ارتفاع طفيف في أسعار النفط إثر قرار أوبك تقديم اجتماعها

رئيس وزراء بريطانيا يصف نية المنظمة لخفض إنتاجها بأنه «مشين جدا»

TT

ازاء التراجع الكبير في سعر النفط والذي وصل الى ادنى مستوى له منذ اكثر من 13 شهرا قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تقديم اجتماعها الاستثنائي الذي كان مقررا لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وشهد سعر برميل النفط أمس الجمعة لدى بدء التداولات في نيويورك ارتفاعا طفيفا بعد ان تراجع أول من أمس الخميس الى ما دون 70 دولارا.

وفي تعاملات الصباح بلغ سعر برميل النفط المرجعي الخفيف «سويت لايت كرود» تسليم نوفمبر 70.39 دولار على ارتفاع بـ 54 سنتا مقارنة باغلاق تعاملات اليوم السابق. وقال المحلل فيل فلاين من «الارون ترادينغ» انه بعد ان خسر نحو 9 دولارات في يومين ليتراجع الى ادنى مستوى له منذ اغسطس (آب) 2007 «ظهرت مؤشرات صعود في اسعار النفط».

وكان وزير الطاقة القطري عبد الله بن حمد العطية قد توقع، كما ذكرت الوكالة الفرنسية في تقريرها امس، ان تخفض منظمة اوبك انتاجها بمقدار مليون برميل على الاقل يوميا خلال اجتماعها الطارئ. ووصف رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس الجمعة اعتزام دول (اوبك) خفض انتاجها بانه «مشين جدا». وقال براون امام المسؤولين الاقتصاديين في نوتنغهام (وسط انجلترا) «اعتقد انه من المشين جدا ان تفكر اوبك في الاجتماع في الايام المقبلة لخفض انتاجها بهدف رفع الاسعار وسنحاول بالتأكيد منع ذلك».

وكان براون يتحدث غداة قرار اوبك تقديم اجتماعها الاستثنائي ثلاثة اسابيع لعقده في 24 اكتوبر (تشرين الاول) بهدف بحث الوضع في اسواق النفط التي تشهد تراجعا في اسعار برميل الخام.

وستسعى المنظمة الى خفض الانتاج لدعم الاسعار وتفادي تكدس فائض نفطي. وتدور التكهنات بشأن مستوى الخفض الذي ستقرره اوبك. وكانت قد طالبت المنظمة في اجتماعها في بداية شهر سبتمبر (ايلول) الماضي من الاعضاء الالتزام بنظام الحصص والسيطرة على الانتاج من اجل ابقاء سعر البرميل عند حاجز 100 دولار. وتراجعت أسعار النفط أكثر من 50 في المائة منذ ان بلغت أعلى مستوى لها فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو (تموز) بسبب انخفاض الطلب عقب الازمة الاقتصادية العالمية.

ومع دخول العالم في ازمة الائتمان والركود الاقتصادي وانخفاض الطلب انخفض سعر البرميل خلال هذا الاسبوع الى ادنى مستوياته. وأظهر مسح لرويترز أمس الجمعة أن ركودا عالميا يقترب سريعا عزز التكهنات بانخفاض حاد في الطلب العالمي على النفط مما دفع محللين الى خفض توقعاتهم بشأن أسعار الخام.

ومنذ المسح السابق لرويترز قبل نحو ثلاثة اسابيع تراجع متوسط سعر الخام الاميركي في 2008 أكثر من سبعة دولارات الى 67. 105 دولار للبرميل بينما انخفضت التوقعات لمتوسط السعر في 2009 حوالي 15 دولارا الى 71. 93 دولار. وتراجعت التوقعات لمتوسط عام 2010 أكثر من سبعة دولارات الى 48. 99 دولار.

وقال ثورستن فيشر من رويال بنك أوف اسكتلاند «بعض الدول المتقدمة على حافة ركود اقتصادي ان لم تكن قد دخلت في ركود بالفعل. انخفض الطلب بشكل حاد وسيتواصل تراجع الطلب. هذا هو المحرك الرئيسي للسوق حاليا».

وأبقى أربعة فقط من بين المحللين الذين استطلعت رويترز اراءهم على توقعاتهم بدون تغيير، بينما خفض 26 منهم التوقعات عموما ولم تكن مفاجأة أن أحدا لم يرفع التوقعات. وخفض جولدمان ساكس توقعاته لمتوسط سعر عام 2009 في اكتوبر الى 85 دولارا للبرميل من 122 دولارا في سبتمبر لخام برنت والى 86 دولارا من 119 دولارا للخام الاميركي.

غير أن توقعات المحللين أعلى بالفعل من الاسعار الحالية، ويتوقع كثير من المحللين أن تدافع منظمة أوبك عن سعر النفط عند مستوى حوالي 80 دولارا من خلال خفض انتاجها المستهدف في اجتماعها الاسبوع القادم.

وقال فرانك شالنبرجر مدير ابحاث السلع الاولية لدى «لاندز بنك بادن فورتمبرج» في المانيا ان خفضا بواقع 500 ألف برميل يوميا يمكن ان يبقي السعر عند 80 دولارا للبرميل.