استمرار هبوط أسعار النفط وسط مخاوف من ركود الاقتصاد العالمي

«أوبك» تقرر عقد اجتماع طارئ قريبا لمناقشة انخفاض الأسعار

TT

استمرت اسعار النفط في الانخفاض هذا الأسبوع، وأرجع خبراء الهبوط الحاد في الأسعار إلى المخاوف المتزايدة من استمرار حالة ركود الاقتصاد العالمي وتوقعوا في الوقت نفسه انخفاض أسعار الخام الأميركي تحت حاجز 70 دولارا للبرميل. وفي بورصة المواد الخام بلندن انخفض سعر مزيج برنت بحر الشمال تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بمقدار 80.2 دولار إلى 15.68 دولار للبرميل.

ذكرت الأمانة العامة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا أمس (الخميس) أن سعر سلة خامات أوبك تراجع بحوالي خمسة دولارات إلى ما دون 70 دولارا للبرميل. وقالت إن سعر برميل خام أوبك (159 لترا) استقر عند 58.68 دولار أول من يوم الأربعاء بانخفاض قدره 91.4 دولار مقابل 49.73 دولار للبرميل يوم الثلاثاء الماضي.

وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري، وجيراسول الانجولي، وميناس الاندونيسي، والايراني الثقيل، والبصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الاماراتي، وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا، واورينت من الاكوادور.

وبهذا تراجعت أسعار النفط إلى نحو النصف بعد أن سجلت في يوليو (تموز) الماضي نحو 150 دولارا للبرميل ولكنها عادت الآن لتسجل أدنى مستوى لها منذ 13 عاما. وكان الخبير ايجون فينبرج قد توقع في تصريح لوكالة رويترز أن تتراوح أسعار النفط خلال الأسابيع المقبلة بين 80 و 100 دولار للبرميل بسبب تداعيات ضعف أداء الاقتصاد العالمي. ولكن اصبحت هناك شكوك في ذلك بعد صدور التقارير المتتالية خلال هذا الأسبوع والتي اظهرت تباطؤ النمو العالمي والدخول في حالة الركود، وهذا مما قد يقلل الطلب على البترول.

وقال فكتور شوم، المحلل في مجموعة «بورفين اند غيرتس» في سنغافورة، كما ذكرت وكالة رويترز، ان «كل شيء يشير الى الانخفاض» واضاف ان «المخاوف من ازمة شاملة للائتمان تؤدي الى تباطؤ اقتصادي وحتى ركود يدفع المستثمرين الى الانسحاب من اسواق المال والنفط». ومن جهته، قال الخبير الاقتصادي جون كيلدوف ان «الادلة على تباطؤ اقتصادي واضحة في كل مكان» بما في ذلك في الاقتصادات الناشئة مثل الصين التي «ستسجل نموا سنويا اقل من 10 في المائة والتقديرات تتحدث عن 3 او 4% في المائة».

ولهذا فقد قررت «اوبك» أمس تقديم موعد اجتماع طارئ لمناقشة الركود العالمي الى 24 أكتوبر (تشرين الاول) بدلا من 18 نوفمبر (تشرين الثاني). وكانت قد عقدت اجتماعا في فيينا في بداية شهر سبتمبر (ايلول) طالبت فيه الاعضاء الالتزام بنظام الحصص حتى تتحكم بالكميات المنتجة وبالتالي المحافظة على سعر البرميل عند حدود 100 دولار للبرميل. واستبعد الخبراء أن يؤدي إعلان ارتفاع المخزون الأميركي من النفط الخام ومشتقاته إلى ارتفاع أسعار البترول، وأشاروا إلى أن ارتفاع المخزون يعد دليلا على انخفاض الطلب على النفط وسيؤدي بالتالي إلى تراجع أسعاره.

ومن جانب آخر قال مصدر بصناعة النفط وآخر بصناعة الشحن أمس ان صادرات النفط العراقية من ميناء البصرة (جنوب البلاد) لا تزال منخفضة عند معدل يبلغ 32.1 مليون برميل يوميا منذ يوم الثلاثاء الماضي بسبب انقطاع الكهرباء.

وقالت شركة البترول الوطنية الكويتية أمس ان مصافي تكرير النفط الكويتية الثلاث تعمل الان بنسبة 63 في المائة من طاقتها وان مصفاة الشعيبة فقط هي التي عادت للعمل بطاقتها القصوى بعد توقف العمل يوم الاثنين بسبب انقطاع الكهرباء.