيكي إلى أقل مستوى له منذ خمس سنوات.

وتراجع مؤشر نيكي القياسي بمقدار 83.45 نقطة، بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 9157.49 نقطة، متأثرا بمطالبة رئيس الوزراء الياباني بذل المزيد من الجهود للنهوض بالاقتصاد الياباني. في حين ارتفع مؤشر توبكس للأسهم الممتازة بمقدار 6.1 نقطة أي بنسبة 0.68 في المائة إلى 11.905 نقطة.

يأتي ذلك في الوقت الذي ضخ فيه بنك اليابان المركزي 4 تريليونات ين (8.39 مليار دولار) إلى الأسواق بهدف تهدئة المخاوف من احتمالات حدوث أزمة سيولة شديدة. وفي أسواق العملة ارتفع الدولار أمام الين وسجل في تعاملات الظهيرة بالتوقيت المحلي 55.1006.100 ين مقابل 11.10013.100 ين. وتوقفت التعاملات في البورصة الأيسلندية أمس بسبب «ظروف السوق غير العادية»، فيما ذكرت مجموعة ناسداك أو.إم.إكس التي تدير بورصة أيسلندا للأوراق المالية أن من المقرر استئناف التعاملات في البورصة يوم الاثنين المقبل.

من ناحية أخرى قررت هيئة الرقابة المالية الأيسلندية الاستحواذ على بنك كاوبتينغ أكبر بنك في البلاد. ويعد كاوبتينغ ثالث بنك يتم تأميمه في أيسلندا منذ مطلع الأسبوع، وفقا لقانون الطوارئ الذي أقره البرلمان الأيسلندي الاثنين الماضي.

وأوضح ريك زوانيفلد، أخصائي المراجحة في بورصة أمستردام، أمس، أن خطوة خفض أسعار الفائدة من البنوك المركزية كانت خطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح لوقف النزيف، ولكنها ما زالت غير كافية.

وأضاف أن الأسواق لم تتجه إلى الإيجابية، وما زالت تتعافى من خسائر شديدة واجهتها أول الأسبوع. وانخفض الجنيه الأسترليني لليوم الثالث أمام اليورو، وسط مضاربات تطالب بالمزيد من خفض في أسعار الفائدة لمنع الاضطراب العالمي من سحب الاقتصاد العالمي من الانهيار. وكان البنك المركزي البريطاني قد شارك العديد من البنوك المركزية الأخرى حول العالم، في عملية منظمة لخفض أسعار الفائدة ضمن خطة إنقاذ ضخمة لإعادة الثقة للبنوك مرة أخرى. وأعلنت الخزانة البريطانية أن الدولة تعمل ضمن خطة الإنقاذ التي تسميها بخطة السيولة الخاصة، على شراء أسهم في البنوك، وسيعمل البنك المركزي البريطاني على توفير 200 مليار جنيه استرليني للقروض القصيرة الأمد، بالإضافة إلى 250 مليار جنيه لإعادة تمويل الديون.