«الأسهم السعودية»: تفاؤل بمؤشري «كمية التداول» و«السيولة»

«المؤشر العام» يهبط دون 6000 نقطة وعمليات شراء مقننة عند مستويات سعرية مغرية

أحد المتعاملين في البورصة السعودية (تصوير: أحمد يسري)
TT

تفاءلت سوق الأسهم السعودي أمس بتحرك مؤشري «كمية التداول» و«السيولة» وبلوغها معدلات تعطي إيحاءات إيجابية بموقف السوق ومستقبل أسهم شركات السوق، على الرغم من إقفال المؤشر العام خاسرا في تعاملات الأمس، مطلع تداولات الأسبوع.

واستهل سوق الأسهم السعودي تعاملاته بانخفاض بأكثر من 5.9 في المائة، وسط أحجام تداول عالية فاقت 7.7 مليار ريال (2 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 342 مليون سهم، دون أن تكون ظهور بعض النتائج المالية الجيدة والممتازة لبعض الشركات المدرجة بالسوق عاملا محافظا حيث لم يحد من عملية الانخفاض والتي ليست لها أية مبررات جوهرية سوى القلق الذي صاحب كثيرا من المتعاملين. وأعلنت شركة الأسمدة العربية «سافكو» عن النتائج المالية للربع الثالث والتي أظهرت نموا كبيرا في الأرباح بلغت 155 في المائة مقابل ذات الفترة من العام الماضي، كما حققت «البولي بروبلين» أرباحا نسبتها 13000 في المائة بنفس الفترة من العام الماضي.

ومن الواضح أن الازمة المالية لم تهدأ بعد، رغم تحرك مجموعة السبع الصناعية أمس، حول خططها لحل الازمة المالية، حيث أعلنت الخطة بشكل عام إعادة هيكلة رؤوس أموال المصارف المالية عبر ضخ أموال حكومية ومن قبل القطاع الخاص، غير أن البيان لم يشر مطلقا إلى ضمان جميع القروض بين البنوك وهو الشيء الذي كان يتوقعه المراقبون.

وشهد السوق هبوطا قويا بأكثر من 6 في المائة في بداية الافتتاح جراء الانخفاض السريع في الأسهم القيادية ألا أن عملية الشراء المقننة لبعض الأسهم القيادية ساهمت في تقليل الخسائر ليعاود السوق فوق حاجز 6000 بحجم سيولة فاق 2 مليار ريال خلال الساعة الأولى مما أعطى إيحاء أن الأسعار أصبحت مغرية للمستثمرين والمضاربين الذين بدأوا استغلال حالة الخوف لتكون أرباحا رأس مالية سريعة في ظل التذبذب العالي الذي شهده السوق، ليغلق المؤشر العام عند مستوى 5694.87 خاسرا 365.66 نقطة بنسبة 5.94 في المائة. من ناحيته، أفاد في حديث لـ«الشرق الأوسط» الدكتور ياسين الجفري الأستاذ بكلية الإدارة أن السوق بدأ يخرج من منطقة الخطر وشح السيولة مستدلا بقوله إن هناك جهات معينة بدأت بالدخول إلى السوق منذ الأربعاء الماضي، موضحا ارتفاع أحجام السيولة في وقت يسود القلق والخوف من أمور ليس للسوق أي دخل بها.

وأوضح الجفري أن النتائج المالية أعطت تصورا واضحا أن الوضع الاقتصادي جيد وكبير وذلك بعد إعلان المصارف الذي يوضح مدى القوة المالية بتحقيقه أرباحا خلال الربع الثالث وأيضا نتائج سهم «سافكو» الذي حقق أرباحا بمقدار 155 في المائة كأعلى نسبة أرباح يحققها في تاريخه. وأشار الجفري إلى أن الهبوط العنيف للسوق ليس له أي مبرر اطلاقا وسط النمو الاقتصادي للسعودية والوضع الأمني لها.

من جهة أخرى، قال لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن السماري المحلل الفني إن السوق السعودي وصل إلى منطقة القاع وهي المنطقة المستهدفة فنيا، مبينا أن الأمر يحتاج إلى وقت فقط حتى تهدأ الأزمة الراهنة التي عصفت بالأسواق العالمية.

وأشار السماري إلى أن كل عملية هبوط في السوق ستعطي جاذبية أكبر للشراء ودخول سيولة جديدة لاقتناص الفرص التي بدأت تظهر بشكل واضح، موضحا أن الأسباب التي تعمل على هبوط الأسهم المحلية خارجة عن نطاق السوق، معللا أن السوق جذاب ومغري في الوضع الراهن.