بورصة بيروت لم تخرج من دائرة الخوف والشائعات

خبير مصرفي: المصارف هي الأكثر تأثرا

TT

بقيت بورصة بيروت هذا الاسبوع في دائرة الخوف من ارتدادات الازمة المالية العالمية، ولم تتمكن من تخطي هذه الدائرة على الرغم من اجماع الخبراء الماليين والاقتصاديين على ان لبنان سيكون من بين الدول الاقل تأثراً بالازمة العالمية، وبالاخص على مستوى المؤسسات، بخلاف ما هو الامر على مستوى المستثمرين الافراد المنخرطين في لعبة البورصات العالمية، غير أن هؤلاء المستثمرين ليسوا بشريحة كبيرة، وتورطهم ليس دراماتيكياً على غرار المستثمرين الكبار. ولم تخرج البورصة من الخوف أيضاً بالرغم من الكلام عن استثمارات جديدة في لبنان، وعلى الرغم من طغيان جو المصالحات على الساحة السياسية بدلا من جو الانقسامات والتحديات والتجاذبات الحادة.

ومن الطبيعي أن يكون لهذا الخوف ترجمة عملية لا تصل الى حد التأثر المباشر بالازمة العالمية. ومن الطبيعي أيضاً أن تكون المصارف، بأسهمها وشهادات ايداعها وصكوكها، هي الاكثر تأثراً، لكون بعضها توسع في الانفتاح على الخارج. وقد اتسم اقفال الاسبوع، أمس، بهبوط واضح على مستوى المصارف، وبالاخص المصارف الكبرى، مثل «بنك عوده ـ سرادار» الذي تراجع سهمه بنسبة 10.25 في المائة ليقفل على 70 دولاراً مقابل 78 دولاراً يوم الخميس، وكذلك تراجعت شهادات الايداع الخاصة به بنسبة 4.34 في المائة (من 73.60 دولاراً اقفال الخميس الى 70.40 دولاراً أمس).

ولم يكن «بنك لبنان والمهجر» بأفضل حالاً من الاول اذ تراجعت اسهمه المدرجة بنسبة 5.55 في المائة (من 90 دولاراً الى 80 دولاراً). وكذلك شهادات الايداع الخاصة به بنسبة 1.43 في المائة (من 83.75 دولار الى 82.55 دولار)، أما «بنك بيبلوس» فقد تراجعت أسهمه ذات الاولوية بنسبة 0.48 في المائة (من 2.05 دولار الى 2.04 دولار). وكانت اسهم المصارف الثلاثة ـ وهي التي تحتل رأس قائمة المصارف اللبنانية ـ وشهاداتها قد تراجعت لليوم الثاني على التوالي.

واللافت ان سهم شركة واحدة صناعية هي شركة «هولسيم» لبنان للترابة قد تراجع سهمها عند اقفال أمس بنسبة 2.94 في المائة، فيما حافظت الشركات الاخرى على وضعها السابق. ولم تتمكن «سوليدير» من استعادة بعض ما خسرته منذ «اتفاق الدوحة».

ويؤكد رئيس قسم الدراسات في «بنك بيبلوس» نسيب غبريل لـ«الشرق الاوسط»: لا نستطيع القول ان بورصة بيروت متراجعة، لكنها تتسم في هذه المرحلة، بالتقلبات المحدودة، لكون العوامل المؤثرة هي عوامل نفسية وإشاعات أكثر مما هي أرقام ووقائع، بدليل الحجم الضئيل لعمليات التداول، بحيث لم تتعد الاسهم المتداولة امس 132269 سهماً نفذت من خلال 129 عملية، ولم تتجاوز قيمتها 2.22 مليون دولار». أضاف: «يجب ألا ننظر الى البورصة كل يوم بمفرده، بل الى سياق البورصة، فضلاً عن أن بورصة بيروت لا تعكس على الاطلاق كل النشاط الاقتصادي والمالي في البلاد، كما هي الحال في بورصات الخليج أو غيرها من البورصات العالمية».