النفط يهبط مع ارتفاع الدولار إثر فوز أوباما

أرباح توتال الفرنسية ترتفع 35% وأرامكو السعودية تتطلع إلى إعادة التفاوض على عقود المعدات لمصفاتين جديدتين

TT

قال مندوب ايران الدائم لدى أوبك محمد علي خطيبي أمس الاربعاء، ان ايران ترى أن من السابق لأوانه القول بما اذا كانت هناك ضرورة لخفض اخر في انتاج اوبك ولكن سيتعين اجراء مثل هذا الخفض اذا واصلت الاسعار الهبوط.

وهبط سعر النفط أكثر من ثلاثة بالمائة مقتربا من 68 دولارا للبرميل أمس الاربعاء متخليا عن جزء من مكاسب اليوم السابق وذلك مع صعود الدولار متشجعا بفوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية.

وذكر محللون أن انتصار أوباما قد يشيع قدرا من التفاؤل بقدرة أميركا على اعادة اكتشاف نفسها، ولكن أكبر اقتصاد في العالم لايزال يواجه قوى تضخمية وسيتعرض أوباما لضغط هائل لإنعاش الاقتصاد.

وقال خطيبي لرويترز: «من السابق لأوانه القول بما اذا كان اتفاق خفض انتاج اوبك في نوفمبر (تشرين الثاني) ناجحا. علينا الانتظار والترقب. لكن إذا واصلت أسعار النفط الهبوط فقد تكون هناك ضرورة عندئذ لخفض اضافي في انتاج اوبك».

وأعلنت الأمانة العامة للمنظمة في فيينا أمس أن متوسط سعر البرميل الخام (159 لترا) سجل أمس 77ر57 دولار بتراجع قدره 26ر1 دولار مقارنة بمستهل أسبوع التعاملات عندما سجل نفط أوبك 03ر59 دولار للبرميل أول من أمس الاثنين.

وكانت قد عقدت المنظمة مؤتمرا استثنائيا الشهر الماضي بعد تدهور اسعار النفط ووصولها الى ادنى مستوياتها منذ اكثر من 18 شهرا. وارتفعت في يوليو (تموز) الماضي لتصل الى اعلى مستوياتها قريبا من حاجز 150 دولارا للبرميل.

ويشكل النفط من إنتاج دول أوبك نحو 40 في المائة من إجمالي إمدادات النفط في الأسواق العالمية.

وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانجولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الاكوادور.

وارتفعت الاسواق بشدة أمس الثلاثاء لاسباب من بينها التوقعات بفوز أوباما الذي قال بعض المحللين انه سيساهم في تعزيز انتعاش الدولار الاميركي. وفي تعاملات الصباح هبط سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود ديسمبر (كانون الاول) 36ر2 دولار ليصل الى 17ر68 دولار للبرميل. وانخفض سعر مزيج برنت 48ر2 دولار الى 96ر63 للبرميل.

وقال جيم ريتربوش رئيس مؤسسة ريتربوش اند اسوشييتس «بشكل عام فان هذا تطور ايجابي على المدى البعيد للاقتصاد الاميركي».

وبعد أن سجل الدولار أكبر انخفاض في يوم واحد امام اليورو منذ طرح العملة المواحدة للتداول في عام 1999 انتعش الدولار أمام العملات الرئيسية أمس الاربعاء حيث ارتفع أكثر من واحد بالمئة أمام اليورو عقب فوز أوباما.

ومن المرجح أن تتحول أنظار المتعاملين في وقت لاحق اليوم الى بيانات مخزونات النفط الاميركية الاسبوعية حيث ينتظر أن تظهر البيانات ارتفاع مخزونات النفط الخام 1ر1 مليون برميل في الاسبوع الماضي بينما ينتظر ان تكون مخزونات المشتقات النفطية قد زادت 4ر1 مليون برميل وانخفضت مخزونات البنزين 800 الف برميل.

وقال روب لوخلين من ام.اف غلوبال «هبطت الاسعار في الاسواق الخارجية نظرا لان ارتفاع أمس كان مبالغا فيه ونحن نشهد دولارا أقوى اثر فوز أوباما.

وقد ارتفع النفط 62ر6 دولار أو 36ر10 بالمائة امس الثلاثاء في أكبر مكسب في يوم واحد منذ 22 سبتمبر (ايلول) وسط بوادر على أن السعودية وآخرين من اعضاء اوبك اجروا تخفيضات في صادرات النفط.

وقالت مصادر في تجارة النفط ان السعودية خفضت الصادرات في اطار اتفاق اوبك الشهر الماضي على تقليص الامدادات للحد من هبوط الاسعار.

وأعلنت شركة توتال الفرنسية الكبرى للنفط أمس الاربعاء أن أرباحها قفزت 35 بالمائة في الربع الثالث متجاوزة توقعات السوق يقودها ارتفاع أسعار النفط الخام خلال الصيف وتحسن هوامش أرباح عمليات التكرير.

وقالت توتال في بيان انها واثقة من «قدرتها على مواصلة سياسة النمو التنافسي للتوزيعات النقدية حتى في مناخ أقل تنافسية».

وذكرت الشركة أن صافي أرباحها بلغ 070ر4 مليار يورو (23ر5 مليار دولار) بعد التعديل لخصم الارباح الناتجة عن تغيرات في قيمة مخزونات الوقود والبنود غير المتكررة – وذلك مقارنة مع 004ر3 مليار يورو في الربع الثالث من عام 2007 .

وفي استطلاع أجرته رويترز لآراء المحللين توقع 12 محللا ان تحقق توتال متوسط 855ر3 مليار يورو أرباحا في الربع الثالث بارتفاع 3ر28 بالمئة عن الفترة المقابلة من العام الماضي.

وقالت توتال رابع أكبر مجموعة نفطية في العالم يجري تداول أسهمها في البورصة ان انتاج الربع الثالث انخفض خمسة بالمائة الى 231ر2 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا.

ومن جانب آخر قال مسؤول تنفيذي بشركة أرامكو السعودية أمس الاربعاء ان الشركة تتطلع الى اعادة التفاوض على عقود المعدات لمصفاتين جديدتين موجهتين للتصدير بما يعكس انخفاض أسعار المواد الخام. والمصفاتان اللتان تبلغ طاقة كل منهما 400 ألف برميل يوميا مشروعان مشتركان الاول مع توتال الفرنسية والثاني مع كونوكو فيليبس.

وقال فهد الاوحد من شركة أرامكو لرويترز هاتفيا ان من الممكن اعادة هيكلة أوامر الشراء أو قيمها بناء على انخفاض الاسعار.

وأضاف أن المشروعات لا تواجه خطرا رغم عدم اليقين بشأن نمو الطلب على النفط وسط ركود اقتصادي عالمي.

وتابع «كل هذه المشروعات تمت الموافقة عليها وستستمر».

وانخفضت أسعار المواد الاساسية المستخدمة في البناء مثل الصلب مع تراجع عام لاسعار السلع الاولية وذلك بعد ارتفاعها لفترة طويلة بفعل نمو الطلب مما أدى الى ارتفاع كلفة مشروعات الطاقة.

وقالت توتال ان الكلفة التقديرية لمصفاتها تضاعفت الى نحو 12 مليار دولار من التقديرات الاولية البالغة ستة مليارات دولار.

ولم تذكر كونوكو فيليبس تقديرا لكن مصادر بصناعة النفط قالت ان الزيادة في تكلفة المشروع الذي تشارك فيه مقاربة للمشروع الاخر.