شهد معرض «سيتي سكيب 2008» حضوراً كبيراً في يومه الاخير امس. وكان الحدث الابرز في المعرض الزيارة المفاجئة التي قام بها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الاماراتي، الذي اطلع على المشاريع التي تقوم بها شركات التطوير العقاري، بالاضافة الى سير أعمال شركات التطوير العقاري التابعة لحكومة دبي.
وكانت زيارة الشيخ محمد محل اهتمام الكثير من العارضين الذين تسابقوا الى دعوته لزيارة اجنحة شركاتهم، والاطلاع على المشــاريع العقــارية، بــالاضافة الى الخدمات التي تقدمها. واتفق الكثير من المحللين والخبراء في «سيتي سكيب» ان النسخة الاخيرة من المعرض لم تكن كسابقاتها في الأعوام السابقة، معللين ذلك بتكرار المشاريع، خاصة تلك التي مضى عليها وقت طويل في العرض ولم يتم أي شيء ملموس اتجاهها، في حين أشار آخرون الى ان قرار منع البيع الذي تطبقه اللجنة المنظمة كان احد العــوائق التي تسببت في عزوف بعض الزوار الذين يبحثون على فرص استثمارية صغيرة المستوى مــن خــلال شـراء وبيــع الوحدات السكنية.
وذكرت مصادر لـ«الشرق الاوسط» ان البيع في المعرض كان يتم بطريقة سرية من دون ملاحظة اللجنة المنظمة، وذلك عن طريق حجز الوحدات وتوقيع العقد خارج مبنى المعرض. ورأت اللجنة المنظمة ان فتح البيع سيؤثر على معرض البيع الذي تقيمه الشركة في منتصف كل عام.
وقال محمد البر، نائب المدير العام لشركة «موطن» السعودية، إن تكرار المشاريع خلال السنوات الماضية، وعدم وجود شيء ملموس على ارض الواقع كان السبب الرئيس في عزوف بعض الزوار الذين اعتادوا على زيارة المعرض سنوياً، بالاضافة الى التوقيت الصعب الذي يقام فيه المعرض والذي جاء بعد شهر رمضان الكريم، وتخللته إجازة عيد الفطر السعيد كان هو الأمر الآخر في عدم تسجيل حضور اكبر من المعارض السابقة.
واضاف البر أن السوق العقاري يمر بمرحلة تحدٍ بين الاستمرار وبين التوقف، إلا أن السوق السعودي لا يزال ينعم بفرص حقيقية في ظل الطلب الحقيقي الذي يعيشه، ومن خلال التشريعات الحكومية المتوقع إعلانها كنظام الرهن العقاري، مشيراً الى أن الكثير من الشركات السعودية اعلنت عن مشاريع عملاقة في منصة «سيتي سكيب»، وبالتالي فالسوق السعودي يتوقع ان يحقق نمواً اكبر من الاسواق الاخرى في المنطقة. إلى ذلك كشفت مصادر عاملة في قطاع العقار أن نسخة «سيتي سكيب» الاخيرة شهدت انسحابات عديدة قبل بدء المعرض، إلا أن تمتع المعرض بقائمة انتظار ساعده على وجود شركات تطوير تشارك بدلاً من الشركات المنسحبة.
من جهته قال عبد السلام الجمسي، الرئيس التنفيذي لشركة «ليمتلس» في السعودية أن الاسواق العقاري تسير نحو وضع سليم من الأزمة المقبلة، والتي تسببت في مشاكل للاسواق المالية، إلا أن السوق العقــاري يظل هو الاستثمار الآمن. وأشار الجسمي الى أن السوق السعودي ينتظر بشغف الانتهاء من مشاريع عقارية متكاملة، وذلك للنمو الكبير في عملية الطلب، وتأخر تسليم الوحدات السكنية، ما يتسبب في اتساع الفجوة بين العرض والطلب خلال الفترة المقبلة.