واشنطن تجري ترتيبات تبادل عملات مع كوريا والبرازيل والمكسيك وسنغافورة

بقيمة 30 مليار دولار.. وفي محاولة لمنع الأزمة المالية من الوصول إلى الدول النامية

TT

عرض مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي (البنك المركزي) الليلة قبل الماضية تبادل 30 مليار دولار مع البنوك المركزية في كوريا الجنوبية وسنغافورة والبرازيل والمكسيك، في محاولة لمنع الأزمة المالية من الوصول إلى الدول النامية.

وتأتي الاتفاقيات الجديدة لتبادل العملات، التي يمكن العمل بها حتى الثلاثين من ابريل (نيسان) المقبل، بعد أن تبنى صندوق النقد الدولي برنامجا استثنائيا جديدا للإقراض من شأنه أن يساعد الدول على مواجهة نقص السيولة النقدية لديها في غمرة أزمة الائتمان الحالية.

ونقلت وكالة الانباء الالمانية عن مجلس الاحتياط قوله في بيان، إن «اتفاقيات مبادلة الدولار سوف تخفف من انتشار صعوبات التمويل بالدولار الأميركي في اقتصادات قوية وذات إدارة جيدة».

تجدر الإشارة إلى أن مجلس الاحتياط يجري ترتيبات مماثلة لتبادل العملات مع عشرة بنوك مركزية أخرى، بينها اتفاقيات أبرمت مع نيوزيلندا واستراليا منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. كما أنه ألغى حدود حجم ترتيبات تبادل العملات الحالية مع أربعة بنوك مركزية، بينها البنك المركزي الأوروبي. وتهدف تلك الإجراءات إلى تعزيز السيولة النقدية في أسواق المال العالمية.

وعملية تبادل العملات هي ترتيب تقوم بمقتضاه دولتان بتبادل قدر متفق عليه من عملتين في نفس الوقت.

من جهة اخرى تراجع سعر الدولار بشكل عام، مما سمح لليورو والاسترليني وعملات أخرى ذات عائدات مرتفعة بالصعود أمس بعد ان خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي الاميركي سعر الفائدة، مما دعم اسعار الاسهم الاوروبية. وارتفع سعر اليورو بنسبة واحد بالمائة الى 1.3085 دولار مبتعدا بدرجة اكبر عن أدنى مستوياته في عامين ونصف العام البالغ 1.2329 دولار، الذي سجله في وقت سابق هذا الاسبوع. وفي آسيا قفز سعر اليورو أمام الدولار والين امس بعد ان أدى انتعاش الاصول في الاسواق الناشئة الى الحد من المخاوف المتعلقة باضطرابات الاسواق العالمية، مما دفع المستثمرين الى اعادة شراء العملة الاوروبية التي تراجعت في الفترة الاخيرة. وانخفض الين على نطاق واسع مع ارتفاع أسعار الاسهم اليابانية وتزايد التوقعات بأن بنك اليابان سيخفض الفائدة هذا الاسبوع، مما اثار عمليات بيع لجني الارباح بعد ارتفاع الين هذا الشهر. وقفز اليورو اثنين بالمائة أمام الدولار مرتفعا بدرجة أكبر عن أدنى مستوياته في عامين ونصف العام. وارتفعت بعض عملات واسهم الاسواق الناشئة بعد ان بدأت السلطات العالمية في سلسلة من الاجراءات لمكافحة أزمة الائتمان. وكان اليورو وعملات أخرى مرتفعة العائد قد تضررت بشدة بسبب تخلي مديري الاصول عن نطاق كبير من الاصول التي تنطوي على مخاطر، وسط اضطرابات الاسواق وحولوا أصولهم الى الدولار أكثر عملات العالم سيولة. وبحسب رويترز أدت خطة انقاذ قيمتها 25.1 مليار دولار من جانب صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي للمجر الى تهدئة مخاوف دول وسط أوروبا أول من أمس، في حين بدا ان تداعيات الازمة المالية مستمرة. ووافق صندوق النقد كذلك على تسهيل ائتماني قصير الاجل أول من امس للاسواق الناشئة ذات السجل الاقتصادي الجيد، لكن تجد صعوبة في الحصول على ائتمان. من ناحية أخرى ارتفعت أسعار الذهب الى أعلى مستوى في اسبوع في أوروبا أمس 776.20 دولار للاوقية (الاونصة)، بينما سجل الدولار أكبر انخفاض في يوم واحد خلال 23 عاما، بينما عزز ارتفاع سعر النفط معنويات السوق.