الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأهم لدول الخليج بصادرات قيمتها 82 مليار دولار

مارك هانسن الرئيس التنفيذي لهيئة البنوك العالمية: الصناديق السيادية الخليجية قد تصل إلى 8.8 تريليون دولار في 2020

الدكتور عصام فخرو، الأمين العام لمجلس الغرف التجارية يلقي كلمته أثناء المؤتمر أمس (تصوير: حاتم عويضة)
TT

أكد العديد من القادة الاقتصاديين العرب والأوروبيين أن الاتفاقيات التجارية والاقتصادية الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، وأوروبا تشهد ازدهارا متناميا في جميع المجالات، خاصة بريطانيا. جاء ذلك خلال افتتاح المعرض والمؤتمر التجاري الخليجي ـ الأوروبي تحت شعار «الفرص والتجارة والصداقة» في وسط العاصمة البريطانية لندن أمس، والذي يستمر لمدة يومين بمشاركة أكثر من 150 شركة من دول مجلس التعاون الخليجي، وأوروبا والذي تنظمه غرفة التجارة العربية البريطانية والأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون. وحضر الافتتاح الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، السفير السعودي لدى بريطانيا، وسفراء دول مجلس التعاون ودوق مقاطعة غلوستر، بالإضافة إلى نخبة كبيرة من رجال الأعمال في دول المجلس وبريطانيا ومسؤولين في قطاعات التجارة والمال.

وأعرب رئيس غرفة التجارة العربية البريطانية، روجر تومكيس، عن الاهتمام الكبير الذي توليه الغرفة لمثل هذه المعارض التي تعتبر منصة التعاون بين الجانبين الخليجي والأوروبي. وألقى عصام فخرو، الأمين العام لمجلس الغرف التجارية في دول المجلس، كلمة أشار فيها إلى أن دول المجلس تعد خامس اكبر سوق للصادرات الأوروبية، بينما تعد دول الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأهم لدول المجلس بصادرات إليها قيمتها تتعدى 55 مليار يورو (حوالي 82 مليار دولار) بينما بلغت صادرات دول المجلس إلى الاتحاد الأوروبي 375 مليار يورو، يشكل النفط الخام ومشتقاته 70 في المائة منها.

وصرحت الأمينة العامة والمديرة التنفيذية لغرفة التجارة العربية البريطانية، الدكتورة أفنان الشعيبي، لـ«الشرق الأوسط» وقالت ان مثل هذا المعرض فرصة ثمينة للتعرف على الأسواق الخليجية التي تشهد حاليا طفرة كبيرة من خلال مشروعات النمو الاقتصادي، موضحة أن دول مجلس التعاون شريك اقتصادي مهم لبريطانيا وهذا المعرض سيعزز من مجالات التعاون ليس بين دول المجلس وبريطانيا وحسب ولكن مع دول الاتحاد الأوروبي، مما يدلل على ذلك زيارة رئيس الوزراء البريطاني للمملكة مؤخرا، والتي أبانت أهمية الخليج بالنسبة لبريطانيا والمنطقة الأوروبية بأثرها. وأضافت أن «هدفنا هو توفير أرضية مشتركة للجميع للالتقاء من اجل العمل الاقتصادي المشترك والاستفادة من الفرص التجارية المتاحة التي تتوفر للمستثمرين في دول مجلس التعاون»، مؤكدة توفر مناخات وبيئة الاستثمار فيها. وأكدت ان العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي شهدت تطوراً متسارعاً منذ توقيع مذكرة التعاون التجاري والاقتصادي بين الجانبين عام 1988 والتي أدت لمفاوضات تهدف إلى إنشاء منطقة تجارة حرة تساعد في توثيق مختلف مجالات التعاون بينهما. وأوضحت الدكتورة الشعيبي في كلمتها دور المرأة المتفاعل في اقتصادات دول مجلس التعاون في العديد من قطاعات البنوك والتمويل والإدارة وكيفية نموها بشكل سريع. ووجه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون رسالة مسجلة لحاضري المؤتمر والمعرض، أكد فيها الأهمية التجارية لمنطقة الخليج العربي، مشيرا إلى أنها منطقة تتمتع بالثقة والاحترام للعمل التجاري والمالي. وقال انه شهد ذلك بنفسه خلال جولته الأخيرة في المنطقة والتي شملت السعودية والإمارات وقطر. وقال ان دول مجلس التعاون توفر فرصا استثمارية كبيرة لرجال الأعمال البريطانيين، كما أنها ذات موقع استراتيجي يمكنها ان تستفيد منه من خلال النمو الاقتصادي في قارة آسيا، وأيضا من خلال التجارة والاستثمار ما بين قارتي آسيا وأوروبا. وأوضح رئيس الوزراء البريطاني ان لديه ثقة بأن هناك إمكانية لشراكة قوية بين دول مجلس التعاون والقوى الاقتصادية الرئيسية في العالم وخاصة بريطانيا. وقال خالد عبد الله البريك المدير التنفيذي لأرامكو السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن مشاركة أرامكو في المعرض تهدف إلى تعزيز العلاقة مع مجتمع الأعمال في المملكة المتحدة التي تعود لعقود طويلة مضت تصل لأكثر من سبعين عاما، بالإضافة إلى أنها فرصة جيدة للإطلاع على التطورات الصناعية الجديدة في التنقيب والحفر. وأضاف البريك أن أرامكو حرصت من خلال مشاركتها في المعرض على استعراض أبرز الإنجازات والتقنيات التي تقوم بها حاليا لتطوير منشأتها ومعاملها وحقولها النفطية، وذلك بعد تحقيق العديد من الإنجازات. وسجلت الشركة رقما قياسيا عالميا لأكبر مسافة بين الآبار عند تنفيذ مشروعات الاختبارات الكهرومغناطيسية على مجموعة من الآبار. ومن جانبه أفاد المهندس صلاح سالم بن عمير الشامسي، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، أن الملتقى والمعرض الذي يشمل دول المجلس مع الاتحاد الأوروبي، هو منصة جيدة للتعريف والتعرف على الشركات الخليجية والأوروبية، وأهميته نظرا لأهمية العاصمة البريطانية بصفتها عاصمة المال والأعمال ومركزا ماليا عالميا. وشدد الشامسي على أهمية العلاقة الاستراتيجية بين القطاع الخاص الإماراتي والخليجي بالقطاع الخاص الأوروبي. وأوضح أن حجم استثمارات مجلس التعاون يتزايد في العديد من القطاعات، مؤكدا أن اتفاقية التجارة الحرة التي لم توقع بعد بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون تعمل على تنظيم العلاقات التجارية، فيما بيّن الدور الذي تشغله الاتفاقيات في تسهيل التبادل التجاري والاستثماري ما بين الدول. وأبان أن أكثر القطاعات التي يزداد عليها الاهتمام هي النفط والغاز والألومنيوم والبتركيماويات والصناعات التحويلية وصناعات الطاقة المتجددة، والعقار والصناعة المالية، التي تجعل السوق الإماراتي مفتوحا للاستثمارات الخارجية. واستحوذت المصرفية الإسلامية على اهتمام كبير خلال المؤتمر، بينما كان قطاع التأمين، خاصة في السعودية من أبرز القطاعات التي يرى المستثمرون انها في منأى عن الضربات التي تتعرض لها أسواق المال، وأكد مايكل هودجز، من إتش إس بي سي، أن قطاع التأمين في ازدهار مستمر، خاصة إذا اعتمد التأمين على السيارات والشركات ضد الحرائق، ليكون إجباريا.

كما ذكر مارك هانسن الرئيس التنفيذي لهيئة البنوك العالمية، أن الأزمة المالية العالمية جذبت الأنظار إلى صناديق الثروات السيادية في الخليج، والتي قدرتها التقارير بحوالي 1.5 تريليون دولار، وقد تلامس 2.4 تريليون دولار في 2010 إذا استمر برميل النفط عند مستوى 100 دولار للبرميل، و8.8 تريليون دولار في 2020. وأضاف هانسن أن التقديرات تعددت لنمو دول مجلس التعاون، ولكن الاقتصاد السعودي قدر بأن ينمو حتى وإن كان برميل النفط دون 30 دولارا فقط. ويشارك في المعرض العديد من كبريات الشركات الخليجية والأوروبية في غرفة التجارة العربية البريطانية والأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون، وذلك فى منطقة أولمبيا بغرب لندن.