الهيئات الاقتصادية اللبنانية تطلق حملة لتطبيق «الحزمة العريضة»

تعتبر التأخر هدرا في الفرص الاستثمارية

TT

اعتبر رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار ان لبنان تأخر في استخدام الحزمة العريضة (برودباند)، ووصفها بأنها توفر الآمان والوقت والمنافسة وخفض الكلفة في استخدام شبكة الانترنت. أطلقت الهيئات الاقتصادية أمس، عمل اللجنة اللبنانية لمتابعة شؤون الحزمة العريضة، أي خدمات التوصيل الشبكي الفائق السرعة بمشاركة رئيس الهيئات عدنان القصار، ورؤساء الغرف واتحاد الغرف وجمعيات الصناعيين وشركات التأمين، وتجمعات رجال الأعمال.

استهلت مديرة برنامج «الشراكة من أجل لبنان ـ سيسكو» السيدة سلام يموت المؤتمر الصحافي، فأوضحت أن «الحزمة العريضة» هي القدرة على استخدام شبكة الاتصالات من أجل تمرير كم هائل من البيانات بسرعة فائقة تقدر بالجيغا والترابايت، مشيرة الى ان هذه الخدمة غير متوافرة في لبنان لأسباب مختلفة. وقالت: «ان هذه المبادرة ترمي الى دفع جميع المعنيين في لبنان من أجل الإسراع في توفير هذه الخدمات».

وألقى رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان غازي قريطم كلمة شدد فيها على «أهمية تفعيل خدمات التوصيل الشبكي الفائق السرعة أو الحزمة العريضة خصوصاً أن لبنان قد تأخّر وتأخر كثيراً عن اللحاق بالركب التكنولوجي، الأمر الذي يعوّق انفتاح قطاعاتنا الاقتصادية على الأنظمة التجارية الناشئة في العالم ويحول دون تطوير قدراتنا التنافسية وتعزيز اقتصاد المعرفة الذي طالما تغنينا به في لبنان».

وأضاف «أن اقتصاد لبنان يقوم بشكل أساسي على الخدمات التي تشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي، وهذا القطاع هو أحوج ما يكون الى خدمات الاتصال السريعة التي تشكل العصب الرئيسي للتعامل بين مجتمعات الأعمال». ورأى قريطم أنه «من غير المقبول أن يكون في لبنان رجال أعمال يتبادلون المعلومات والمعطيات مع شركائهم في الخارج من خلال الأقراص المدمجة، مع ما يستتبع ذلك من تأخير في التدقيق الجمركي والاجراءات الادارية الروتينية، في حين أن خدمات الاتصال السريع متوافرة في معظم دول الشرق الأوسط منذ أكثر من خمس سنوات. كما أن العديد من رجال الاعمال اللبنانيين يعمدون الى تأسيس أعمالهم ومصالحهم خارج لبنان لأسباب عديدة أبرزها عدم توافر بنية تحتية ملائمة للإتصال السريع، وهذا الامر يمثل هدراً هائلاً في الفرص الاستثمارية كما في فرص العمل وشللا كبيرا في قدرات الابتكار وتباطؤ في النمو الاقتصادي. وشدد على ضرورة استخدام هذه التقنيات في سائر الميادين الخدماتية في لبنان، مشيراً إلى ان الأدوات المستخدمة حالياً تفتقر الى الفاعلية المطلوبة الى جانب ارتفاع تكلفتها بالمقارنة مع شبكات التواصل المعتمدة لدى الشركات في الخارج والتي تعمل وفق بنية تحتية للإتصال السريع تتلاءم مع احتياجاتها.

من جهته ألقى رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد الزعتري كلمة شجع فيها على استخدام الحزمة العريضة «لأننا نواجه الآن اتحاداً وقطاعات وشركات ومؤسسات تجارية تحديات متزايدة لتسيير أعمالنا بشكل تنافسي عبر زيادة إنتاجيتنا وخفض كلفتنا»، وأكد الحاجة الى خدمات اتصال موثوقة وبأسعار معقولة، على ان تكون أسعار هذه الخدمات متقاربة مع معدلات الاسعار الأدنى المعتمدة في الاسواق الأكثر قدرة على المنافسة حول العالم. وأنهى رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار المؤتمر بكلمة أكد فيها دعم الهيئات الاقتصادية التام لهذه المبادرة، مشيراً الى أن عريضة تقنية البث العريض، جذبت اهتمام اللبنانيين أفراداً وشركات ومؤسسات وحكومة، واستحوذت على أكثر من 500 توقيع وأضاف «توجد اليوم حكومة اتحاد وطني، يتولى فيها وزارة الاتصالات جبران باسيل، الذي حقق في فترة وجيزة خلال توليه مهام الوزارة إنجازات عديدة، لذلك علينا التواصل معه لتحقيق هذا المشروع».

ورأى «أن تقنية البث العريض يمكن أن توفر لنا المزيد من الوقت والتكاليف، كما يمكن أن تعيد العامل البشري وتفاعله من خلال تقنية عقد المؤتمرات عن طريق الفيديو. ويمكن لهذه التقنية أن تساعدنا، وبطريقة أكثر أماناً وموثوقية، وبقدرات أكبر وطريقة أسرع وتكلفة أقل، على الحديث وتبادل البيانات مع الموردين والزبائن والشركاء والشركات التابعة، إن محلياً أو إقليمياً أو دولياً». وأكد القصار ان الهيئات الاقتصادية اللبنانية، تبحث عن كل وسيلة ممكنة لخفض التكاليف ومساعدة الشركات المحلية، من أصغرها الى أكبرها، لتصبح أكثر قدرة على المنافسة، مشيراً الى أن تقنية البث العريض قادرة على ذلك، معتبراً ان إطلاق تقنية البث العريض يقدم خدمة ونطاق عمل جديد في لبنان كما يساهم في تحويل اقتصادنا الى قطاع جديد يعتمد على استخدام خدمات تكنولوجيا المعلومات».