قمة استثنائية في بروكسل للتحضير لأول اجتماع دولي موسع لبحث الأزمة المالية

تأثيرات الأزمة على الدول النامية على رأس أولويات قمة واشنطن

TT

للمرة الثالثة في غضون شهر تقريبا، سيلتقي قادة دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل عاصمة اوروبا الموحدة، في قمة استثنائية، تنعقد اليوم الجمعة، حسب ما اعلنت الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي للتباحث والتشاور بين الأعضاء الـ27 في المجموعة وتنسيق المواقف من أجل التحضير لقمة العشرين المخصصة للبحث في الازمة المالية الدولية الراهنة، والتي اعلن البيت الابيض مؤخرا انها ستنعقد في واشنطن في منتصف الشهر الجاري.

وحسب المسؤولين الاوروبيين ستكون قمة بروكسل فرصة جيدة للتحضير للقمة التي دعت اليها واشنطن وتحضرها مجموعة الدول السبع الكبرى وروسيا اضافة الى المملكة العربية السعودية وجنوب افريقيا وتركيا والهند واندونيسيا والصين والارجنتين والبرازيل واستراليا والبنك الدولي وصندوق النقد، وهناك مساع من جانب اسبانيا للمشاركة في اعمالها.

ويأتي ذلك بعد ان اجتمع الثلاثاء الماضي في بروكسل، مجلس وزراء المالية والاقتصاد في دول الاتحاد الاوروبي، او ما يعرف باسم الايكوفين، وذلك بحضور رئيس المصرف المركزي الاوروبي والمفوضية الاوروبية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي. وسبق ذلك اجتماع لوزراء الدول الاعضاء في منطقة اليورو، التي تتعامل بالعملة الاوروبية الموحدة.

وتركزت مناقشات الوزراء حول التطورات الحالية على اسواق المال، والمبادرات التي اتخذها قادة دول الاتحاد الاوروبي، في قمتهم الاخيرة بالعاصمة البلجيكية في منتصف الشهر الماضي، وتمحور النقاش بين الوزراء الاوروبيين حول الازمة المالية الدولية الراهنة وتأثيراتها مع اجراء تحليل للوضع المالي والاقتصادي الحالي في اوروبا. وعمل الوزراء على صياغة مقترحات أوروبية حول اصلاح النظام المالي العالمي، وهو الملف الذي من المتوقع ان يتصدر جدول اعمال اللقاءات الدولية المقبلة حول هذا الصدد، ومنها قمة واشنطن.

وكان الاجتماع فرصة للوزراء لاستكمال مناقشاتهم حول النظام الضريبي الاوروبي، كما استمع اعضاء الايكوفين الى تقارير، ووجهات نظر من اطراف اخرى، ومنهم رئيس المصرف المركزي الاوروبي جان تريشيه، ورئيس منطقة اليورو جان كلود يونكر، حول تأثيرات الازمة المالية الراهنة والتباطؤ الاقتصادي على الاسعار والاجور في اوروبا.

وكان قد صدر بيان في بروكسل عن الرئاسة الفرنسية الحالية للاتحاد فيه التكتل الاوروبي رحب باعلان البيت الابيض عن استضافة القمة الدولية الاولى للبحث في الازمة المالية والمصرفية الدولية والتي ستجمع قادة الدول والمؤسسات الرئيسية ذات الصلة المباشرة والمؤثرة في الاسواق المالية والبنكية العالمية. ونوه البيان الى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي حاليا، كان قد اطلق فكرة انعقاد المؤتمر الدولي حول الازمة المالية الراهنة، وذلك خلال كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة في 23 سبتمبر (ايلول) الماضي، وتناول ساركوزي هذا الامر بالتفصيل خلال لقائه الاخير مع الرئيس الاميركي جورج بوش، وبحضور رئيس المفوضية الاوروبية مانويل باروسو بمنتجع كامب ديفيد الاميركي.

واشار البيان الاوروبي الى ان القمة العالمية الاولى لبحث الازمة المالية الراهنة، ستعقبها اجتماعات دولية اخرى تهدف الى اعادة هيكلة النظام المالي العالمي، وضمان مراقبة افضل لالياته من اجل تفادي تكرار حدوث الازمة في المستقبل. وسوف تبحث تلك القمم الحالة الاقتصادية الدولية الحالية، ونتائج الازمة على الدول النامية. وكانت باريس قد شهدت في الاسبوع الاول من الشهر الماضي قمة لقادة دول منطقة اليورو واعقب ذلك انعقاد قمة في بروكسل اقرت ما جرى التوصل اليه في قمة باريس من اجراءات منها الالتزام باتخاذ كل الإجراءات الضرورية للحفاظ على استقرار الأسواق المالية، ودعم المؤسسات المالية الهامة لتفادي الإفلاس، وكذلك دعم المودعين والمستثمرين. وقال البيان ان المشاركين في القمة، اتفقوا على تقديم كل الدعم والمساندة لزعماء العالم الاخرين خلال الايام القادمة، من اجل فكرة اطلاق قمم واجتماعات دولية، تنعقد تحت عنوان كيفية مواجهة التحديات وتداعيات الازمة المالية العالمية.