خبراء: أسعار البترول تواصل الهبوط رغم قطع 1.5 مليون برميل

تراجعت بمقدار 3 إلى 4 دولارات بعد خفض الإنتاج 5 %

TT

«حقيقة لقد انقلبت المقاييس التي تتحكم في اسواق النفط هذه الايام، وخير دليل هو رد فعل الاسواق وتجاهلها لقرار اوبك، اذ رغم اعلان اوبك عن خفض يصل الى 5 في المائة من انتاجها الا ان الاسعار ما تزال تواصل هبوطها، باكثر من 3 الى 4 دولارات للبرميل، وذلك ما لم يحدث من قبل. وهو اشارة اكيدة، للازمة الاقتصادية، كعامل شديد التحكم في الاسواق واسعارها». بهذه العبارات واصل اكثر من محلل اقتصادي، حديثه مع «الشرق الأوسط» في اعقاب المؤتمر الاستثنائي الذي عقده وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك، امس الاول، بمقر المنظمة بالعاصمة النمساوية فيينا، واعلنوا فيه خفض انتاج المنظمة بواقع 1,5 مليون برميل بدءا من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كوسيلة للحد من الانحدار الذي تشهده اسعار النفط، في ظل تباطؤ في الطلب، بسبب الازمة الاقتصادية التي اصبحت هي العامل الاقوى تأثيرا في تحديد اسعار النفط ومدى الطلب اليه .

من جانبه استغرب اودجن اجوموغوبيا، وزير النفط النيجيري، ان يصف رئيس الوزراء البريطاني، قرار الاوبك بخفض انتاجها بانه «مشين»، مؤكدا في تصريحات صحافية، ان النفط يمثل مصدر الدخل الاساسي الذي تبنى عليه عدة دول ميزانياتها. وتسأل بدوره عن الكيفية التي تتمكن بموجبها تلك الدول ان تعيش في ظل ازمة خانقة، لو لم يتوفر لها مصدر دخل تعيش منه. واوضح لـ «الشرق الأوسط» المحلل الاقتصادي اوديسون ارم استرونق، رئيس قسم دراسات الاسواق بمجموعة الطاقة التقليدية الاميركية ان أوبك ما تزال تملك حيزا فسيحا لخفض انتاجها حتى تتمكن من التأثير على الاسعار، موضحا ان قرارا بمزيد من الخفض لن يصرف العالم عن نفط الاوبك، منبها ان العالم اصبح متيقنا انه لولا هذه الازمة لما توفر له نفط رخيص. ورفض ان يحدد سعرا يراه مناسبا، مشيرا إلى ان ما يجب النظر اليه عند تحقيق الاسعار هو ثمن التكلفة، خاصة في الحالة الجديدة، التي قد يصل سعر برميلها في حالة استخراجه من ساحل البرازيل مثلا الى 75 دولارا. ونبه بان العالم سيواصل البحث عن حقول جديدة ما ان تستقر الاحوال الاقتصادية الحالية، مؤكدا حقيقة ان دولا من دول الاوبك ليس بموسوعها ولن تقوى على التعايش مع نفط رخيص، خاصة بعد ان تعايشوا مع اسعار وصلت الى ما يزيد عن المائة دولار للبرميل، ما جعلهم يخططون لمشاريع تنموية ضخمة، وعمليات استثمار كبيرة.

من جانب اخر قلل ارم استرونق من اهمية الدعوة التي وجهتها الاوبك للدول المنتجة خارج سلتها للتعاون والتنسيق بالحد من انتاجها، موضحا ان دولا مثل روسيا والمكسيك لن يمكنهما خفض الانتاج لاعتمادهما على مدخول النفط، بينما لن تتجرأ دولة كالنرويج على خفض انتاجها في ظروف اقتصادية متردية كهذه، وذلك لاعتبارات سياسية، وحتى لا تظهر بمظهر «الشريك الخائن» ولاعتبارات اخفها انها لن ترغب في المساهمة بتشديد قبضة الانهيار الاقتصادي .

من جانبه، اكد المحلل الاقتصادي احسان الحاج، رئيس قسم الابحاث، بمجموعة «جي بي سي» للطاقة، ان اوبك ستعاود الحركة في اتجاه خفض جديد والا انهارت الاسعار لاقل من 50 دولارا للبرميل.