الدار البيضاء المغربية تستثمر ملياري دولار لتطوير النقل الجماعي بحلول 2013

سكانها ينفقون سنويا 1.74 مليار دولار في التنقل

TT

كشف محمد القباج، والي (محافظ) ولاية الدار البيضاء الكبرى، أن سكان العاصمة الاقتصادية للمغرب ينفقون سنويا 15 مليار درهم (1.74 مليار دولار) في التنقلات. وأضاف القباج خلال افتتاحه أمس لمؤتمر حول إشكالية النقل في الدار البيضاء أن سكان المدينة يتنقلون في المتوسط بوتيرة ثلاث مرات في اليوم لكل شخص.

وأشار القباج إلى أن الدراسات التي أنجزت حول التنقل في الدار البيضاء أبرزت تراجع حصة النقل الجماعي (عبر الباصات) من 18% سنة 1975 إلى 13% 2004، وتراجعت نسبة استعمال السيارات الخاصة من 17% إلى 14.5%، كما تراجعت نسبة التنقل على الدراجات الهوائية من 13% إلى 4% خلال نفس الفترة. وفي المقابل ارتفعت نسبة الاعتماد على سيارات الأجرة من 1% إلى 15%. وأضاف القباج أن أغلبية سكان الدار البيضاء يفضلون المشي على الأقدام، مشيرا إلى أن الدراسات أبرزت أن نسبة التنقل عبر المشي على الأقدام وارتفعت من 51% إلى 53% خلال نفس الفترة.

وقال القباج إن التشخيص الذي وضعته مكاتب الخبرة أبرز مدى صعوبة إشكالية التنقل في الدار البيضاء نتيجة الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه شوارعها والآثار الجانبية على البيئة لوسائل النقل الحالية. كما أبرزت الحاجة إلى ضرورة الإسراع في وضع شبكة تنقل عالية الكثافة وضعيفة الأثر على البيئة، وضرورة مواكبة طموحات الدار البيضاء لكي تصبح قطبا اقتصاديا رئيسيا في منطقة شمال أفريقيا عبر تأهيل بنيات النقل والتواصل في المدينة. وأضاف القباج «لقد كشفت الدراسات أن تكلفة التنقل بالسيارات الخاصة في الدار البيضاء تفوق تكلفة التنقل بالوسائل العمومية بنحو 12 ضعفا، لذلك اخترنا توجيه اهتمامنا نحو تزويد المدينة بوسائل نقل جماعية. وحددنا كهدف رفع نسبة النقل الجماعي من 13% إلى 22% في أفق 2013، ومواصلة تطويره ليبلغ في المدى المتوسط والبعيد أزيد من 40% من التنقلات داخل المدينة».

وقال القباج إن خيار سلطات المدينة ذهب إلى اعتماد وسائل النقل ذات المسالك الخاصة، مشيرا إلى أن مشروعي «ترامواي الدار البيضاء» و«الشبكة السريعة للنقل بين الضواحي عبر القطار» المزمع إنجازهما ما بين 2009 و2012، بكلفة 16.4 مليار دجرهم (2 مليار دولار)، يشكلان اللبنة الأساسية لشبكة النقل المستقبلية لمدينة الدار البيضاء. وأوضح القباج أن إنجاز الشطر الأول من مشروع ترامواي الدار البيضاء على مسافة 28 كيلومترا، وبكلفة 6.4 مليار درهم (744 مليون دولار)، قد تم اعتماد مخطط تمويله خلال الزيارة الملكية للدار البيضاء نهاية أكتوبر الماضي، فيما تجري الدراسات النهائية لمشروع «الشبكة السريعة للنقل بين الضواحي عبر القطار»، والتي ستكلف نحو 10 مليارات درهم (1.2 مليار دولار)، والتي ستنطلق أشعال إنجازه مطلع السنة المقبلة.

وأعلن القباج عن إنشاء هيئة خاصة لتنظيم النقل والمرور في الدار البيضاء، والتي اتخدت شكل وكالة تشارك فيها كل الأطراف المتدخلة في مجال النقل والتنقل بالمدينة من أجهزة أمنية وإدارات ومنتخبون. كما أشار القباج إلى إطلاق دراسات ومشاريع لإعادة هيكلة شوارع ومسالك المدينة من أجل سيولة أفضل للتنقل في مدينة الدار البيضاء التي تعتبر أكبر حواضر المغرب وعاصمته الاقتصادية.