ارتفاع تداولات السوق 21%.. و6 شركات تستحوذ على 46% منها

«تداول» تفصح عن خلل فني في استقبال أوامر من شركات وساطة

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

قلل مؤشر الأسهم السعودية في آخر 75 دقيقة من تداولاته أمس من خسائره بعد أن عاد المؤشر إلى الصعود التدريجي بسبب عمليات شراء لأسهم شركات قيادية عندما أغلق على مستوى 5531 نقطة منخفضا 93 نقطة بنسبة 1.6 في المائة وسط ارتفاع في قيم التداولات والتي تجاوزت 5.5 مليار ريال (1.4 مليار دولار) مقارنة بـ 4 مليارات ريال في تداولات أول من أمس بنسبة ارتفاع تعادل 21 في المائة.

واستحوذت 6 شركات هي: مصرف الإنماء، زين السعودية، سابك، معادن، بترورابغ، والنقل البحري، على 46 في المائة من حجم التداولات أمس بعد أن تم تداول 109 ملايين سهم للشركات الست فيما بلغ حجم التداولات في السوق 237 مليون سهم، فيما سيطر «الإنماء» على 26 في المائة منها.

وكان المؤشر قد بدأ تداولاته أمس بانخفاض تدريجي تجاوزت مع مرور الوقت 264 نقطة بنسبة 4.69 في المائة ليسجل مستوى وصل إلى 5360 نقطة والتي تعتبر أدنى مستوى له منذ 52 شهرا. وساهمت الأسهم القيادية من تخفيف وطأة القلق الذي لازم السوق السعودي منذ الافتتاح بعد أن شهد سهم «الاتصالات السعودية» انخفاضا بأكثر من 7.5 في المائة قبل أن يعود مرة أخرى للتعويض وتقليل خسائره بنسبة 6.4 في المائة ليغلق منخفضا 1.2 في المائة، وتزامن هذا التذبذب في أسهم الشركة مع إعلانها عن تحقيق إيرادات تشغيلية قدرها 35.1 مليار ريال (9.3 مليار دولار) وفقاً للنتائج المالية الأولية للتسعة أشهر الأولى من العام الجاري، مقارنة بمبلغ 24.8 مليار ريال لنفس الفترة من العام الماضي بارتفاع قدره 42 في المائة.

وقاد سهم «سابك» قطاع الصناعات والبتروكيماوية بعد أن صعد في تداولات الأمس بنسبة 1.69 في المائة، متزامنا مع إعلان الشركة عن بدأ تشغيل مصنع البولي بروبيلين الثالث في مجمع الشركة السعودية الأوروبية البتروكيماويات، وأدى ذلك إلى تقليل الخسائر اليومية للقطاع والتي يعاني منها منذ أكثر من شهر.

من جهة أخرى أعلنت شركة السوق المالية السعودية (تداول) أن خللاً فنياً في شبكة الاتصال مع أنظمة عدد من شركات الوساطة العاملة في السوق تسبب بتوقف استقبال الأوامر من هذه الشركات لفترات مختلفة بين الساعة 11:37 صباحاً حتى الساعة 12:09 ظهراً وقد تم تحديد سبب الخلل ومن ثم أعادة شبكة الاتصال للعمل بشكل طبيعي.

أمام ذلك، أفاد «الشرق الأوسط» الدكتور عبد العزيز الدغستاني اقتصادي سعودي، أن العلاقة بين السوق السعودي والأسواق العالمية غير مباشرة، ولكن فرضتها موجة القلق التي تعم العالم ككل.

وبين الدغستاني أن ذلك طبيعي وهيكلة السوق عجيبة نوعا ما فالأسواق بأنواعها تبحث عن الاستثمار والسوق السعودي خرج من مسار الاستثمار إلى المضاربة البحتة والتي ساهمت في خلق نوع من عدم الاستقرار بالإضافة إلى سيطرة المتعاملين الأفراد على النسبة الأكبر في السوق في الوقت الذي من المفترض أن تكون للمؤسسات المالية وجود أفضل في مثل هذه الأوقات.

ونوه الدغستاني إلى أن هناك خللا في الفكر الاستثماري فعدد الشركات لا يعني كفاءة السوق وهذا خطأ فالمسألة ليس بالكم ولكن بالكيف، مشيرا إلى أن غياب الأسس المعيارية السليمة في تقييم الشركات ذات علاوة الإصدار أعطى انطباعا سلبيا بعد ظهور الأزمة الراهنة حيث كشفت ضعف ومتانة الشركات المكتتب بها.

من جانبه، ذكر لـ«الشرق الأوسط» صالح الثقفي المدير التنفيذي لشركة أصول الجزيرة للاستشارات المالية أن الأسباب الرئيسية في هبوط السوق بهذه القوة ناتج عن العواطف والتي غلبت على العقل، مستندا في ذلك بالتذبذبات في التعاملات اليومية والتي تتضح بشكل عشوائي.

وأشار الثقفي إلى ان شعور المتعاملين بعدم تدخل الجهات الرسمية ساهم أيضا في الانخفاض، مبينا انه لم يكن هناك تدخل من الجهات الرسمية وهذا يعتبر أمر ايجابي، معللا ذلك بأن السيولة لا بد أن تحافظ على الاقتصاد وهو الاقوى والأهم.