عودة التجارة الهندية الباكستانية تسجل حدثا تاريخيا

بعد أن علقت لأكثر من 5 عقود

تم بناء موقع تجاري خصيصا في سلام آباد، بالإضافة إلى مخازن للبضائع ونقاط تفتيش أمنية على البضائع
TT

بدأت التجارة الرسمية بين قسمي كشمير الهندي والباكستاني، وذلك لأول مرة خلال ستة عقود، منذ أيام قليلة لتسجل حدثا تاريخيا جديدا منذ أكثر من خمسة عقود. وكانت العلاقات التجارية بين القسمين قد توقفت منذ عام 1948، في أعقاب الحرب الهندية الباكستانية، وكان ذلك بعد تقسيم شبه الجزيرة الهندية عام 1947 بعد أن حصلت على الاستقلال عن بريطانيا. عمت الفرحة في مركز سلام آباد، حيث ارتدى المئات من المواطنين أجمل ما لديهم وحملوا الطبول وغيرها من الآلات الموسيقية يعزفون عليها، بينما يشاهدون حاكم كشمير وجامو إن إن فوهرا يعطي إشارة البدء لأول موكب يضم 14 شاحنة بضائع تجارية، تحمل فاكهة وجوزا وعسلا وتوابل كشميرية من سلام آباد، التي تقع على بعد 12 كيلومترا من خط المراقبة، في رحلة تاريخية إلى كشمير الباكستانية. وقد تم بناء موقع تجاري خصيصا في سلام آباد، بالإضافة إلى مخازن للبضائع ونقاط تفتيش أمنية على البضائع. وقد اتجهت 14 شاحنة محملة بالفاكهة الباكستانية في طريقها إلى الاتجاه المعاكس. ويقول محبوب أحمد، وهو سائق إحدى الشاحنات، كان يستعد مع 13 آخرين في الذهاب إلى تشاكوتي: «لم استطع النوم طوال الليل حيث كنت أنتظر طلوع أول النهار لأرى بداية فجر جديد في تاريخ التجارة في الوادي».

وينظر إلى التجارة بين قسمي كشمير على أنه إجراء مهم لبناء الثقة من جانب الحكومة الهندية. ومن المنتظر أن تشهد كشمير انتخابات إقليمية في 17 نوفمبر (تشرين الثاني). وقد عبرت الشاحنات جسر السلام في كامان، وهي آخر منطقة هندية في منتصف النهار تقريبا، وأفرغت حمولتها في تشاكوتي في كشمير الباكستانية، وتربط المساحة التي يبلغ طولها 17.5 كيلومتر بين مدينة أوري الحدودية، التي تقع على بعد 100 كيلومتر شمال غرب سرينغار، وجسر السلام بين مدينة سرينغار ومدينة مشرف آباد، عاصمة كشمير الباكستانية. ووفق الصيغة المتفق عليها، فإن الشاحنات الباكستانية سوف تسافر مسافة 20 كيلومترا داخل كشمير الهندية، ومنها تنقل شاحنات هندية البضائع إلى سرينغار وغيرها من المناطق. وبالمثل فإن شاحنات هندية سوف تقطع 20 كيلومترا داخل كشمير الباكستانية وتفرغ حمولتها لتنقلها شاحنات باكستانية إلى أماكن مختلفة. وقد تم مسح كل البضائع بأشعة أكس قبل السماح لها في التوجه إلى جسر السلام ناحية باكستان. وطبقا لما اتفق عليه فإن الشاحنات سوف تعبر خط المراقبة مرتين في الأسبوع، من دون أية رسوم جمركية على البضائع. وقد سمحت كلا الدولتين بالتجارة في 21 بندا يتم إنتاجها أو إعدادها محليا. وقد اتفقت الهند وباكستان على إعادة التجارة عبر الحدود خلال الشهر الماضي بعد احتجاجات كبيرة شهدتها كشمير الهندية في الأشهر القليلة الماضية. وقد أكد الانفصاليون في الجانب الهندي على مطالب بطريق تجاري بين قسمي كشمير خلال الاحتجاجات الشعبية القوية ضد الحكم الهندي. ويقول مهد بلال، وهو مزارع يبلغ من العمر 76 عاما من كشمير الهندية: «كنت أبلغ من العمر 13 عاما عندما كان أبي يبيع جوزا من حدائقنا إلى مدينة روالبندي الباكستانية».

ويهدف فتح طريق التجارة دعم اتفاق السلام، الذي تم التوصل إليه بين الهند وباكستان، والذي بعده بدأت خدمة نقل بالحافلات بين قسمي كشمير لخدمة العائلات الكشميرية المنقسمة التي تعيش في كلا القسمين.