ضربات موجعة في أسواق المال بفعل تجدد مخاوف الركود

الأسهم الأوروبية والآسيوية الأكثر تضررا

أسواق المال العالمية تنهي أسبوع التداول على خسائر فادحة (أ.ب)
TT

أنهت البورصات العالمية تعاملاتها في نهاية الأسبوع أمس على حالة تشاؤم كبير، متأثرة بضربات بيع جديدة موجعة من المستثمرين في البورصات الأوروبية، في ظل تنامي المخاوف بشأن أرباح الشركات.

ومع موجة الانخفاض الكبيرة في الأسواق الآسيوية واضطراب التداول في بورصة وول ستريت هوى مؤشر «ستوكس 50»، الذي يقيس أداء 50 شركة في منطقة اليورو، أكثر من 6 في المائة، مع بدء تداول جلسة أمس مع ثبات اتجاه ضعف أرباح الشركات في الربع الثالث، مما زاد المخاوف من شبح ركود يلوح في الأفق.

وسيطر شعور الاكتئاب على البورصات الأوروبية الوطنية، مع انخفاض بورصة لندن 5.0 في المائة، خاسرة 204.47 نقطة بإجمالي 3883.36 نقطة على مؤشر فاينانشيال تايمز الرئيسي، فيما هبط كاك 40 في بورصة باريس 3.54 في المائة، سالبا 117.08 نقطة من نقاط المؤشر، لينتهي التداول عند 3193.79 نقطة. وهبطت البورصة السويسرية 4.5 في المائة.

وعملت المخاوف من وجود تأثير هبوط اقتصادي حاد على الصادرات الأوروبية على قيادة الأسهم نحو الانخفاض في بورصة فرانكفورت، الذي بلغ 4.96 في المائة، بفقدان المؤشر نحو 224.03، عند إجمالي 4295.67 نقطة، وهو أدنى مستوى لها خلال ثلاث سنوات.

ودفعت توقعات بحدوث تباطؤ في الاقتصاد العالمي وعدم تراجع معدل التضخم البنك المركزي الأوروبي لخفض أسعار الفائدة مجددا، مما أسفر عن انخفاض اليورو أمام الدولار إلى 26ر1 وهو أدنى مستوى له خلال ثلاث سنوات. وانخفض سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة صباح اليوم بنسبة 2.7 في المائة إلى 2546ر1 دولار. وقفز اليورو في وقت سابق من العام إلى أعلى مستوى له أمام الدولار إلى أكثر من 60ر1 دولار.

وجاءت الانخفاضات الكبيرة في الأسهم الأوروبية عقب هبوط الأسهم اليابانية بقوة بحوالي 10 في المائة، وانخفاض الأسهم في هونغ كونغ بما يقرب من 8 في المائة، وانخفاض بورصة شنغهاي 2.4 في المائة. وقد وصل سعر العملة اليابانية اليوم الى اعلى مستوى مقابل الدولار منذ اكثر من 13 عاما، واعلى مستوى مقابل اليورو منذ ست سنوات.

ويمكن ان يتسارع انخفاض اليورو مع إعلان البنك المركزي انه «قادر على خفض معدلات الفائدة بدون زيادة المخاطر التضخمية على الامد المتوسط».

وفي البورصات الآسيوية الأخرى، كان التراجع هو التوجه الرئيسي. وقد انخفضت بورصة سيول عند الاغلاق 6.10 في المائة، وسيدني 2.64 في المائة. كما تراجعت بورصات هونغ كونغ 6.52 في المائة وبومباي 6.91 في المائة وشنغهاي 1.92 في المائة. وأكد احد الوسطاء في سيول ان «المستثمرين يشعرون بذعر»، بينما تباطأ النمو في كوريا الجنوبية في الفصل الثالث من 2008 مقارنة بالفصل الذي سبقه، بسبب تباطؤ اسرع مما كان متوقعا في الصادرات، حسبما ذكر المصرف المركزي.

وفي كوريا الجنوبية ايضا، حيث بلغ النمو ادنى مستوى له منذ الفصل الثالث من 2004، أعلنت مجموعة سامسونغ الكترونيكس العملاقة انخفاضا بنسبة 44 في المائة في ارباحها الصافية في الفصل الثالث من 2008. وتوقعت المجموعة «فترة اصعب في الاشهر المقبلة». وكانت المجموعة العملاقة لبرامج المعلوماتية مايكروسوفت تحدثت عن احتمال «تباطؤ اقتصادي طويل». كما اعلنت الاميركية كرايزلر عن الغاء 1800 وظيفة وتنوي جنرال موتورز تسريح موظفين، بينما ستتخلى فولكسفاغن عن 25 الف موظف واعلنت الاميركية زيروكس انها ستلغي ثلاثة آلاف وظيفة في العالم، اي حوالى 5 في المائة من وظائفها.

وأوضحت دراسة حديثة ان واحدة من كل اربع شركات في الولايات المتحدة تنوي الغاء وظائف في الاشهر الـ12 المقبلة، في مواجهة الازمة الاقتصادية وواحدة من كل اربع ترجح تجميد التوظيف.

وفي مواجهة هذه الأزمة التي أصبحت شاملة، رأى الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي الان غرينسبان ان سوق الائتمان «تشهد تسونامي لا يحدث سوى مرة واحدة كل قرن». وقد اعلن قادة الدول الآسيوية والأوروبية المجتمعون الجمعة في بكين تصميمهم على تخصيص قمتهم التي تستغرق يومين لمواجهة هذا «التسونامي».