الأسهم الصغيرة والمتوسطة تلقى إقبالا وسط ارتفاع أحجام السيولة

«المؤشر العام» يقلص أرباحه في آخر ربع ساعة

في ظل التذبذبات الكبيرة التي يشهدها السوق حاليا تفاعلت بعض الأسهم الصغيرة والمتوسطة والتي لاقت إقبالا من قبل المتعاملين («الشرق الأوسط»)
TT

قلصت الأسهم القيادية الأرباح التي شهدها المؤشر العام في آخر ربع ساعة من تداولات أمس بعد أن شهد ارتفاعا قويا بداية التعاملات بقيادة قطاع «المصارف والخدمات المالية» و«الصناعات والبتروكيماوية»، حيث صعد بأكثر من 3.9 في المائة حتى منتصف الجلسة ليعاود مرة أخرى ويخسر جميع مكاسبه، وأغلق المؤشر العام عند مستوى 6397 رابحاً 51.39 نقطة بـ0.81 في المائة، بحجم سيولة فاق 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 323 مليون سهم.

وفي ظل التذبذبات الكبيرة التي يشهدها السوق حاليا، تفاعلت بعض الأسهم الصغيرة والمتوسطة والتي لاقت إقبالا من قبل المتعاملين في السوق حيث ارتفعت أسهم 97 شركة؛ أبرزها «الصادرات»، «الحكير»، «الاتحاد التجاري»، «أنابيب»، والتي أغلقت على النسب العليا المسموح بها في نظام تداول. في المقابل انخفضت أسهم 18 شركة، في حين بقيت 12 شركة مستقرة على إقفالاتها السابقة. ويرى بعض المراقبين أن التحركات التي تشهدها الأسهم الصغيرة ناتجة عن بعض النتائج المالية الجيدة لذا هي تتحرك بعد أن خسرت جزءاً كبيراً من قيمتها السوقية خلال فترة الأسابيع الماضية والتي شهد فيها السوق هبوطا حادا، بينما يفيد البعض الآخر بأن السيولة المتداولة بالسوق توحي بتحركات لبعض المضاربين لهذه الأسهم، والتي تقبع عند مستويات سعرية متدنية. وذكر لـ«الشرق الأوسط» سامي محمد بن سعد المستشار المالي أن السوق اصطدم بعدة عقبات جعلته في وتيرة حساسة من الأزمة الاقتصادية الراهن، والتي تعد إطارها جميع أسواق العالم، موضحا أن إعلانات المصارف عن استثماراتها الخارجية غير واضحة، وبالتالي أصبحت هناك ضبابية لدى المستثمرين بالسوق، وهذا ما جعل تخوفا من ضخ سيولة جديدة بالسوق. وأشار ابن سعد إلى أن التذبذب الحاصل بالسوق ناتج عن ردود فعل حول القرارات التي تصدر من الداخل كما حدث مع بعض المسؤولين والقرارات الخارجية، والتي تخرج من حين لآخر، مفيداً أن كثيراً من المتعاملين بالسوق يتوقعون بعد كل هبوط عنيف يعقبه صعود مقارب له، وهذا الأمر غير صحيح في الوضع الراهن لأن طبيعية السوق تغيرت عن ذي قبل. وأفاد ابن سعد حول مؤشر السيولة أن هناك محافظ كبيرة خاسرة ومعطلة ولا تملك السيولة لتغير مراكزها الآن والبعض الآخر صغيرة وخاسرة ولا تستطيع تعديل متوسطاتها، مبينا في رؤيته للتحركات العشوائية لمحافظ الأفراد، أنها أحد أساليب المتاجرة وتعتمد على سياسة التداول اليومي التي يؤثر فيها بشكل ملموس الإعلانات الايجابية وأيضا وصول بعضها الى مستويات سعرية مغرية للمضاربين.

من ناحية أخرى، أفاد لـ«الشرق الأوسط» عبد الوهاب الوهيبي المحلل الفني أن السوق أصبح استثمارياً بالدرجة الأولى بعد وصول الأسعار إلى مناطق سعرية مغرية وعند مكررات ربحية جيدة، موضحا أن قرار خفض سعر الفائدة على الودائع البنكية حرك السيولة الى أسواق المال مستدلا بأن قلة القنوات الاستثمارية جعلت سوق الهدف الرئيسي له بعد ارتفاع العقار والمعادن الثمينة. وعن توقعاته لمسار السوق، بين الوهيبي أنه من المجازفة التحليلية الحديث خلال الفترة الحالية عن وجهة السوق في ظل ما خلفه الأثر النفسي الذي يسيّر المتعاملين في السوق خلال الوقت الراهن.