تحالف إعلامي تقني بخبرة آسيوية لتقديم خدمات «المحتوى»

«الأبحاث والتسويق» و«الاتصالات السعودية» و«استرو» الماليزية تطلق الخدمة برأسمال 280 مليون ريال

الأمير فيصل بن سلمان، ود. محمد الجاسر، وداتو قادر، أثناء الإعلان عن إطلاق شركة المحتوى، ويظهر في الصورة د. عزام الدخيل والمهندس سعود الدويش (تصوير: أحمد فتحي)
TT

أُعلن في الرياض أمس عن إطلاق تحالف ثلاثي، بين شركتين سعوديتين، وثالثة ماليزية، لتقديم خدمات المحتوى المرئي عبر وسائل الاتصال المتنوعة (الجوال، الهاتف، والانترنت). وتضم قائمة مؤسسي الشركة الجديدة: «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» و«شركة الاتصالات السعودية»، و«مجموعة استرو» الماليزية، برأس مال يبلغ 280 مليون ريال (74.6 مليون دولار). واستحوذت «شركة الاتصالات السعودية» على 51 في المائة من رأس مال الشركة الوليدة، فيما وصلت حصة المجموعة الماليزية لـ29 في المائة، بينما بلغت حصة «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» 20 في المائة.

وجرت مراسم التأسيس للشركة الجديدة بحضور الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» والدكتور محمد الجاسر رئيس مجلس إدارة «الاتصالات السعودية»، وداتو محمد قادر مدير «مجموعة استرو» الماليزية. وتعد «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» أبرز مجموعات النشر المتكاملة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما تعتبر «شركة الاتصالات السعودية» المزود الوطني الأول لخدمات الاتصالات في السعودية، والأكبر على مستوى الشرق الأوسط، أما «أسترو» الماليزية فهي شركة رائدة في تقديم خدمات الوسائط، ولها عمليات تشغيلية في ماليزيا وبروناي وإندونيسيا والهند.

وفي أعقاب توقيع الشراكة بين المجموعات العملاقة الثلاث، رأى الأمير فيصل بن سلمان أن العلاقة بين الإعلام والاتصال أخذت تتعزز بشكل قوي جدا. وقال «لا يمكن لشركة إعلامية أن تصل لعملائها إلا من خلال شركات الاتصال، وهذا التوجه في تزايد مع تطور تقنية الإنترنت، والتقنية بشكل عام».

وأشار الأمير فيصل إلى تاريخية حدث أمس، وذلك لاعتبارات ثلاثة، تتمحور حول تلاشي الخط الفاصل بين الإعلام والاتصال، والتكامل الجغرافي واستفادة «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» من ذلك. وأفاد بأن هذا التوجه العالمي منذ حوالي الـ 10 سنوات الماضية لم يظهر بشكل واضح للعالم العربي إلا من خلال هذه الشركة.

واستعرض الأمير فيصل بن سلمان الاعتبارات الثلاثة التي ذكرها مبتدئا بالعلاقة بين الاعلام والاتصال والذي تمخض عن أول شركة على مستوى العالم العربي تقدم خدمات للمحتوى، ولفت إلى أن هذا الأمر «يسجل لشركة الاتصالات السعودية التي رأت هذا التوجه وتنبهت إليه، ودعت عددا من الشركات الإعلامية المحلية والعربية، ونحن فخورون بأن يقع الاختيار على المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وأتمنى أن يكون زملائي العاملون في المجموعة عند حسن ظن الاتصالات».

وركز في سياق حديثه عن النقطة الثانية في كلمته على التكامل الجغرافي بين عدد من الدول لضرورة العمل في هذا القطاع. واضاف «ونحن الآن شركتان سعوديتان تتحالفان وتشتركان مع شركة في جنوب شرقي آسيا وهي شركة استرو التي نعتز بوجودها معنا، وتكميلها لهذا الائتلاف المكون للشركة، وهي تعمل في ماليزيا وبروناي، وإندونيسيا، ولديها مشاريع توسعية في مناطق أخرى جنوب شرقي آسيا، لتكمل منظومتها العملية في منطقة الشرق الأوسط، ونتمنى أن تكون المعرفة التي جاءت من ماليزيا مع المحتوى وقاعدة المشتركين في شركة الاتصالات السعودية، تتكامل وتؤسس خدمة تصب في مصلحة العميل بالدرجة الأولى. كما نتمنى أن تكون هذه بداية لنجاحات في مناطق أخرى من العالم. وهذه الشركة ليست محصورة في السعودية فقط، ولكن إذا أثبتت نجاحها فقد تعاد التجربة في دول أخرى من العالم العربي».

وخلص رئيس مجلس إدارة «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» في النقطة الثالثة التي ذكرها التي تتمحور حول أسبقية المجموعة في تطوير التقنية وتطويعها خدمة للقراء والمستفيدين من أعمال المجموعة السعودية، الى أنها «أول مجموعة عربية تستفيد من تقنية الطباعة عن طريق الستالايت، عندما أطلقت صحيفة الشرق الأوسط في عام 1978م واحتفلنا بمرور 30 عاما على إطلاقها في الأشهر الماضية، ونحن نشعر بالاعتزاز والتفاؤل بمستقبل هذه المجموعة وبالتعاون مع الاتصالات واسترو».

وتابع «المجموعة السعودية تملك أكبر محتوى في العالم العربي، ولم يستفد من هذا المحتوى بالشيء الذي كان مأمولا في الفترات الماضية. ونأمل من خلال تعاوننا في هذه الشركة أن يكون بداية لاستفادتنا بشكل أفضل من هذا المحتوى، ونأمل أن يكون استثمارنا في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات رافدا مهما آخر لتعزيز مداخيل المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق التي تأتي بشكل كبير من الإعلان والتوزيع والطباعة، وهو مهم جداً نظراً لكون نموه في السنوات القليلة القادمة سيتجاوز الدخل الإعلاني والطباعي».

وذكر الأمير فيصل بن سلمان أنه «بعد عقود من النجاحات المستمرة كأكبر ناشر للمطبوعات الورقية في المنطقة تأتي هذه الشراكة لتفتح لنا آفاقا جديدة تعزز من قدراتنا لتقديم خدمات محتوى ذات مستوى عال. كما أنها تؤكد النمو النوعي والاستراتيجي لخدماتنا اللذان يعززان موقعنا الريادي في قطاع تقديم خدمات المحتوى».

ومقابل ذلك، بيّن الدكتور محمد الجاسر رئيس مجلس إدارة «شركة الاتصالات السعودية» أن هذه الاتفاقية تمثل نقلة نوعية في مسيرة تطور خدمات شركة الاتصالات السعودية في ظل قيادتها لمقدمي خدمات الجيل الثالث والاتصالات في المملكة للشركة. وأضاف أنها تعبر عن استمرار واهتمام الشركة بالسوق المحلي من خلال تقديم أفضل وأحدث الخدمات العالمية المبتكرة لكل المستفيدين من خدمات الاتصالات وخدمات الوسائط التي تمثل القيمة المضافة للخدمات المقدمة للعميل.

من جانبه، ساق الدكتور عزام الدخيل، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» تأكيدات بأن الشراكة التي تم التوقيع عليها أمس تأتي لتؤكد الدور الريادي الذي تقوم به «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» كشركة رائدة في مجال الإعلام والنشر وصناعة المحتوى على المستويين العربي والإقليمي. وهي كذلك تعزز بهذه الشراكة هذا الموقع الريادي في صناعة المحتوى الرقمي والخدمات التفاعلية التي تحقق رغبات وتطلعات العملاء. ووصف الدخيل الشراكة الجديدة بأنها تعد إضافة مهمة تعزز من قدرات إنتاج المحتوى المتميز وتبنى على النجاحات والمكتسبات الحالية لدى المجموعة. من جهته، أشار المهندس سعود الدويش، الرئيس التنفيذي لـ«الاتصالات السعودية»، إلى الخدمات التي ستقدمها شركة المحتوى، التي قال إنها تشتمل على «توفير المحتوى (الديني، الترفيهي، التعليمي) عبر مجموعة واسعة من الأساليب والأشكال سواء بالخدمات النصية أو الصوتية».

ولفت إلى أن تلك الخدمات ستقدم عبر مجموعة واسعة من الخيارات، تشمل «خدمة الإذاعة والتلفزيون، والرسائل النصية، وتصفح الانترنت». وأشار إلى أن الشركة الجديدة ستقوم بتغطية كافة النشاطات المتعلقة بسلسلة قيمة المحتوى بداية من حيازة المحتوى وإنتاجه وتقديمه إلى طالبي الخدمة والمستفيدين منها من عملاء الهاتف والجوال والانترنت».

وأعلن الأمير فيصل بن سلمان، على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، أن الشركة بدأت أعمالها اعتباراً من تاريخ توقيع الاتفاقية. وعلق الدكتور محمد الجاسر رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات على سؤال يتعلق بموعد طرح الشركة الجديدة للاكتتاب، بقوله «التحدي الأكبر يكمن في تفعيل عمل شركة المحتوى، وعندما نوجد المحتوى والخدمة التي لها قيمة في السوق عندها يمكن الحديث عن إمكانية طرح الشركة للاكتتاب، والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق وشركة الاتصالات السعودية لهما مساهميهما في السوق السعودي، والهم الأكبر أن نوجد قيمة كافية لهؤلاء المساهمين عن طريق خلق محتوى يبحث عنه العملاء».

وفي سؤال يتعلق بالقيمة الإضافية التي ستخلقها الشركة الجديدة في حقل الإعلام أوضح الأمير فيصل بن سلمان أن الهدف أن يستفيد عملاء شركة الاتصالات من خدمات المحتوى الإعلامي، مبيناً أن تقنية الإنترنت وارتباطها بالاتصالات ستكون أكبر مصدر لتلقي البرامج التلفزيونية، «وبذلك نكون قد زدنا التكامل بين التلفزيون والصحيفة والهاتف والوسائل الأخرى، وهذا التكامل سيخدم المتلقين».

وأضاف «الفكرة تعتبر سباقة، ولكن المهم هو حسن إدارة المشروع، فكثير من المشاريع التي لم يحسن إدارتها نجد أنها أصبحت في حكم النسيان. ونتمنى أن يتم خلق قيمة مضافة للشركات المستثمرة في الشركة الجديدة».

وزاد الأمير فيصل بن سلمان أن «الشركة الجديدة لن تعتمد فقط على المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، لكن أعمالها ستقف على مسافة واحدة من جميع وسائل الإعلام، بمعنى أنها ستشتري المحتوى من عدد من وسائل الإعلام، وبالتالي فإن هدف هذه الشركة هو خدمة عميل الاتصالات السعودية».

فيما شدد الجاسر على أنهم يسعون إلى توصيل هذا المنتج بأسرع وسيلة إلى من يحتاجه وبأقل تكلفة، مفيدا بأن المجموعة السعودية لديها كنز من المعلومات، واصفا التحالف مع الشركاء بأنه تحالف فريد سيثمر عن إيصال المحتوى بطريقة عصرية.

وعاد المهندس سعود الدويش ليؤكد أن «النقلة النوعية التي ستتم من خلال الشركة تكمن في أن المتلقي هو المتحكم بما يريده ومتى يشاهده». وفيما يتعلق بحصة الشركاء في شركة المحتوى الجديدة قال الأمير فيصل بن سلمان إن «شركة الاتصالات السعودية» ستكون حصتها بواقع 51 في المائة، و29 في المائة لشركة «استرو»، و 20 في المائة للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق. مفيدا أن الخطط المستقبلية لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» ستركز على الحرص على حقوق المساهمين، وتنمية الأعمال، وتزايد أرباح المساهمين في المجموعة في كل عام.

وقال داتو قادر، مدير مجموعة «استرو» الماليزية، إن «استرو» لديها الخبرة الكافية والقوة الفنية في إدارة المحتوى، كما أن الشركة تعد من الشركات المتقدمة في تقنية المحتوى، وستضيف قيمة جيدة للشركة الجديدة.