انتخابات الغرف

علي المزيد

TT

تمر السعودية بانتخابات لغرفها التجارية هذه الأيام، وعلى ضوء ذلك ستتشكل مجالس إدارات هذه الغرف. ومع جودة هذه الظاهرة واختيار رجال الأعمال لممثليهم فإنه قد لفت نظري في هذه الانتخابات أمران، الأول: أن الوجوه المترشحة هي ذات الوجوه القديمة، والأمر الثاني: منع المترشحين من التصريح أو التحدث لوسائل الإعلام.

المتتبع لممثلي الغرف يجد أن بعضا منهم أمضى نحو 30 عاما في الغرفة رغم أن العمل تطوعي، والبعض الآخر نحو 15 عاما. فلو أن مثل هؤلاء لم يرشحوا أنفسهم وفتحوا مجالا للوجوه الجديدة. إنني أعتقد أنهم أدوا ما عليهم وزيادة، ومهما كانت قدراتهم، فإنه إما أن ينضب إبداعهم أو يشعروا بالملل، وإنه لم يعد لديهم جديدا يقدموه. وأذكر في هذا الشأن أنه جرى نقاش بيني وبين نائب رئيس مجلس غرفة الرياض وعضو مجلس إدارتها، الأستاذ عبد العزيز بن محمد العذل، وذكرت له أنهم عمروا في الغرفة، وقال: «أتفق معك في ما قلت وأنا واحد من هؤلاء الذين أمضوا 16 عاما في هذا العمل التطوعي وأرغب وبصدق شديد بالتخلي عن العمل في الغرفة لمصلحة وجوه جديدة قد يكون لديها ما تقدمه». فهل يا ترى كل العاملين في الغرفة من المتطوعين بهذا الرقي من التفكير؟! ولديهم الرغبة في فتح المجال للشباب؟! إن البعض منهم متمسك في منصبه، بل عاضٌّ عليه بالنواجذ.

الأمر الثاني أن منع رجال الأعمال من التحدث لوسائل الإعلام أمر لا يصدقه عقل، فجميع رجال الأعمال يطالبون الحكومة بالشفافية ونشر المعلومات وهم يمنعون مترشحين من التحدث لوسائل الإعلام، فكيف سيصل برنامج هؤلاء الانتخابي إلى الشارع إذا منعوا من التحدث لوسائل الإعلام.

الحكومة اتخذت موقفا تقدميا من الإعلام، وأصبح لدى بعض وزاراتها متحدثون رسميون ينطقون باسمها، وأصبحت تتقبل النقد وتنشر المعلومات للعامة في ما يكمم القطاع الخاص أفواه رجالاته!! ألا ترون معي أن موقف الحكومة أصبح تقدميا أكثر من موقف القطاع الخاص، فإما أن يبدل القطاع الخاص سلوكه وإلا سنقف ضد تخصيص الحكومة لمرافقها وتسليمها للقطاع الخاص، وهي تمثل مجال عمل رحب يطالب القطاع الخاص بتسلمه، لأننا لن نقبل التعامل مع متخلفين يكممون أفرادهم ولا يسمحون لهم بالتحدث لوسائل الإعلام.

* كاتب اقتصادي [email protected]