سوق الأسهم السعودية تخسر 52% منذ بداية العام الحالي

المؤشر العام يواصل النزيف لليوم الرابع على التوالي ويقترب من مناطق دعم تاريخية

متعاملون في إحدى صالات التداول للأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية نزيف النقاط لليوم الرابع وتسجيله مستويات دنيا جديدة بعد أن شهد عمليات بيع كثيفة على جميع القطاعات بلا استثناء، حيث ساهمت الأسهم القيادية بسحب أسهم السوق الاخرى لتسجيل مستويات لم تشهدها منذ أكثر من 5 سنوات، إذ سجلت أكثر من 70 في المائة من أسهم الشركات المدرجة مستويات دنيا جديدة.

وأغلق المؤشر العام عند مستوى 5338.68 نقطة خاسرا 192.89 نقطة بنسبة 3.49 في المائة، وسط سيولة ضخت بلغت 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 255 مليون سهم، وبذلك يكون السوق قد خسر 51.6 في المائة منذ بداية العام الحالي 2008 مقتربا من منطقة دعم تاريخية قد تمثل ارتداد قادم ما بين 5200 و4800 نقطة. وجاء الأداء العام للسوق بشكل سلبي حيث انخفضت 109 أسهم منها 8 أسهم أغلقت على النسب الدنيا المسموح بها في نظام تداول، مقابل 15 سهما أغلقت على ارتفاع.

وقال لـ«الشرق الأوسط» عبدالقدير صديقي المحلل الفني انه رغم التصريحات من المسؤولين والاجتماعات الطارئة التي عقدتها دول الخليج لطمأنة المستثمرين والمتداولين بأن الاقتصاد لا يتأثر بالشكل الكبير من جراء الأزمة الراهنة، الا أن ذلك لم يساهم في تخفيف التوتر والقلق لدى المتعاملين بالسوق، خاصة بعد توالي الانخفاضات في جميع الأسواق العالمية.

وبين صديقي من المتوقع خلال الأيام المقبلة أن يقوم مجلس الاحتياطي الأميركي بخفض الفائدة مما يجبر الدول الاخرى التي لها ارتباط بالدولار أن تتبع نفس النهج. ويرى صديقي أن السوق السعودية تفتقر لصانع السوق الذي تكون لديه القدرة على موازنة الأمور في جميع الأحوال الاقتصادية.

ويرى محللون أن القرارات الأخيرة الصادرة من المجلس الاقتصادي الأعلى سيكون لها الأثر الايجابي في حصر الإشكاليات المتوقع حدوثها خلال الفترة المقبلة مما يساعد على سرعة التفاعل لتفادي مثل هذه الأزمات.

وذكر لـ«الشرق الأوسط» علي الزهراني المحلل الفني المعتمد دوليا أن المؤشر العام اقترب من إنهاء السلبية على الفواصل الصغيرة مما يعطي إيحاء بالقرب من مناطق ارتداد خلال الأيام المقبلة.

وبين الزهراني أن هناك مرحلة تجميع بدأت تظهر خلال الجلستين الماضيتين، وهذا دليل على اقتراب السوق من القاع التاريخي عن مستوى 4850 نقطة. وأشار إلى أن السوق لا بد أن يدخل في موجة تصحيحية صاعدة الى مستويات 5900 و6300 نقطة. وأوضح الزهراني أن دخول سيولة جديدة للسوق سيعيد جزءا من الثقة التي فقدتها السوق خلال الفترة الماضية مدعومة بتحرك الأسهم القيادية التي فقدت الكثير من النقاط وتسجيلها لقيعان جديدة لم تشهدها منذ عام 2006.