ميناء طنجة المتوسط يكسب شركاء جددا ويبدد مخاوف المنافسة

بعد قرار إدارة ميناء قاديس الإسباني ربط صلات اقتصادية مع الميناء المغربي

TT

قررت إدارة ميناء قاديس (جنوب إسبانيا) فتح طريق بحري جديد مع ميناء طنجة المتوسط، بعد فترة تردد دامت عدة سنوات. وسيربط ميناء قاديس، على غرار موانئ إسبانية أخرى، صلات اقتصـــادية مع الميناء المغربي الجديد نهاية الأسبوع الحالي عندما ستتوجه باخرة «غاليسيا» من الميناء الإسباني نحو الميناء المغربي، في أول رحلة بحرية مباشرة بين المينائين.

ويأتي قرار الميناء الإسباني بعد قرارات أخرى اتخذتها موانئ أخرى مثل موانئ برشلونة والجزيرة الخضراء وألمرية وجزر الخالدات (الكاناري).

ووفق بيان لإدارة ميناء قاديس، فإن هذه الرحلة البحرية التي قامت بها باخرة غاليسيا، تهدف إلى جعل ميناء طنجة المتوسط البوابة الأولى للميناء الإسباني نحو الأسواق المغربية والأفريقية.

وبقرار إدارة ميناء قاديس ربط صلات اقتصادية مع جارتها الجنوبية، يكون ميناء طنجة المتوسط قد كسب تعاون عدد من الموانئ الإسبانية التي كانت تنظر له في السابق كونه ميناء منافســا ســـيزاحمها في أنشطتها الاقتصادية، غير أن هذه النظـــرة تغيــرت بعد أن اكتسب ميناء طنجة الجديد سمعته كواحد من أكبر وأنشط الموانئ المتوسطية، حيث يرتقب أن يتفوق سنة 2014 على كل موانئ الجــنوب الإســـباني في معاملاته التجارية والاقتصادية. وكان مسؤولو ميناء الجزيرة الخضراء، والذي كان لسنوات طويلة أكبر الموانئ الإسبانية على مضيق جبل طارق، قد عبروا في البداية عن مخاوفهم مما اعتبروه «مزاحمة ميناء طنجة الجديد لأنشطتهم» التي احتكروها لعقود، غير أن هذه المخاوف سرعان ما اندثرت ودخل الميناءان في عملية تعاون وتكامل تكبر كل يوم. ومنذ أن بدأ ميناء طنجة المتوسط في استقبال بواخر الشحن، فإن عددا متزايدا من المقاولات الإسبانية عبرت عن رغبتها في نقل جزء من أنشطتها نحوه، ومن بينها ميناء برشلونة، وهو أكبر الموانئ الإسبانية على الإطلاق.

وتطمح المقاولات الإسبانية إلى إيصال بضائعها إلى مختلف المدن المغربية عبر هذا الميناء المغربي، وذلك نظرا لارتباطه بمدن المغرب بسكة حديد وبطريق سيار.

وتعتبر إسبانيا حاليا الشريك الاقتصادي الثاني للمغرب بعد فرنسا، وتوجد المئات من المقاولات الإسبانية التي تستثمر في عدد من المدن المغربيـة، خصوصا في ميناء طنجة، وهو ما يجعل من الميناء الجديد صلة وصل ضرورية بين هذه المقاولات وبين إسبانيا والمغرب عبر مضيق جبل طارق.

وكان مسؤولون من مينائي طنجة والجزيرة الخضراء قد عقدوا لقاء في وقت سابق لتباحث حول عمليات الإبحار بين المينائين.