تقرير بريطاني: 2.8 تريليون دولار خسائر المؤسسات المالية العالمية بسبب أزمة الائتمان

يحذر من مخاطر تراكم ديون صناديق التحوط وشركات التأمين

TT

ذكر تقرير أصدره بنك إنجلترا المركزي أمس (الثلاثاء) أن الخسائر التي تكبدتها المؤسسات المالية العالمية منذ تفجر أزمة انكماش الائتمان تقدر بـ 8.1 تريليون جنيه استرليني (2 مليار دولار). وقال تقرير «الاستقرار المالي» نصف السنوي الذي أصدره البنك إن الحكومات حول العالم أنفقت أكثر من 750 مليار جنيه استرليني لمساعدة البنوك. وكانت عدة دول قد تبنت خطط إنقاذ لقطاعاتها المالية من خلال ضخ مليارات الدولارات فيها، خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية. وعقد قادة الدول بهذا الخصوص اجتماعات في باريس وواشنطن وبروكسل وآخرها كان في بكين. كما خصص اجتماعا في منتصف الشهر المقبل في واشنطن لمناقشة الأزمة تحضره 20 دولة اضافة الى صندوق النقد والبنك الدولي. وحذر التقرير قائلا إنه بينما خفت الضغوط على أسواق النقد بشكل طفيف منذ تطبيق خطط الإنقاذ الحكومية الكبرى، تبقى مخاطر تراكم ديون صناديق التحوط والتي ربما تلجأ لبيع الأصول سريعا لمواجهة ارتفاع التكاليف وشركات التأمين التي يمكن أن تتآكل قاعدتها الرأسمالية نتيجة انخفاض أسعار الأسهم.

وأفاد التقرير بأن ما يزيد عن 2.1 مليون بريطاني من مالكي المنازل ربما يتأثرون سلبا إذا انخفضت أسعار المنازل بنسبة 15 في المائة أخرى على مدار الشهور المقبلة. وكانت قد بدأت الازمة العالمية مع انهيار السوق العقاري الاميركي. وقال بنك إنجلترا إن البنوك البريطانية اضطرت لإعادة التفكير نتيجة الأزمة الحالية وربما تقبل تشديد القواعد المنظمة لعملها بعد ان توسعت الصناعة المصرفية بشدة في وقت الرخاء بدون وجود تمويل قوي بشكل كاف للتغلب على المشاكل. وأضاف أنه لتجنب تكرار الأزمة المصرفية، يجب على البنوك اتخاذ سلسلة من الإجراءات لضمان توافر الأموال الكافية للنجاة بدون مساعدة أثناء مرحلة الركود الاقتصادي. من جانبه اعلن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الذي بدأ زيارة الى موسكو أمس (الثلاثاء) ان روسيا والصين يمكن ان تساعدا العالم على الاستقرار في مواجهة الازمة المالية اذا ما عززا تعاونهما الاقتصادي.

وقال، في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية من موسكو، «ان روسيا والصين هما اقتصادان يشهدان نموا ويتمتعان بنفوذ كبير في العالم (..) يمكنهما المساعدة في تعزيز الاقتصاد العالمي». إلا أن رئيس الوزراء الصيني اعترف الأسبوع الماضي خلال القمة الأوروبية الآسيوية ان الاقتصاد الصيني يواجه هو الآخر تباطؤ بسبب الأزمة العالمية. كما وافقت الصين التي كانت مترددة في البداية على حضور اجتماع واشنطن للدول العشرين الشهر المقبل. ويواجه العالم في الوقت الراهن «نظاما ماليا جديدا» و«يجب ان تزداد كلمة الدول النامية في تحديد قواعد اللعبة»، كما اعلن وين جياباو بحضور نظيره الروسي فلاديمير بوتين لدى افتتاح منتدى اقتصادي روسي ـ صيني. وتملك الصين وروسيا، وهما بين اكبر الاقتصادات الناشئة في العالم، اكبر احتياطات مالية بعد اليابان. وسمحت هذه الاحتياطات لهما بالحد من انعكاس الازمة المالية على اقتصاديهما، رغم كشف بعض التقارير عن ان العديد من الاسواق الناشئة ستلجأ الى صندوق النقد الدولي لمساعدتها في التغلب على الأزمة. وفي هذا الاطار دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس (الثلاثاء) الى ان تساهم الصين والدول المنتجة للنفط في الخليج في زيادة الموارد المالية لصندوق النقد الدولي من اجل مساعدة الدول التي تواجه صعوبات بسبب الازمة المالية. وقال براون «من المؤكد ان اموال (صندوق النقد الدولي) المتوافرة لدينا غير كافية وعلينا زيادتها». وأكد ان الصين تملك ايضا «موارد كبيرة جدا». واعتبر براون ان «عددا من الدول يمكنها في الواقع القيام بامور كثيرة في المستقبل القريب لضمان امتلاك المجتمع الدولي ما يكفي من الموارد». ورأى ان زيادة اموال الصندوق بشكل فوري ستخفض مخاطر انتشار الازمة المالية من اوروبا الشرقية وبلدان مثل المجر الى باقي العالم. وقال «ان من مصلحة جميع الدول عدم انتشار هذه العدوى المالية».