دول منطقة اليورو تتفق على خطة لمواجهة الأزمة المالية.. والأنظار على الأسواق

الخطة تشمل ضمان تمويل المصارف والحيلولة دون إفلاسها * الاتحاد العالمي للبورصات يدعو إلى الإبقاء على الأسواق مفتوحة

قادة مجموعة منطقة اليورو أثناء اجتماعهم في باريس أمس (أ.ب)
TT

يأمل قادة منطقة اليورو أن تشيع خطة الإنقاذ المالي التي اتفقوا عليها أمس أثناء قمتهم العاجلة بباريس، الاطمئنان في الأسواق المالية الأوروبية والعالمية ووضع حد لحالة الذعر التي تجتاحها والتي تزيدها حدة المخاوف من أشد ركود اقتصادي عالمي منذ عقود. وقد أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثر قمة طارئة في باريس ان الدول الـ15 في منطقة اليورو توافقت أمس على خطة مع ضمان القروض بين المصارف وامكان اللجوء الى اعادة تمويل هذه المصارف حتى نهاية 2009. وبحسب الاتفاق سيكون في وسع الحكومات تبادل اسهم مشكوك فيها مقابل سندات رسمية. وبحسب الاتفاق تلتزم دول المنطقة بالحؤول دون افلاس المصارف ذات الاهمية، والذي يشكل تهديدا للنظام المالي برمته.

وبحسب الاتفاق فستكون هناك معايير للمحاسبة التي تخضع لها المصارف، بحيث تصبح اكثر مرونة.

من جهته اعلن رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، أمس في باريس انه يؤمن بعودة الثقة الى النظام المالي «في الأيام المقبلة». وقال براون اثر لقاء مع رؤساء دول أو حكومات منطقة اليورو في باريس أمس «إني مقتنع بأن الثقة في النظام المالي ستعود في الأيام المقبلة». وأضاف في مؤتمر صحافي «سيكون للقرارات التي سنتخذها في الأيام المقبلة تأثير للسنوات الثلاث المقبلة». وقد دعي رئيس الوزراء البريطاني الذي لا تنتمي بلاده الى منطقة اليورو لأنها لم تعتمد العملة الأوروبية الموحدة، للتعبير عن وجهة نظره في بداية قمة المجموعة التي دعا الى عقدها بصورة عاجلة في باريس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي.

ويأتي اجتماع الدول الخمس عشرة التي تستخدم اليورو عملة لها في اعقاب قمة لمجموعة السبع الغنية بواشنطن والتي لم تقدم تحركا ملموسا وجماعيا لكنها وعدت بفعل أي شيء ضروري لكسر الجمود الذي يعتري أسواق الائتمان. وكان مدير صندوق النقد الدولي، دومينيك شتراوس ـ كان، قد حذر أمس من أن النظام المالي العالمي مهدد بالانهيار اذا لم تتبلور حلول ناجعة للأزمة المالية الراهنة.

من جهة أخرى دعا الاتحاد العالمي للبورصات الذي يضم ابرز البورصات العالمية، أمس الى «بقاء أسواق الأوراق المالية مفتوحة في فترة الأزمات»، وذلك في بيان نشر بمناسبة اجتماع في ميلانو (شمال ايطاليا)، بحسب وكالة «انسا». وبحسب بيان هذا الاتحاد الذي يتولى رئاسته الدورية رئيس بورصة ميلانو، ماسيمو كابوانو، فان ممثلي 56 بورصة عضوا في الاتحاد العالمي للبورصات «يؤكدون مجددا بكل حزم المبدأ القائل بضرورة ان تبقى أسواق الأسهم ومشتقاتها مفتوحة في هذه الفترة» من الأزمة المالية. وقال البيان ايضا «إن البورصات واصلت العمل بشكل صحيح خلال هذه الأزمة وقامت بدورها». ووقع هذا النص رؤساء بورصات «ناسداك» و«نيويورك للأوراق المالية» و«يورونكست» و«شنغهاي للأوراق المالية». وقد تطرق رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برليسكوني، الجمعة الى احتمال تعليق عمل الأسواق المالية طيلة فترة إعادة صياغة قواعد المالية الدولية، قبل ان يعود عن تصريحاته.

وبحسب «رويترز» فقد هوى مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» في بورصة نيويورك اكثر من 18 في المائة الأسبوع الماضي، وهو أسوأ انخفاض أسبوعي في تاريخ المؤشر. وهوت الأسهم الأوروبية بنسبة 22 في المائة، ومؤشر «نيكاي» في بورصة طوكيو بنسبة 24 في المائة.