هبوط الأسهم الأوروبية.. والاقتصاد محط الأنظار بعد فوز أوباما

أسواق المال الآسيوية على أعلى مستوى إغلاق في 3 أسابيع

تأثرت جميع أسواق المال العالمية بالانتخابات الأميركية في جلسة أمس (إ.ب.أ)
TT

أغلقت البورصات الأوروبية على انخفاض أمس بقيادة قطاع البنوك لتتوقف موجة ارتفاع استمرت لمدة ست جلسات تداول متتالية مع تحول الأنظار إلى الاقتصاد بعد الفوز الحاسم الذي حققه الديمقراطي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية.

واستهلت الأسهم الأميركية تعاملاتها في بورصة وول ستريت في نيويورك بتراجع ملموس في أعقاب إعلان فوز المرشح الديمقراطي. وشهد مؤشر داو جونز القياسي تراجعا بنسبة 1.4 في المائة، أثناء التداول، في حين تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز الأوسع نطاقا بنسبة 1.19 في المائة، ومؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا بنسبة 23ر1 في المائة في بداية التعاملات.

وأغلقت بورصة لندن على انخفاض ليخسر مؤشر فايننشيال تايمز العام 104.17 نقطة، لتقدر الخسارة بـ2.25 في المائة. وجاءت البورصة الفرنسية على نفس النهج، إذ فقد سوقها المالي 1.95 في المائة ليستقر كاك 40 عند 3619.14 نقطة. وبالنظر إلى البورصة الألمانية، فقد حذت حذو مثيلاتها الأوروبية بالانخفاض لتخسر 100.81 نقطة، عند 1.91 في المائة. وأنهت الأسهم الأوروبية جلسة التداول السابقة مرتفعة 4.3 في المائة ليصل المؤشر الى 15ر974 نقطة مسجلا أعلى مستوى منذ شهر.

وشكلت أسهم البنوك أكبر عامل نزولي على المؤشر اذ تراجع سهم بي.ان.بي باريبا 2.6 في المائة، بعد أن قال إن صافي الأرباح في الربع الثالث انخفض أكثر من النصف بسبب زيادة المخصصات المرتبطة بالأزمة المالية.

وهبط سهم بنك اتش.اس.بي.سي 2.9 في المائة، وسهم بي.بي.في.ايه 1.3 في المائة.

وتخلت الأسهم الأوروبية عن المكاسب التي حققتها في الآونة الأخيرة مع عودة المستثمرين للتركيز على الاقتصاد بعد الفوز الحاسم الذي حققه الديمقراطي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية.

وشكلت أسهم شركات الأدوية أكبر عامل نزولي على المؤشر إذ تراجعت بعد الارتفاعات التي حققتها مؤخرا. وانخفض سهم جلاكسو سميثكلاين 6 في المائة وسهم نوفارتس 4.8 في المائة وسهم روش 3.7 في المائة. أنهت بورصة طوكيو للأوراق المالية تعاملات يوم أمس على ارتفاع مدفوعة بتفاؤل المستثمرين بعد فوز المرشح الديمقراطي السيناتور باراك أوباما بانتخابات الرئاسة الأمريكية.

وارتفع مؤشر نيكاي القياسي 64ر406 نقطة أي بنسبة 4.46 في المائة، ليغلق عند 24ر9521 نقطة.

كما صعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 56.21 نقطة أي بنسبة 6.17 في المائة ليغلق عند 91ر966 نقطة. وكانت جلسة التعاملات الصباحية اليوم شهدت ارتفاعا للأسهم اليابانية مدعومة بارتفاع بورصة نيويورك عند إغلاق التعاملات أمس وارتفاع الدولار أمام الين.

وعلى صعيد العملات، ارتفع الدولار أمام الين ليصل إلى 74ر99 ين، في وسط التداولات مقابل 12ر99 ين عند الإغلاق أمس.

كما ارتفع اليورو أمام الدولار ليصل إلى 2938ر1 دولار مقابل 2643ر1 دولار أمس.

ولم تكن السوق اليابانية هي الرابح الوحيد في المنطقة الآسيوية، إذ ارتفعت جميع البورصات في المنطقة متأثرة بفوز السيناتور الديمقراطي، إذ سجلت اسواق المال في آسيا المحيط الهادئ ارتفاعا كبيرا مدفوعة بتفاؤل كبير. وقال كازوهيرو تاكاهاشي المحلل في مجموعة «دايوا سيكيوريتيز اس ام بي سي» في طوكيو ان «الأسواق تفضل بشكل عام حكومة جمهورية لكن هذه الفكرة انهارت مع الأزمة المالية». واضاف ان نتيجة الاقتراع «تقلل من عوامل الغموض في الاسواق التي اصبحت مدفوعة ببعض الامل»، موضحا ان «اجراءات الانعاش ستتخذ منحى عمليا وتطبيقها سيكون اسهل» مع الرئيس الجديد.

وأغلقت بورصة هونغ كونغ على ارتفاع نسبته 3.67 في المائة، وشنغهاي على ارتفاع 3.16 في المائة. ومع انها لم تتقدم بهذه النسب العالية، اغلقت البورصات الاخرى على ارتفاع.

وقد كسبت بورصة سيول 2.44 في المائة، وسيدني 2.88 في المائة، ونيوزيلندا 1.47 في المائة. وكانت المكاسب متواضعة في مانيلا عند 0.16 في المائة، بينما اغلقت تايبيه على انخفاض نسبته 0.29 في المائة. واكد مايكل هيفرمان المستشار في مجموعة «اوستوك سيكيوريتيز» في استراليا ان الاسواق «تلقت ما يحفزها بعد نتائج الانتخابات الاميركية وهناك اجواء فرح».

واعلن فوز اوباما خلال جلسات معظم الاسواق الآسيوية. لكن معظمها لم ينتظر الإعلان ليسجل ارتفاعا متأثرا بالزيادة الكبيرة في وول ستريت التي أغلقت الثلاثاء على ارتفاع كبير نسبته 3.28 في المائة، بينما تقدم مؤشر ناسداك 3.12 في المائة. واكد المحلل جاكسون وونغ الوسيط في مجموعة «تانريش» في هونغ كونغ ان فوز اوباما الساحق «يدل على ان الاميركيين يريدون مزيدا من الإصلاحات. انه حافز جيد على الامد القصير لوول ستريت».

ووعد اوباما في برنامجه الانتخابي بخفض ضريبي يطال 95 في المائة من الاسر الاميركية وتكريس 50 مليار دولار لاشغال البنى التحتية من طرق وجسور ونظام تعليمي.

كما دعا الى اقرار خطة ثانية لإنعاش الاقتصاد تبلغ قيمتها 60 مليار دولار.

وقال سابورو ماتسوموتو خبير الاستراتيجية في قطاع الصرف في «سوميتومو تراست بنك» في طوكيو ان الرئيس اوباما «سيجلب التغيير لبلد يواجه ازمة لا سابق لها».

واضاف «حتى اذا بقيت المؤشرات الاقتصادية والمعنويات في أدنى مستوياتها تضع الأسواق آمالا كبيرة في السياسات التي سيطبقها اعتبارا من يناير (كانون الثاني) المقبل». الا ان محللين رأوا ان انتخاب المرشح الديمقراطي رئيسا لن ينهي اضطراب البورصات العالمية.

وقال آر بالاكريشنان مدير دار الوساطة الهندية «سنتروم بروكينغ»، «فوز اوباما لن يغير الكثير في هذه المرحلة لان المشاكل الاقتصادية لاتزال قائمة».

وفي اسواق العملات شهد الدولار ارتفاعا طفيفا في مقابل اليورو بعد إعلان وسائل الإعلام الاميركية عن فوز اوباما لكنه تراجع امام الين وأصبح يعادل اقل من مائة ين. ولم يكن المحللون يتوقعون اي تقلبات كبيرة في اسعار العملات في غياب عمليات مضاربة كبرى قبل الاقتراع، خلافا لانتخابات العام 2000 عندما راهن مستثمرون عدة على فوز جورج بوش وقاموا بشراء دولارات.

واوضح اوسامو تاكاشيما المحلل في مجموعة «ميتسوبيشي يو اف جي تراست اند بانكينغ» في تصريحات نقلتها وكالة «داو جونز نيوزواير» ان «المساهمين في الاسواق كانوا مشغولين جدا بالأزمة المالية العالمية للمراهنة حول من سيفوز في الاقتراع».

وتتوقع اسواق المال والمسؤولون السياسيون ايضا قرار المصرف المركزي الاوروبي وبنك انجلترا خفض معدلات الفائدة اليوم من اجل دعم النمو.

وكانت المصارف المركزية الاميركي والياباني والاسترالي خفضت معدلاتها في الأيام الأخيرة.