آيسلندا المتعافية جزيرة صفقات.. «تلمع لها الأعين»

المحنة التي تعيشها جعلتها محط أنظار صائدي الفرص الاستثمارية

فليب غرين احد المستثمرين المتوقعين لجذب الاستثمارات الايسلندية المتعافية (رويترز)
TT

حصدت الأزمة المالية العالمية أول ضحية ضخمة لها، وهي آيسلندا التي سقط اقتصادها جريحا قبل حوالي ثلاثة أسابيع، بعد أن فقد سوقها المالي أكثر من 90 في المائة من قيمته، بينما خسرت الكرونة أكثر من نصف قيمتها هذا العام. وتركت الدولة المتعافية آلاف المودعين والمستثمرين في حالة من الحيرة والخوف، كان نصيب الأسد منهما للبريطانيين الذين أودعوا أموالهم لاستثمارها بأعلى نسبة فائدة وصلت إلى أكثر من 7 في المائة في بعض البنوك هناك، ومنهم أفراد ومؤسسات حكومية أيضا. ولكن المحنة التي تعيشها البلاد جعلتها محط أنظار لكثيرين من صائدي الفرص الاستثمارية، خاصة من يملك سيولة قوية منهم. كانت المفاجأة قوية وغير متوقعة إلى حد كبير للحكومة البريطانية، لحظة وصول فريق من البنك المركزي البريطاني، وهيئة الخدمات المصرفية لبحث سبل حماية المودعين وهيئات حكومية في مصرف ايس سيف مع الحكومة الآيسلندية، انهم ليسوا الجهة البريطانية الوحيدة هناك. وكان المليونير البريطاني السير فيليب غرين يعمل على تدعيم موقفه، كملك الشوارع التجارية الرئيسة، بعد التدخل لإنقاذ مجموعة «بوجور» الاستثمارية الايسلندية من الانهيار. وسبق المليونير البريطاني بالوصول للتفاوض على المجموعة التجارية الايسلندية الجنسية، التي عانت من تجميد حساباتها المصرفية، ليضيفها إلى مجموعة «أركاديا» العملاقة، ومجموعة متاجر «بي اتش اس» اللتين يملكهما، وذلك بعد أن كانت قد وصلت المجموعة إلى حافة تأميمها من الحكومة الايسلندية، بعد تأميم لاند سبانكي، وكوبثينغ وغلينتر أكبر ثلاثة بنوك في البلاد. وتحدث المليونير البريطاني لمصادر ما إن كانت نيته شراء ديون المجموعة فقط أو الاستحواذ عليها برمتها، فأوضح قائلا: «الأمر ذاته في النهاية، هناك فرصة جيدة، نحن نعرض سعرا للشراء، إذا ناسب البائع نحن مستعدون». وعملت مؤسسة كي بي ام جي في كل من لندن وركيافك على إيجاد حلول للوضع الذي تعيشه المجموعة، ومثل غرين أكثر الشخصيات جذبا للسيطرة على بعض أجزائها، منها مجموعات هاوس أوف فريشر، وويسلز للمحال التجارية، وأوروم للمجوهرات، وذلك بالإضافة إلى موسيك للأزياء، مالك كارين ميلين وأوايسيز. وتصل قيمة صفقة شراء إمبراطورية التجزئة، إلى ملياري جنيه استرليني (3.43 مليار دولار)، التي توظف أكثر من 53 ألف شخص أبدوا الكثير من القلق على وظائفهم الأسبوع الماضي. ويواجه غرين الكثير من التحديات أمام أحد البنوك البريطانية الضخمة، التي تخوض المفاوضات حاليا لشراء ديون بنك كوبثينغ، الذي يمتلك حسابات مجموعة بوجور المصرفية. ومع انخفاض قيمة الكرونة أمام الدولار، امتلك الأميركيون فجأة عملة ذات قيمة كبيرة أمام الايسلنديين، اقتربت من الضعف الذي امتلكوه العام الماضي، لتقدر بنسبة كبيرة تلمع لها الأعين عند مجرد التفكير في الاستثمار هناك. ولعبت هيئة السياحة المحلية على أكثر المستفيدين من الوضع الحالي مع نظيرتها الأميركية، لإطلاق حملة سياحية لجلب السياحة إلى ايسلندا مرة أخرى، مقصدها جلب عملة أجنبية خاصة بعد سقوط عدد المسافرين الايسلنديين بنسبة 40 في المائة منذ الانهيار الاقتصادي، لتترك مقاعد طائرات، شركة الطيران القومية (ايسلند اير) فارغة. وأشار تورستين إيجلسون رئيس آيسلند اير في الولايات المتحدة، الى أنه تم إطلاق حملة دعائية لزيارة ايسلندا، من نيويورك أو بوسطن، بالإضافة إلى الفندق بمبلغ 559 دولارا فقط. ويقول إيجلسون: «أعتقد أن الحملة قد نجحت»، وذلك بعد أن ارتفعت نسبة الحجوزات أكثر من 72 في المائة.