«السوق السعودية» تلامس أدنى مستوى لها منذ 5 سنوات وتزايد الأسهم المتداولة دون «القيمة الإسمية»

«المؤشر العام» يعكس مساره الهابط في آخر نصف ساعة وسط تداولات نشطة

متعاملون يراقبون حركة الأسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

عكس المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي تراجعاته لليوم أمس وسط تذبذبات عالية شهدها السوق حيث بدأ تعاملاته بارتفاع بأكثر من 110 نقاط بدعم من الأسهم القيادية والتي شهدت عمليات شراء قوية منذ الافتتاح قبل أن يشهد عمليات جني أرباح قوي ليلامس أدنى مستوى له منذ أكثر من 5 سنوات عند مستويات 5639 نقطة.

من هنا، بدأ السوق يشهد حركة عمليات شراء مجددة اتضحت خلال آخر نصف ساعة من تداولات السوق وسط أحجام تداول نشطة تجاوزت 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) توزعت على ما يزيد على 322 مليون سهم.

ورغم الارتفاع القوي لسهمي «سابك» بأكثر من 8.5 في المائة و«بترورابغ» بأكثر من 6.4 في المائة من قطاع الصناعات و«الراجحي» 4 في المائة و«سامبا» 3.6 في المائة، إلا أن بعض الأسهم الصغيرة دخلت نطاق التعاملات تحت قيمتها الاسمية لتصل بذلك إلى 11 شركة مدرجة بالسوق لتسجل 16 شركة النسب الدنيا المسموح بها في نظام تداول وذلك بعد أن شهد السوق تسجيل قاع جديد جراء الخوف الذي بدأ يتلاشى بشكل تدريجي بعد دخول سيولة قوية خلال اليومين الماضين والتي تجاورت 7 مليارات ريال.

وكانت مؤسسة النقد السعودي قررت أمس خفض قيمة سعر إعادة الشراء «ريبو» بمقدار 50 نقطة أساس بالإضافة إلى خفض الوديعة النظامية للبنوك إلى 10 في المائة بدلا من 13 في المائة، ليساهم في خروج السيولة من المصارف إلى السوق والذي يعتبر أكثر إغراء منذ قبل، ليغلق المؤشر العام عند مستوى ،5814 رابحا 19.74 نقطة بنسبة 0.34 في المائة.

وجاء مصرف الإنماء في المرتبة الأولى في قائمة أكثر الشركات نشاطا من حيث الكمية، تلاه سهم معادن ثم زين. كما جاءت سابك في المرتبة الأولى كأثر شركات السوق نشاط من حيث القيمة تلاه سهم الإنماء ثم معادن. ويرى بعض المحللين تزايد الكميات بالأسهم القيادية خلال اليومين الماضيين وسط تذبذب عالي مما يعزز عمليات المضاربة الحميمة والقوية لتحقيق أرباح سريعة ألا أن هناك عمليات شراء حقيقة لتعديل بعض المراكز لبعض المحافظ الكبيرة بالسوق والتي لم تخرج منذ الانهيار. وقال لــ«الشرق الأوسط» طارق القصبي الرئيسي التنفيذي لشركة عسير ليس هناك سبب جوهري لهبوط السوق فالنتائج المالية للشركات المدرجة جيدة جدا خلال الربع الثالث والسبب الوحيد لهذه الأزمة هوة الخوف من الأزمة المالية التي سببت انهيارات كبيرة في الأسواق العالمية، مشيرا الى أن السوق ليس له ارتباط كلي بهذه الأحداث.

وبين القصبي أن الاستثمارات السعودي الخارجية جميعها في سندات حكومية لذلك لا توجد مخاطر كبيرة لديها. وأشار القصبي الى أن الفرص الاستثمارية أكثر من جيدة للسوق السعودي الآن وخاصة بعد الهبوط الكبير الذي شهده السوق، معللا بذلك وصول بعض الشركات عن مستويات سعرية مغرية للاستثمار. ويرى القصبي أن السوق يحتاج إلى الثقة في الوقت الراهن ولن تكون هناك ثقة ما لم يبدأ المسئولين بالظهور لطمأنة.

من ناحيته، أفاد لـ«الشرق الأوسط» مدير أحد الصناديق الاستثمارية، والذي فضل عدم ذكر اسمه، بأن الطريق الذي يسلكه السوق غير واقعي ولا يعكس الحركة الاقتصادية التي تشهدها المملكة في الفترة الراهنة من تطور عمراني ونمو اقتصادي، مبينا أن العاطفة هي المسيطرة على السوق أكثر من الأسس المالية والفنية. ولفت المصدر إلى أن السوق مغر للشراء في الفترة الحالية رغم المخاوف من الأزمة وعلى الصناديق الاستثمارية والمحافظ الكبيرة ضخ سيولة جديدة للسوق لتهدئة الأوضاع الراهنة.