تزايد المؤشرات السلبية يعزز المخاوف من ركود اقتصادي عالمي مؤلم

الأزمة المالية «تعبث» بقطاع السيارات العالمي

TT

فيما تلقي نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية بظلالها على الاسواق العالمية، تتزايد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي مؤلم بسبب الازمة المالية التي يتأكد يوما بعد آخر انتقال تأثيرها «المدمر» من القطاع المالي والمصرفي الى الاقتصاد بشكل واسع، ومن القطاعات التي بدأت تتجلى فيها بوضوح آثار الأزمة قطاع السيارات، ففي الولايات المتحدة، جاءت ارقام جديدة سلبية جدا لتؤكد تدهور سوق السيارات.

حيث سجلت شركة «جنرال موتورز»، الرائدة في السوق الاميركية، انخفاضا بنسبة 45% في مبيعاتها داخل الولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الاول) الذي وصفته الشركة بانه «اسوأ شهر» في الحرفة منذ الحرب العالمية الثانية. من جهتها قالت شركة «بي إم دبليو» الألمانية لصناعة السيارات الفارهة أمس الثلاثاء إنها خفضت توقعاتها لأرباح العام القادم عقب نتائجها المخيبة للآمال في الربع الثالث من العام الجاري. وقالت الشركة في بيان صدر في ميونيخ ونقلته وكالة الأنباء الألمانية إن أرباح الربع الثالث تراجعت بنسبة 62.9% لتصل إلى 298 مليون يورو (375 مليون دولار) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأضافت الشركة أن حجم أعمالها انخفض بنسبة 8.6% ليصل إلى 12.59 مليار يورو في ظل تراجع المبيعات العالمية بنسبة 4.2% إلى 349098 سيارة.

وكانت «بي إم دبليو» مثل شركات ألمانية أخرى لإنتاج السيارات مثل «دايملر» و«أوبل» و«بورش» قد أعلنت مؤخرا خفض الإنتاج نظرا لتراجع الطلب في ظل الأزمة المالية العالمية الحالية. وقالت الشركة ومقرها ميونيخ إنها تحملت تكاليف إضافية قيمتها 1.3 مليار يورو خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري من أجل تغطية الخسائر الائتمانية ودفع تعويضات للموظفين الذين تم الاستغناء عنهم.

وقالت «بي إم دبليو» إنها تعتزم خفض إنتاجها بمقدار 40 ألف سيارة على الأقل هذا العام فيما لا تتوقع تحقيق هدفها بتحطيم رقم مبيعاتها القياسي المسجل العام الماضي. وقد سجلت ألمانيا تراجعا كبيرا في مبيعات السيارات في أكتوبر الماضي مع انخفاض حركة تسجيل السيارات بنسبة 8%، كما أعلن ابرز اتحاد في القطاع أمس. وانتعشت اسواق النفط أمس التي كان حجم التعامل فيها محدودا مع ترقب المستثمرين لنتائج انتخابات الرئاسة الأميركية. وارتفعت أسعار النفط للعقود الآجلة متجاوزة 65 دولارا في التعاملات الاوروبية أمس.

وكانت أسعار النفط انخفضت بشدة من مستواها القياسي الذي تجاوز 147 دولارا للبرميل في يوليو (تموز) مع امتداد أثر الازمة الائتمانية الى الاقتصاد الحقيقي وتراجع الطلب على الوقود في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم ودول أخرى كبرى.

وشهد أكتوبر (تشرين الاول) الماضي أكبر هبوط شهري لأسعار النفط. وزاد خام القياس الأوروبي مزيج برنت 91 سنتا الى 61.39 دولار. وفي وقت سابق من يوم أمس انخفض مزيج برنت الى 58.38 دولار مسجلا أدنى مستوى منذ 20 شهرا. ويوم أول من أمس الاثنين صدرت سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة التي أشارت إلى ضعف الطلب على النفط مما دفع الاسعار للتراجع وطغى على أي بوادر على خفض الانتاج بما يتفق مع قرار منظمة أوبك الشهر الماضي. وكان مسؤول كبير بشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) قال أمس ان انتاج الامارات من النفط انخفض بما يتفق مع قرار منظمة أوبك الشهر الماضي وبفعل عمليات صيانة لحقول بحرية ليصل الى نحو 2.3 مليون برميل يوميا من حوالي 2.5 مليون برميل في اليوم. وفي وقت سابق أمس قال وزير النفط القطري عبد الله العطية لرويترز ان قطر خفضت صادراتها من النفط الخام الى اسيا بمقدار 40 ألف برميل يوميا ابتداء من الشهر الحالي تماشيا مع اتفاق منظمة اوبك لخفض الانتاج بنسبة 5 في المائة.

الى ذلك افاد مصدر رسمي ان الجزائر خفضت انتاجها النفطي بنحو 71 الف برميل يوميا طبقا لقرار منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) خفض الانتاج الاجمالي بنحو 1.5 مليون برميل يوميا.

ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن المصدر ان «وزارة الطاقة الجزائرية طلبت من سوطانراك (شركة المحروقات الوطنية) خفض الانتاج الوطني من النفط بنحو 71 الف برميل يوميا اعتبارا من الاول من نوفمبر (تشرين الثاني)».

وكانت اوبك قررت في اجتماع عقدته في 24 اكتوبر في فيينا خفض انتاجها بنحو 1.5 مليون برميل يوميا اعتبارا من الاول نوفمبر في محاولة لتدارك انخفاض سعر النفط الذي فقد اكثر من نصف قيمته منذ يوليو (تموز) حيث بلغ 147 دولارا. واعلن وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل الذي يتولى حاليا رئاسة اوبك الاحد ان تاثير قرار المنظمة «سياخذ وقتا» لان السوق لم تستوعب بعد خفض انتاج المنظمة. وتحتضن الجزائر في 17 ديسمبر (كانون الاول) المقبل في وهران (غرب) اجتماع اوبك الطارئ المقبل.

وقالت «أوبك» أمس ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض أول من أمس الى 59.03 دولار للبرميل من 57.43 دولار يوم الجمعة الماضي. وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانغولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الاكوادور.