حظ المضاربين

علي المزيد

TT

تراجعت سوق الأسهم السعودية تراجعا ذريعا منذ عام 2006 وواصل مؤشرها التراجع حتى يومنا هذا فبعد أن كنا عند 21 ألف نقطة وصلنا إلى نحو 6 آلاف نقطة.

أتدرون ماذا يعني ذلك تراجعا مخيفا لأسعار الأسهم ولو قسنا تراجع بعض الأسهم في عام ووفق عينة عشوائية نجد أن بعضها أقترب من فقد 80 في المائة من قيمته. فمثلا فقد سهم البنك السعودي للاستثمار في عام واحد 62 في المائة من قيمته وكانت أقل خسارة في قطاع البنوك لسهم «ساب» الذي فقد 28 في المائة من قيمته. وفقدت أسهم المضاربة جزءا كبيرا من قيمها فقد خسر سهم «شمس» 72 في المائة من قيمته، وفقد سهم «الشرقية الزراعية» 76 في المائة من قيمته، وفقد سهم «ثمار» 72 في المائة من قيمته وكل ذلك في عام. كل ذلك يصب في مصلحة المضاربين الذين يرون في التراجع السعري فرصة قوية للمكاسب فإذا تدنت قيمة السهم زادت إمكانية المضاربة علية فمثلا سهم بلغت قيمته 5 ريالات بدلا من 10 ريالات يعني ذلك أن المضارب يمكنه أن يشتري ضعف الكمية التي كان يستطيع أن يشتريها في السابق، ولو ارتفع السهم ريالا واحدا فأنه يكون قد حقق 20 في المائة مكسبا. كما أن تدني السعر يجعل السهم تحت المراقبة المجهرية من قبل المتداولين نظرا لرخص سعره وأي دفعة للسهم من مضارب محترف تجعل الجميع يتبعونه مما يرفع السعر ويمكنه من تصريف الأسهم. وتراجع السوق فرصة حقيقية للمضاربين الذي سيستغلون التراجع السعري للأسهم لتحقيق مكاسب وهذا حق مشروع لهم، فيما سيبقى المستثمرون على الحياد والقيام بعمليات شراء محدود مما يجعل السوق قيد التقلب لفترة محدودة بعدها تبدأ بالاستقرار، مما يشجع المستثمرين على الدخول في السوق فيحسنها سعريا. لذلك يتوقع أن يستخدم المضاربون كل أسلحتهم بما في ذلك المضاربة على أسهم العوائد مما يربك العقلاء ولكنه لا يفقدهم الاتجاه لأنهم سيستمرون في الاستثمار في أسهم العوائد.

* كاتب اقتصادي [email protected]