أعلن الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز أمس أن بلاده ستؤيد خفضا جديدا في إنتاج «أوبك» ربما يبلغ مليون برميل يوميا إذا تطلب الأمر، ذلك لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط، وأكد أنه بات من الضروري ألا تهبط أسعار النفط العالمية عن حاجز السبعين دولارا للبرميل في ظل زيادة العرض مما أدى إلى هبوط الأسعار.
وتوقع وزير النفط الفنزويلي رافائيل راميريز أن تتفق «أوبك» على خفض إضافي في اجتماعها المقرر في ديسمبر (كانون الأول) المقبل بعد أن اتفقت المنظمة على خفض إنتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي، لكن ذلك لم ينجح في وقف تراجع الأسعار. وتوقع راميريز أن ترتفع الأسعار بحلول بداية العام المقبل بسبب تحركات المنظمة.
وقال شافيز «اذا استقر سعر النفط على ما بين 70 و80 دولارا سيكون ذلك كافيا جدا». وصرح محمد العليم، وزير النفط الكويتي، أمس بأن «أوبك» قد تخفض إنتاجها مرة أخرى اذا كان هناك فائض في السوق لا يجد مشترين.
وقال الوزير للصحافيين ردا على سؤال عما اذا كانت «أوبك» قد تخفض إنتاجها مرة أخرى بعد خفضه في اجتماع استثنائي الأسبوع الماضي، انه اذا كان هناك فائض في السوق، وإذا لم يكن أحد يحتاج لهذا الإنتاج فان القرار قد يتخذ.
وكانت الأزمة المالية العالمية وتنامي المخاوف من ركود اقتصادي عالمي قد دفعا أسعار النفط للانخفاض مقتربة من أدنى مستوياتها في 18 شهرا.
وارتفعت أسعار النفط متجاوزة مستوى 64 دولارا للبرميل أمس مدعومة بصعود أسواق الأسهم الأميركية 10 في المائة وسط توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) يتأهب لخفض أسعار الفائدة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي.
وارتفع الخام الاميركي الخفيف في عقود ديسمبر (كانون الاول) 23.2 دولار ليصل الى 96.64 دولار للبرميل.
وزاد سعر مزيج برنت 30.2 دولار الى 59.72 دولار للبرميل.
وأشار ادوارد ماير، المحلل في «إم.إف غلوبال» للسمسرة أن الطاقة لا تزال تتحرك الى حد كبير في مدار سوق الأسهم الاميركية ولم تنفصل عنها بعد، «إذا واصلت الأسهم الصعود فلن نندهش اذا ما رأينا النفط يرتفع أكثر ليختبر مستوى 70 دولارا».
وواصلت أسعار النفط الاميركي ارتفاعها في الأسواق الآسيوية أمس على خلفية أنباء عن استعداد منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) لخفض سقف إنتاجها اليومي مرة أخرى.
وأعلنت شركة «بترولوجستيكس» الاستشارية أمس ان انتاج «أوبك» من النفط من المتوقع أن يرتفع في أكتوبر (تشرين الثاني) الجاري بمقدار 200 الف برميل يوميا الى 9.31 مليون برميل يوميا بسبب زيادة الامدادات من العراق.
وقال كونراد جيربر، رئيس الشركة، في اتصال هاتفي من جنيف ان انتاج دول «اوبك» المشاركة في حصص الانتاج وعددها 12 دولة ـ باستثناء العراق ـ من المتوقع ان يبلغ في المتوسط 59.29 مليون برميل يوميا بدون تغير يذكر عن 56.29 مليون برميل يوميا في سبتمبر (ايلول).
وقد هبط النفط أكثر من 50 في المائة من قيمته، وانحدر من المستوى القياسي الذي سجله عند 27.147 دولار للبرميل في يوليو (تموز) مع اتساع نطاق أزمة الائتمان ووصولها إلى الاقتصاد الحقيقي، ما قلص الطلب على النفط في الدول الصناعية.