حذر في الأسواق الأوروبية مع وسط ترقب نتائج الانتخابات الأميركية

المفوضية الأوروبية: وضع الأسواق المالية ما زال «هشا»

TT

زاد اعلان الانكماش في منطقة اليورو خلال العام الجاري والارتفاع الحاد في البطالة حتى 2010 من حذر الاسواق المالية التي تترقب الانتخابات الرئاسية الاميركية اليوم، مما سمح لبورصة نيويورك بان تبدأ جلساتها بتوازن.

وافادت تقديرات نشرتها المفوضية الاوروبية ان اوروبا ستشهد انكماشا تقنيا عام 2008 مع تراجع اجمالي الناتج المحلي في الفصول الثلاثة الاخيرة، مشيرة الى نمو شبه معدوم يبلغ 1.5 في المائة عام 2009.

وتتوقع المفوضية طبقا للتقرير، الذي نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، ارتفاعا يبلغ نقطة واحدة في نسبة البطالة في منطقة اليورو في غضون عامين. وتشير التوقعات الى ارتفاعها من 6.7 في المائة عام 2008 الى 7.8 في المائة عام 2010.

وتأكدت فداحة التباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو صباحا مع تقلص مؤشر تقديرات المشتريات في قطاع التصنيع في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

كما برز من خلال اعلان تراجع تسجيل السيارات الجديدة بنسبة 4.0 في المائة في اسبانيا في اكتوبر الماضي وانخفاض مبيعات السيارات في فرنسا في الشهر نفسه 3.7 في المائة.

وحذر المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية جواكين المونيا من ان الازمة المالية «لم تنته بعد» بالرغم من التهدئة الملحوظة في الاسواق، معتبرا ان وضع الاسواق المالية ما زال «هشا».

وفي جو من الترقب، اتت ردة فعل الاسواق المالية الاوروبية هادئة على تلك المعلومات. فقد ارتفعت بورصة باريس 0.23 في المائة فيما خسرت بورصتا لندن 0.28 في المائة وفرانكفورت 0.24 في المائة. وشهدت وول ستريت نوعا من الجمود عشية الانتخابات الرئاسية الاميركية الثلاثاء حيث سجل داو جونز ارتفاعا طفيفا بلغ 0.36 في المائة وناسداك 0.26 في المائة وانتهت التداولات بتسجيل ارباح في السوق السعودية (1.52 في المائة) وخسائر متفاوتة في باقي الاسواق المالية الخليجية.

وبرز الارتفاع في آسيا، حيث سجلت هونغ كونغ وسنغافورة ارتفاعا نسبته 2.69 في المائة 0.5 في المائة على التوالي. وخسرت شانغهاي 0.52 في المائة بينما كانت بورصة طوكيو مغلقة بسبب عطلة.

وتراجعت اسعار برميل النفط حوالى دولارين عند بدء المبادلات في نيويورك. وبلغ سعر برميل النفط الاميركي الخفيف تسليم ديسمبر 65.89 دولار بتراجع مقداره 1.92 دولار مقارنة بسعر الاغلاق الجمعة.

وفي اطار توقعاتها للخريف توقعت المفوضية ان تسجل منطقة اليورو تراجعا في اجمالي ناتجها الداخلي بمستوى 0.1 في المائة في الفصل الثالث من العام 2008 قياسا الى الفصل السابق، ثم بمستوى 0.1 في المائة في الفصل الرابع بعد انخفاض بمعدل 0.2 في المائة في الربع الثاني.

واذا تأكد ذلك ستشهد الدول الخمس عشرة في منطقة اليورو اعتبارا من الفصل الثالث للعام 2008 انكماشا تقنيا يتميز بفصلين متتالين من تراجع اجمالي الناتج الداخلي وذلك للمرة الاولى منذ انشاء هذه المنطقة في العام 1999.

ومن ناحية اخرى يجتمع اليوم الثلاثاء في بروكسل، مجلس وزراء المالية والاقتصاد في دول الاتحاد الاوروبي، المعروف باسم «ايكوفين» وذلك بحضور رئيس المصرف المركزي الاوروبي، والمفوضية الاوروبية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي. وسبق ذلك أمس الاثنين، اجتماع لوزراء الدول الاعضاء في منطقة اليورو التي تتعامل بالعملة الاوروبية الموحدة.

وحسب بيان صدر امس في عاصمة اوروبا الموحدة، تتركز مناقشات الوزراء حول التطورات الحالية على اسواق المال، والمبادرات التي اتخذها قادة دول الاتحاد الاوروبي، في قمتهم الاخيرة بالعاصمة البلجيكية، منتصف الشهر الماضي. ويضيف البيان بان النقاش بين الوزراء الاوروبيين، سيتمحور حول الازمة المالية الدولية الراهنة وتأثيراتها، مع اجراء تحليل للوضع المالي والاقتصادي الحالي في اوروبا. وسيعمل الوزراء على صياغة مقترحات أوروبية حول اصلاح النظام المالي العالمي، وهو الملف الذي من المتوقع ان يتصدر جدول اعمال الاجتماعات الدولية المقبلة حول هذا الصدد، ومنها القمة المقررة في الولايات المتحدة الاميركية، في منتصف الشهر الجاري.

وحسب البيان الاوروبي، سيكون الاجتماع فرصة للوزراء لاستكمال مناقشاتهم حول النظام الضريبي الاوروبي. كما يستمع اعضاء الايكوفين الى تقارير، ووجهات نظر من اطراف اخرى ومنهم رئيس المصرف المركزي الاوروبي جان تريشيه، ورئيس منطقة اليورو جان كلود يونكر حول تأثيرات، الازمة المالية الراهنة، والتباطؤ الاقتصادي على الاسعار والاجور في اوروبا.

ويأتي الاجتماع ايضا في اطار التحضير لقمة استثنائية لقادة اوروبا، مقررة في السابع من الشهر الجاري في بروكسل، للتحضير للاجتماع الدولي القادم بالولايات المتحدة.

وحسب العديد من المسؤولين الاوروبيين ستكون قمة بروكسل فرصة جيدة، للتحضير للقمة التي دعت اليها واشنطن، وتحضرها مجموعة الدول السبع الكبرى وروسيا، اضافة الى المملكة العربية السعودية، وجنوب افريقيا، وتركيا والهند واندونيسيا والصين والارجنتين والبرازيل واستراليا. وهناك مساع من جانب اسبانيا للمشاركة في اعمال قمة واشنطن.