30 ألف جنيه استرليني معدل خسارة البيوت في بريطانيا بعد سنة من أزمة الائتمان

قد تستمر في الانخفاض حتى 2011

سياسة الحذر التي اتبعتها البنوك السبب الرئيسي وراء انخفاض عدد القروض الممنوحة لكن تلكؤ الأفراد أدى أيضا إلى تدهورها (رويترز)
TT

انخفض متوسط سعر البيت في بريطانيا خلال عام، أي منذ بداية أزمة الائتمان، بمقدار 30 الف جنيه استرليني حسب احصائيات البنك العقاري البريطاني «نيشين وايد». وكانت قد وصلت اسعار البيوت قبل عام، في نهاية اكتوبر (تشرين الأول) 2007، الى اعلى معدلاتها. ومتوسط سعر البيت الذي كان قد قدرت قيمته انذاك بـ185 الف جنيه استرليني اصبح الآن 158 الف جنيه، وهذا يعني ان ملاك البيوت خسروا من قيمة بيوتهم اكثر مما تقاضوه خلال عام من خلال وظائفهم.

وقال البنك إن اسعار البيوت بدأت تفقد ما نسبته 14.6 في المائة من قيمتها سنويا، أي بزيادة شهرية 1.4 في المائة منذ سبتمبر (ايلول) الماضي، او ما يعادل 95 جنيها في اليوم. وكل هذه الأرقام اصبحت غير مفاجئة لاصحاب البيوت بعد ان تدهورت الأسعار في معظم الدول الغربية وشمال أميركا.

وقال البنك المركزي البريطاني في تقريره ان عدد القروض العقارية التي منحتها البنوك خلال عام انخفضت بنسبة 70 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي بسبب نقص في سيولة البنوك وتخوفها من ان الركود الاقتصادي وعدم قدرة المقترضين سداد الديون. ولهذا جاءت الحكومة بخطة انقاذ من خلال اعطاء ضمانات لقروض البنوك وضخ مليارات الجنيهات لدعم رساميلها وسيولتها من اجل تشجيعها على اقراض بعضها البعض واقراض الأفراد والأعمال الصغيرة.

البنوك التي اشتركت في خطة الانقاذ هي «رويال بانك اوف سكوتلاند»، و«نات ويست» و«هاليفاكس بانك اوف سكوتلاند» و«لويدز تي.اس.بي»، والتي ستملك الحكومة حصة فيها مقابل الدعم.

وكانت البنوك في السابق تقدم قروضها بسخاء، اذ كانت تمنح المقترض 125 في المائة من سعر البيت او ست مرات من دخله السنوي. ويعتقد العديد من المحللين ان هذا الوضع في الاقراض لن يعود في القريب العاجل بسبب الحذر الزائد للبنوك من الأزمة.

الانخفاض في عدد القروض لم يكن سببه فقط عدم الاقراض، لان المستدينين هم ايضا امتنعوا عن التقدم الى هذه البنوك للحصول على قروض بسبب انتظارهم لاستتباب الوضع والهدوء النسبي في الاسواق لاعتقادهم ان الاسعار ستنخفض اكثر من ذلك.

وقال اوايفر غيلمارتن من المعهد الملكي للمساحين القانونيين لصحيفة الاندبندنت: سياسة الحذر التي اتبعتها البنوك قد تكون السبب الرئيسي وراء انخفاض عدد القروض الممنوحة، الا ان حذر المقترضين لعب دورا لا يقل أهمية في هذا التوجه، مضيفا ان تخفيض سعر الفائدة الأسبوع المقبل سيدفع بعملية الاقراض ثانية الى الأمام».

ومن المتوقع ان يعلن البنك المركزي البريطاني تخفيض سعر الفائدة يوم الخميس المقبل، ويلحق بالفدرالي الأميركي والبنك المركزي الياباني وبنوك مركزية أخرى حول العالم. ومن المتوقع وهذا ما نوه اليه وزير الخزانة البريطاني اليستر دارلينغ في مناسبات عديدة خلال الأسبوع الماضي بأن البنك سيخفض الفائدة بمقدار نصف نقطة او حتى 0.75 في المائة من النقطة بالرغم من مخاوف ازدياد حدة التضخم. ويتوقع العديد من الخبراء ان يستمر تدهور البيوت بمقدار 10 إلى 15 في المائة من وضعها الحالي وحتى عام 2010 و2011.