أبو ظبي تستثمر في أكبر مشروع لطاقة الرياح البحرية في العالم

تملكت حصة 20% من مشروع «لندن آراي» أوفشور أ

د. سلطان الجابر خلال توقيعه عقد الشراكة في مشروع «لندن آراي» («الشرق الأوسط»)
TT

وسعت حكومة أبو ظبي من نطاق استثماراتها العالمية في قطاع الطاقة البديلة، وأعلنت أمس شركة «مصدر» المتخصصة في تطوير حلول طاقة المستقبل، عن تملكها حصة تبلغ 20 بالمائة من مشروع «لندن اراي» اوفشور العملاق لمزارع توليد الطاقة من الرياح، الذي من المنتظر أن يكون أكبر مشروع طاقة رياح بحرية في العالم عند اكتماله.

وفيما الأزمة المالية العالمية تضرب بيد من حديد الاقتصادات العالمية، تستمر أبو ظبي في السير نحو تنويع مصادر دخلها، والاستفادة من الطفرة النفطية التي خلقت لها سيولة عالية، والتي تبدو مبادرة «مصدر»، التابعة لشركة «مبادلة» الحكومية، أحد أذرعها الرئيسية.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي أعلنت إمارة أبو ظبي أنها تنوي استثمار 15 مليار دولار لبناء أكبر محطة لإنتاج الطاقة الهيدروجينية في العالم وتطوير مصادر الطاقة المتجددة.

خطوة حكومة أبو ظبي لقيت ترحيبا من قبل الحكومة البريطانية، حيث اعتبر رئيس الوزراء غوردن براون الخطوة بأنها «بالفعل مثال رائع للشراكة التي نحن بحاجة إليها»، ولم يكتف براون بهذا الترحيب، بل طالب الدول المنتجة للنفط بالاستثمار في الدول المستهلكة، مؤكدا ضرورة قيام هذا التعاون بين الدول المنتجة للنفط من جانب والدول المستهلكة «بغرض تطوير موارد طاقة جديدة، واستحداث تقنيات مبتكرة، وتنويع اقتصاداتها وخفض مساهمتنا في إنتاج الكربون». ووصف براون هذا المشروع بأنه «رائد بكل المقاييس، وذلك على خلفية الحجم والرؤية اللذين يتمتع بهما، مما يضع المملكة المتحدة في الطليعة على صعيد تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية».

ويهدف المشروع لتزويد نحو 750 الف منزل بالطاقة الكهربية من 341 توربينا في منطقة تيمز ايستواري.

وقالت مصادر إنها ستعمل مع شريكها الجديد على توسيع هذه الشراكة لتشمل أيضاً التعاون عبر مجموعة من المشاريع المستقبلية المكملة لاستراتيجيتهما الحالية في مجال الطاقة المتجددة.

وقد دخلت «مصدر» هذا المشروع من خلال اتفاقية الشراكة هذه مع «أي. أون» التي تمتلك المشروع حالياً مناصفةً مع شركة «دونج انرجي» ومقرها الدنمارك، التي بدروها تمتلك 50% من المشروع، حيث قامت «مصدر» بموجب هذه الاتفاقية بشراء 40% من حصة «أي. أون» في المشروع وهي حصة تعادل 20% من القيمة الإجمالية للمشروع ما يجعلها شريكا رئيسيا، وما من شأنه تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة. وأعتبر الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أبو ظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، أن هذا المشروع يعد استثماراً مهماً لـ«مصدر» في قطاع طاقة الرياح، «خاصة أننا نتوقع لسوق طاقة الرياح البحرية أن تكون قوة فاعلة في المستقبل. وبالتالي، فإننا نرى الوقت مناسباً لنا لدخول هذا القطاع الواعد من سوق الطاقة المتجددة». وأضاف الدكتور الجابر «لطالما اعتمدت «مصدر» استراتيجية واضحة في التعاون مع الشركات الرائدة في هذا المجال. وتؤكد شراكتنا مع «أي. اون» التزامنا إزاء هذه الفلسفة وتطوير هذا النوع من أنواع الطاقة المتجددة. كما نتطلع من خلال هذا المشروع إلى تأسيس تعاون دائم مع الحكومة البريطانية وذلك لإيجاد حلول للطاقة النظيفة المستقبلية».

ووفقا لبيان أرسل لـ«الشرق الأوسط» فإن هذه الاتفاقية تهدف لتوحيد الخبرات والموارد للشركتين من أجل التعاون والعمل معاً عبر مجموعة واسعة من المشاريع المحتملة في مجال الطاقة المتجددة، وسيركز الاتفاق مبدئياً على طاقة الرياح في المملكة المتحدة. ومع التطور المنتظر لهذه الشراكة خلال الأشهر المقبلة فمن المتوقع أن يتم الإعلان عن سلسلة من المشاريع في مختلف مجالات الطاقة المتجددة. ويقول وزير الدولة للطاقة والتغيرالمناخي البريطاني، إد ميليباند، إنه وعند بلوغ مشروع «لندن آراي» سعة إنتاجية 1000 ميجاواط، سيصبح أضخم مشروع طاقة رياح بحرية في العالم، معتبرا أن بلاده رائدة عالميا في مجال تكنولوجيا طاقة الرياح البحرية، كما توقع أن تسهم طاقة الرياح البحرية خلال العقد المقبل في الوفاء باحتياجات المملكة المتحدة من الطاقة المتجددة وتأمين إمدادات الطاقة الللازمة. ويقع مشروع «لندن آراي» عند المصب الخارجي لنهر التايمز شرقي العاصمة البريطانية لندن، وسيضم حوالي 341 توربيناً هوائياًَ لتوليد طاقة كهربائية تكفي لتغذية 800 ألف منزل تقريبا، بما يسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف المملكة المتحدة في مجال الطاقة المتجددة. وسيتم بناء المشروع على بعد 20 كيلومتراً (حوالي 12 ميلاً) قبالة سواحل مقاطعتي كنت وإيسيكس، حيث ستقام مزرعة الرياح على مساحة 90 ميلاً مربعاً وعلى مرحلتين. وستنتهي المرحلة الأولى بحلول نهاية عام 2012 باستطاعة قدرها 630 ميجاوات، بينما تبلغ استطاعة المرحلة الثانية من المشروع 370 ميجاوات، لتصل الاستطاعة الإجمالية للمشروع إلى 1000 ميجاوات.